أكد الدكتور محمد كمال، أستاذ القيم والأخلاق المساعد بجامعة القاهرة، أن التوجيهات التي أصدرها فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي لرئيس الوزراء ووزير التربية والتعليم تشكل إطارًا متكاملًا لإصلاح المنظومة التعليمية، مشددًا على أهمية الإسراع في تحويلها إلى خطوات عملية واضحة تحقق نتائج ملموسة على أرض الواقع.
وأوضح كمال، في تحليله للجزء الثاني من قراءة توجيهات الرئيس بشأن تطوير التعليم، أنه بعد تناوله في مقاله السابق لمحوري ترسيخ القيم والأخلاق ومواجهة الغش، يستعرض في هذا التحليل ثلاثة محاور جديدة تمثل ركائز أساسية في عملية التطوير: تحسين أوضاع المعلم، دعم التعليم الفني، وتوسيع تدريس البرمجة والذكاء الاصطناعي.
أولًا: الارتقاء بالمعلم.. محور الإصلاح وشرطه الأساسي
أوضح كمال أن تأكيد الرئيس على توفير الحوافز المستمرة وتحسين الوضع الاقتصادي للمعلمين يعكس إدراكًا حقيقيًا لدورهم المحوري.
وأشار إلى ضرورة تفعيل هذا التوجيه من خلال:
إصلاح منظومة الأجور والحوافز وربطها بالأداء الفعلي، مع منح مزايا إضافية للعاملين في التخصصات النادرة والمناطق البعيدة.
معالجة مشكلات تطبيق حافز الألف جنيه، بعدما تم صرفه بنحو 600 جنيه فقط وحرمان فئات مهمة منه، من بينها الأخصائيون والمدرسون الذين لا يكتمل نصابهم لأسباب خارجة عن إرادتهم.
ربط الترقيات ببرامج تدريبية معتمدة تقدمها الأكاديمية المهنية للمعلمين.
فرض الانضباط واستعادة مكانة المعلم داخل المجتمع والمدرسة من خلال تطبيق فوري وصارم للائحة الانضباط على أي حالات تعدٍ.
ثانيًا: تطوير التعليم الفني.. تلبية احتياجات سوق العمل
أشار كمال إلى أن التوسع الحالي في مدارس التكنولوجيا التطبيقية يمثل خطوة مهمة، إلا أن التوجيهات الرئاسية دعت إلى بذل مزيد من الجهد للارتقاء بمستوى خريجي التعليم الفني ليصبح هذا القطاع قاطرة حقيقية للتنمية.
وأوضح أن التنفيذ يتطلب:
تعميم نظام التعليم والتدريب المزدوج وتوسيع الشراكات مع القطاع الخاص.
مواصلة نشر مدارس التكنولوجيا التطبيقية وربط مناهجها مباشرة بالصناعة.
إصدار شهادات مهنية دولية معتمدة لرفع فرص تشغيل الخريجين محليًا ودوليًا.
تحديث مستمر للمناهج بما يتوافق مع التطورات التكنولوجية الحديثة.
ثالثًا: تعميم البرمجة والذكاء الاصطناعي.. تمكين جيل رقمي
رحب كمال بتوجيه الرئيس بتدريس البرمجة والذكاء الاصطناعي بدءًا من الصف الأول الثانوي، معتبرًا ذلك خطوة استراتيجية لإعداد شباب قادر على مواكبة متطلبات المستقبل.
وأكد ضرورة:1إعداد كوادر تعليمية مؤهلة رقميًا، والاستعانة بخريجي كليات الحاسبات.
٢توفير أجهزة حديثة وشبكات إنترنت سريعة داخل المدارس الثانوية.
٣التركيز على مهارات حل المشكلات وربط تقنيات الذكاء الاصطناعي بتطبيقات الحياة اليومية.
شدد الدكتور محمد كمال على أن التوجيهات الرئاسية وضعت أساسًا قويًا لإصلاح شامل، لكن نجاحها مرهون بقدرة الوزارة على ترجمة السياسات إلى إجراءات تنفيذية ملموسة تنعكس على جودة العملية التعليمية.
“هذا مشروع قومي يتطلب تكاتف الجميع، ولا أتصور أن أي خبير سيُحجم عن تقديم خبراته دعمًا لمنظومة التعليم… وأولهم كاتب هذه السطور.”
