أنقذ الدفاع المدني السوري طفلة (ثلاث سنوات) سقطت في بئر بقرية صريع بريف إدلب، بعد عمل استمر نحو 11 ساعة.
وأكد الدفاع المدني في صفحته عبر منصة “فيسبوك” فجر اليوم، السبت 6 من كانون الأول، أنه تم نقل الطفلة إلى مستشفى “إدلب الجامعي”، عبر فريق الإسعاف الذي كان جاهزًا في الموقع للتأكد من سلامتها.
ويبلغ عمق البئر عشرة أمتار والطفلة كانت في قعره وهو بئر جاف، ومع سقوط الطفلة سقطت صخرة وعلقت على عمق سبعة أمتار في جسم البئر، ومنعت إمكانية الوصول المباشر للطفلة من فوهة البئر لإنقاذها.
وحدد الدفاع مراحل عمل الإنقاذ وفق عدة خطوات:
- استجابة فرق الدفاع للبلاغ بحدود الساعة السادسة والنصف من مساء الجمعة 5 من كانون الأول، وتوجهت للموقع، وعند الوصول تم التواصل مع الطفلة، وضخت الفرق الأكسجين لها، مع تجهيز فريق إسعاف في الموقع.
- وصلت المعدات الثقيلة بحدود الساعة السادسة و45 دقيقة، وبدأت بإنشاء حفرة جانبية موازية للبئر، مع استمرار ضخ الأكسجين، وتزويد الطفلة بالمياه والغذاء.
- وصلت إلى الموقع آليات ثقيلة إضافية بسبب طبيعة الأرض الصخرية (نقّار)، مع وصول فريقين إضافيين من الدفاع المدني السوري إلى الموقع، يضمان مختصين في الإنقاذ، مزودين بمعدات متخصصة وأدوات حفر، منها ضواغط هواء وكهرباء (كمبريسات)، مع تثبيت وتأمين الصخرة العالقة فوق الطفلة مباشرة على عمق سبعة أمتار، لمنع سقوطها فوق الطفلة الموجودة على عمق نحو عشرة أمتار.
- كما أدخلت الفرق قميصًا حديديًا داخل البئر، لمنع أي انهيار للصخور في أثناء العمل، بالتوازي مع الحفر الجانبي الموازي للبئر حتى عمق تسعة أمتار.
- فقد التواصل مع الطفلة بحدود الساعة الحادية عشرة والنصف، واستمر الحفر الأفقي بالمعدات اليدوية والضواغط الهوائية والكهربائية (كمبريسات) نحو جدار البئر للوصول إلى الطفلة، وتوصلت الفرق لفتح ثغرة في جدار البئر بعد الحفر العرضي من الحفرة الموازية التي تم إنشاؤها.
- أُعيد التواصل مع الطفلة في الساعة الثالثة إلا الربع فجرًا، وبعدها أنقذت الطفلة من الثغرة التي تم فتحها في جدار البئر من الحفرة الموازية التي تم إنشاؤها، وذلك في تمام الساعة الخامسة والثلث فجر اليوم، وتمت عملية الإنقاذ بدخول شاب عبر الثغرة التي تم فتحها بين الحفرة الموازية التي أُنشئت وجدار البئر وسحبه الطفلة.
وفاة طفل في بئر
كانت فرق الطوارئ والإسعاف في الدفاع المدني، أعلنت وفاة طفل بعد محاولة إنقاذه، إثر سقوطه في بئر يبلغ عمقه نحو 30 مترًا، في قرية زغير جزيرة بريف دير الزور، في 25 من تشرين الأول الماضي.
وأصدر الدفاع المدني السوري تقريرًا قال فيه، إن فرق الطوارئ في الدفاع المدني السوري تلقت في 23 من تشرين الأول الماضي، بلاغًا يفيد بسقوط الطفل عبد الله سليمان الطنش، البالغ من العمر ست سنوات في البئر.
وتوجهت الفرف إلى المعبر النهري للوصول إلى موقع الحادث، حيث كانت الفرق على أهبة الاستعداد قبل ظهر يوم الخميس في 23 من تشرين الأول.
وبعد ظهر الجمعة في 24 من تشرين الأول الماضي، تمكنت الفرق من دخول المنطقة والوصول إلى موقع الحادث في القرية، وعند وصولهم، أبلغت فرق الإنقاذ المحلية فرق الدفاع المدني السوري بعدم وجود أي مؤشرات على حياة الطفل منذ ساعات.
وكانت فرق الإنقاذ المحلية قد بدأت بحفر موازٍ للبئر للوصول إلى الطفل من الجدار الجانبي، وتمكنت من الحفر حتى عمق عشرة أمتار، وأظهرت كاميرا أُدخلت من فوهة البئر وجود ردم وأتربة فوق جثمان الطفل داخل البئر، الذي كان عالقًا بعمق يتجاوز 20 مترًا.
وباشرت فرق الدفاع المدني السوري، بالتعاون مع فرق الإنقاذ المحلية والأهالي، استكمال الحفر يدويًا لعمق إضافي بلغ نحو عشرة أمتار، نظرًا لاستحالة استخدام الآليات الثقيلة خشية حدوث ردم جديد داخل البئر.
وبعد عمل استمر قرابة 20 ساعة متواصلة، تمكن الدفاع المدني السوري وفرق الإنقاذ المحلية والأهالي من الوصول إلى جثمان الطفل عبدالله الطنش عند عمق 21 مترًا، وتم انتشاله وتسليمه للطاقم الطبي الموجود في الموقع.
الحكومة حمّلت “قسد” المسؤولية
حمّلت محافظة دير الزور مسؤولية وفاة الطفل لـ“قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) ،وذلك إثر عرقلتها دخول فرق الطوارئ والإسعاف والدفاع المدني، إلى قرية زغبر جزيرة الواقعة تحت سيطرتها.
وأوضحت المحافظة أن الفرق باشرت إجراءات الاستجابة السريعة، فور ورود البلاغ، وتم تجهيز المعدات الفنية اللازمة لعمليات الإنقاذ، بما في ذلك أجهزة الضخ والحفر، إضافة إلى تأمين الكوادر الطبية والفنية المتخصصة استعدادًا لاستقبال الطفل وإنقاذ حياته.
وتواصلت الجهات الحكومية مع “قسد”، للسماح بدخول الفرق والمعدات إلى موقع الحادث، إلا أنها عرقلت عملية الدخول ومنعت وصول فرق الإنقاذ، ما تسبب بوفاة الطفل داخل البئر، بحسب البيان.
وكانت “قسد”، بحسب مراسل، منعت فرق الدفاع المدني من عبور الجسر الترابي الفاصل بين مناطق سيطرة الحكومة ومناطق سيطرتها، منذ عصر الخميس، حين سقوطه، إلى عصر يوم الجمعة، حتى استطاعت عبور الجسر الترابي.
وبدأت فرق الدفاع المدني عمليات الإنقاذ إذ عثرت على الطفل متوفى.
حوادث سابقة
في 7 من آب الماضي، تمكنت فرق الإنقاذ السورية، بدعم من فرق الطوارئ التركية (AFAD)، من إنقاذ طفل سقط في بئر شمالي الرقة، بعد جهود استمرت لما يقارب 14 ساعة.
وأفاد مراسل حينها، بخروج الطفل علي صالح عبدي، البالغ من العمر أربع سنوات، على قيد الحياة، بعد أن سقط في بئر ضيقة بعمق 50 مترًا في قرية كورمازة بريف تل أبيض الشمالي شمالي محافظة الرقة.
سُجلت في ريف تل أبيض خلال السنوات الماضية عدة حوادث لسقوط أطفال داخل آبار ارتوازية، نتيجة تركها مفتوحة وبدون وسائل أمان كافية، وغالبًا ما تكون فارغة من الماء، ما يهدد حياة المدنيين، وخاصة الأطفال الذين يلعبون في محيطها.
وتتكرر حالات وفاة الأطفال داخل الآبار في الشمال السوري، وأبرزها كانت في تموز 2022، حيث توفي ثلاثة أطفال وأصيب رابع، بسبب سقوطهم في بئر بعمق عشرة أمتار في قرية سردين بريف إدلب الشمالي.
تقع تل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، ويُسيطر عليها “الجيش الوطني السوري” (انضمت فصائله إلى وزارة الدفاع السورية)، بينما تحيط بها جبهات قتال باردة مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وتُعتبر الحدود التركية منفذها الوحيد نحو الخارج.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي
