عثر عناصر الأمن الداخلي على مقبرة جماعية في قرية تركان التابعة لمنطقة السفيرة جنوب شرقي حلب.
وبحسب ما ذكرته “منطقة السفيرة” التابعة لمحافظة حلب عبر صفحتها في “فيسبوك”، فإنه خلال عمليات البحث المستمرة التي يقوم بها عناصر الأمن الداخلي في محيط قرية تركان، الواقعة في ريف منطقة السفيرة الغربي، تم العثور على مقبرة جماعية تضم عددًا من الرفات البشرية العائد لأشخاص مجهولي الهوية.
وأضافت أنه بناء على المؤشرات الأولية، يرجّح أن بعض الضحايا قضوا نتيجة التعذيب أو الإعدام الميداني على يد قوات النظام السابق، كما تم توثيق العثور على جثامين جديدة تعود لضحايا جرى قتلوا قبل سقوط النظام مباشرة.
وأشارت إلى أن استمرار العمل مع الجهات المختصة للوصول إلى كامل التفاصيل المتعلقة بالضحايا والتعرف على هوياتهم وتوثيقها.
المقبرة جرى اكتشافها في موقع يعتمد على صهاريج مياه كانت تُستخدم سابقًا لتجميع مياه الأمطار.
وعرضت “منطقة السفيرة” عبر صفحتها على “فيسبوك” مشاهد من موقع المقبرة المكتشفة.
“الموقع مؤمّن”
المكتب الصحفي للأمن الداخلي في حلب قال ل، إن المقبرة عثر عليها في 2 من كانون الأول، بعد ورود بلاغ للأجهزة الأمنية حول وجود رفات في المنطقة.
وأوضح المكتب أن دوريات الأمن توجهت إلى الموقع فورًا، حيث عثرت على جماجم بشرية وعظام وألبسة متناثرة في محيط صهاريج المياه.
وأضاف أن الموقع جرى تأمينه بالكامل بانتظار صدور الإذن الرسمي من النيابة العامة لفتح المقبرة والبدء بعملية التوثيق.
وأشار المصدر إلى أن عدد الضحايا لا يزال غير معروف، إذ لم تفتح المقبرة بشكل رسمي بعد.
قناة “الإخبارية” السورية قالت إن المقبرة تضم رفات ضحايا قتلوا “تحت التعذيب أو عبر الإعدام الميداني” قبل سنوات.
وأضافت أن عملية تأمين الموقع جرت وسط إجراءات أمنية مشددة.
وأكدت القناة أن الجهات المختصة باشرت التحقيقات الأولية بهدف تحديد هوية الضحايا والظروف المحيطة بعمليات القتل.
رفات لنساء وأطفال ورجال
من جهتها، نقلت وكالة “سانا” عن مسؤول منطقة السفيرة، بركات اليوسف، قوله إن الجهات الأمنية عثرت على “مجموعة من المقابر الجماعية” داخل صهاريج مخصصة سابقًا لتجميع مياه الأمطار.
وأضاف اليوسف أن المنطقة شهدت اكتشافات مماثلة خلال السنوات الماضية.
ورجح أن بعض الضحايا قتلوا قبيل تحرير المنطقة مباشرة، “في محاولة لإخفاء الجرائم”.
وتابع أن الرفات المكتشَف يشمل أطفالًا ونساء ورجالًا، وأن العثور على ضحية واحدة “يرشح وجود المزيد” في المواقع نفسها.
وأشار اليوسف إلى أن فرق البحث تعمل على إزالة الركام والأتربة التي استخدمت لإخفاء الجثامين، بهدف التحقق من العدد الإجمالي للضحايا.
كما كشف أن عمليات البحث أظهرت وجود بقايا أسلحة وصناديق ذخيرة وألغام، مرجحًا أنها تعود لقوات النظام السابق قبل انسحابها من المنطقة.
نقل آلاف من الجثث
كان تحقيق أجرته وكالة “رويترز”، منتصف تشرين الأول الماضي، كشف أن النظام السوري السابق نقل عشرات الآلاف من الجثث من المقبرة الجماعية في منطقة القطيفة بريف دمشق، إلى موقع آخر في الصحراء قرب مدينة الضمير، وذلك بين عامي 2019 و2021.
ولم تحدد الوكالة آنذاك موقع المقبرة الجديدة، موضحة أن ذلك جاء بهدف تقليل احتمال العبث بالموقع، لكنها أشارت إلى أن المكان السري كان يبعد عشرات الكيلومترات عن المقبرة الأصلية، أي ما يزيد على ساعة من الطريق.
واعتمد التحقيق، الذي عرف باسم عملية “نقل الأرض”، على شهادات 13 شخصًا ممن كانوا على معرفة مباشرة بعملية النقل أو شاركوا فيها.
وكان من بين الشهود سائقون وضابط سابق في “الحرس الجمهوري”، إلى جانب تحليل صور ووثائق مرتبطة بالملف.
تحقيق يكشف نقل نظام الأسد آلاف الجثث من مقبرة القطيفة
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي
