أعلن وزير النقل السوري، يعرب بدر، عن بدء محادثات مع عدد من الشركات الحكومية الصينية المتخصصة في تطوير البنية التحتية للنقل، بهدف تعزيز التعاون المشترك في مجال الطرق والسكك الحديدية.
وقال بدر، إن هناك حوارات جارية وتبادلًا للمعلومات مع الجانب الصيني، مبينًا أن الأسابيع المقبلة قد تشهد تطورات ملموسة، بحسب ما نشرته وزارة النقل عبر معرفاتها الرسمية، مساء الخميس 4 من كانون الأول.
وكشف وزير النقل عن احتمالية زيارة وفد تقني صيني رفيع المستوى إلى سوريا، للاطلاع على واقع القطاع والتباحث حول سبل التعاون المشترك.
وأوضح أن قطاع النقل يعد من القطاعات الأساسية التي تمس جميع جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية، فهو، حسب وصفه، ليس مجرد شبكة من الطرق والسكك الحديدية، بل هو ركيزة أساسية لأي نشاط اقتصادي مستدام.
وتركز الوزارة على تحسين الربط بين المحافظات السورية بشكل سلس ومستدام بيئيًا، وتطوير شبكة الطرق لتلائم المعايير الفنية الحديثة، بحسب الوزير.
وأشار بدر إلى مشروع طريق اللاذقية- أريحا، الذي يعد الطريق الوحيد في البلاد الذي يمكن تصنيفه كـ”أوتوستراد” بالمعنى الفني السليم، والذي تم إنشاؤه بمساهمة شركة عربية لم يفصح عن اسمها.
كما تسعى الوزارة، بحسب بدر، إلى تعزيز التكامل مع الدول العربية في مجال النقل، من خلال تطوير شبكة نقل إقليمية تسهم في تسهيل حركة التجارة والمواطنين بين الدول العربية.
واعتبرت وزارة النقل أن هذه المحادثات تعد خطوة في سياق التعاون الدولي في قطاع النقل السوري، والذي يعد عنصرًا أساسيًا في مرحلة إعادة الإعمار والتنمية المستدامة في البلاد.
وتأتي هذه الخطوة في إطار الانفتاح على الخبرات الصينية التي تمتلك سجلًا في تطوير شبكات النقل وتحديث البنية التحتية، بحسب الوزارة.
عقد النقل المستدام 2026–2035
اختتمت بدمشق، في 26 من تشرين الثاني الماضي، أعمال الدورة الـ26 للجنة النقل واللوجستيات التابعة لـ”الإسكوا”، بعد المناقشات المخصصة لبحث مستقبل النقل المستدام في المنطقة العربية وآليات تطوير التعاون الإقليمي، وذلك في أول فعالية أممية تستضيفها سوريا في قطاع النقل منذ أكثر منذ 15 عامًا.
وركزت اجتماعات الدورة، بحسب وزارة النقل، على التحضير لعقد النقل المستدام 2026–2035، وهو مبادرة أممية يجري العمل عليها منذ أربع سنوات، وسيتم إطلاقها رسميًا في 10 من كانون الأول 2026.
وناقشت أعمال الدورة خطط تعزيز الترابط العربي في مجالات النقل البري والبحري واللوجستيات، بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة ومتطلبات التعافي الاقتصادي.
وقال مستشار وزير النقل لشؤون النقل المستدام، سنان الخير، إن عودة اجتماعات “الإسكوا” إلى دمشق بعد انقطاع طويل، تشكل فرصة لإعادة التواصل مع الدول العربية، وتبادل الخبرات والاطلاع على تجارب متقدمة.
وأشار الخير إلى أهمية ذلك في تطوير السياسات الوطنية، وتحسين كفاءة منظومات النقل بمختلف قطاعاتها.
وأوضح الخير أن محور عقد النقل المستدام، كان الأبرز في النقاشات باعتباره خريطة طريق لتعزيز النقل الصديق للبيئة والحد من الانبعاثات وتحسين البنى التحتية.
وكشف عن مقترحات سورية، أبرزها إحداث مجلس أعلى للنقل المستدام ووضع سياسة وطنية متكاملة، إضافة إلى إنشاء مركز وطني يضم خبراء مختصين لإعداد الدراسات وتنسيق العمل بين الجهات المعنية.
وأوضحت مستشارة وزير النقل لشؤون التحول الرقمي، ريا عرفات، أن الرقمنة باتت مسارًا موازيًا للنقل المستدام، لافتة إلى أن الوزارة تعمل على إطلاق منصة رقمية تربط بين مقدمي ومتلقي خدمات نقل البضائع، معتبرة أن المشروع سيعزز مرحلة التعافي ويقوي تنافسية السوق اللوجستية في سوريا.
وأشارت عرفات إلى استمرار العمل على مشروع أتمتة مديريات النقل بهدف تبسيط الإجراءات أمام المواطنين ومالكي المركبات وتسريع تقديم الخدمات، بما يخفف الوقت والكلفة ويرفع مستوى الشفافية ويعزز ثقة المتعاملين بالقطاع.
وتناولت جلسات الدورة تأثيرات التغير المناخي على قطاع النقل في سوريا، وجرى بحث سبل دعم عمليات الاستجابة للحرائق من خلال تحسين مسارات وصول الآليات وتعزيز إجراءات السلامة المرورية.
وأكدت الجلسات على دور “الإسكوا” في تنسيق تبادل الخبرات العربية المتعلقة بمواجهة الكوارث، ووضع خطط طوارئ مشتركة تسهم في سرعة الاستجابة وفعالية الإنقاذ.
واعتبرت وكيلة تمكين النقل في الهيئة العامة للنقل السعودية، أميمة بامسق، أن استضافة سوريا للدورة مؤشر على عودتها الفاعلة إلى المحافل الدولية.
ووصف ممثل وزارة النقل الجزائرية، عبد الهادي مزياني، المشاركة بأعمال الدورة بأنها “مثمرة”، مبينًا أهمية تعزيز التعاون العربي لدعم البنى التحتية للنقل في سوريا.
منتدى لتعزيز التحول الرقمي بقطاع النقل في سوريا
مرتبط
المصدر: عنب بلدي
