أثار قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتعيين سكرتيره العسكري، رومان جوفمان، في رئاسة جهاز الاستخبارات الخارجية “الموساد”، عاصفة سياسية في إسرائيل، وسط تهديدات باستقالات جماعية لمسؤولين في الموساد، حسبما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية.
ونقلت القناة الـ “13” الإسرائيلية عن مسؤولين سابقين وحاليين في الجهاز، قولهم إن جوفمان يعد “محارباً قديماً” لكنه لا يمتلك خبرة في عالم الاستخبارات، ولديه قضية إشكالية في سيرته الذاتية، تتعلق بتوظيف مراهق في حملة تأثير، انتهت باعتقاله لفترة طويلة.
وقال واحد من كبار مسؤولي الموساد، للقناة الإسرائيلية: “هذه ضربة قاسية للمنظمة. تعيين جوفمان قد يضع حداً للعصر الذهبي للمؤسسة”.
بدوره، قال مسؤول أمني كبير في وقت سابق، إن التعيين كان “وهمياً”، مدعياً أن سارة نتنياهو، زوجة رئيس الوزراء، كانت متورطة في تعيينه بشكل غير رسمي، إذ أجرت مقابلة مع جوفمان لمنصب السكرتير العسكري على أن يتم عرض القرار على اللجنة الاستشارية للتعيينات في المناصب العليا.
واعتبر المسؤولون الإسرائيليون، وفق تقارير إعلامية، أن نتنياهو تجاوز مرشحي الموساد المدعومين منه، لتعيين جوفمان، ما أثار مخاوف بشأن افتقاره للخبرة الاستخباراتية واحتمالية استقالته، بينما يقول حلفاؤه، إن “ولاءه وحكمته وفكره العدواني تناسب منصبه”.
ويعد رئيس جهاز الموساد، من المناصب المهمة في إسرائيل، لمسؤوليته عن العمليات الاستخبارية في الخارج، والتي تشمل التجسس والاغتيالات.
من هو رومان جوفمان؟
وولد جوفمان، البالغ من العمر 49 عاماً، في بيلاروس، وهاجر إلى إسرائيل مع عائلته في سن الـ 14 عاماً في عام 1990. ونشأ في أسدود، ودرس في سن المراهقة في مدرسة ضباط البحرية في أسدود.
ويحمل جوفمان، درجة البكالوريوس في العلوم السياسية من كلية عسقلان الأكاديمية، ودرجة الماجستير في العلوم السياسية والأمن القومي من جامعة حيفا.
وقال مكتب نتنياهو، عند الإعلان عن اختيار جوفمان في رئاسة الموساد، إنه “خدم في العديد من المناصب العملياتية والقيادية في الجيش الإسرائيلي، بما في ذلك، منصب قيادي في فيلق المدرعات، كما قاد (الكتيبة 75) من اللواء السابع الإسرائيلي، كما عمل كضابط في لواء غاش (الفرقة 36)، وقاد لواء عتسيون”، وصولاً إلى منصبه الأخير قبل تولي رئاسة الموساد كسركتير عسكري لرئيس الوزراء الإسرائيلي.
وأضاف البيان: “اللواء رومان جوفمان ضابط متعدد المواهب، إذ أثبت تعيينه كسكرتير عسكري لرئيس الوزراء في ذروة حرب القيامة (حرب أكتوبر 1973) أنه يمتلك قدرات مهنية استثنائية، بدءاً من دخوله السريع إلى مشاركته الفورية والمهمة في مسارح الحرب السبعة. كان اللواء جوفمان على اتصال مستمر مع جميع أجهزة الاستخبارات، وخاصة مع الموساد”، حسبما أورد بيان مكتب نتنياهو.
وتواجه حكومة نتنياهو، انتقادات داخلية واسعة، على خلفية “الفشل الاستخباراتي” في التنبوء بهجمات حركة “حماس”، وفصائل فلسطينية أخرى، على بلدات جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
