سلّطت دراسة جديدة الضوء على النساء المصابات بـ المرض النفسي، والسمات الرئيسة التي يمتلكنها، حيث أجرى باحثون من جامعة بروكسل الحرة استطلاعًا لآراء 492 شخصًا لفهم ما إذا كانت هناك صلة بين الأداء العاطفي وسمات الشخصية المعقدة.

وكشف تحليلهم أن انخفاض القدرة على التعبير عن المشاعر وانعدام التلذذ يرتبطان بالاعتلال النفسي، ولكن لدى النساء فقط، ويتميز فقدان القدرة على التعبير عن المشاعر ويُسمى أيضًا العمى العاطفي بعدم القدرة على فهم مشاعر المرء.

وفي المقابل، يصف انعدام التلذذ غيابًا شبه كامل للمتعة والدافع والاهتمام، وقال الباحثون: “هذه الارتباطات ليست موحدة بين الجنسين: فهي واضحة لدى الإناث، لكنها غائبة لدى الذكور”.

ويمكن تفسير هذه الاختلافات بعوامل بيولوجية (هرمونية وعصبية صماء)، وتأثيرات اجتماعية وثقافية مرتبطة بأدوار الجنسين، واختلاف أساليب التنظيم العاطفي.

الثالوث المظلم

الثالوث المظلم هو مفهوم نفسي يشير إلى ثلاث سمات شخصية تؤدي إلى المرض النفسي وهي: النرجسية، والميكافيلية، والاعتلال النفسي، وتتضمن النرجسية شعورًا مبالغًا فيه بأهمية الذات، والعظمة، والحاجة الملحة للإعجاب.

والميكافيلية هي الميل إلى التلاعب والخداع والتركيز على المصلحة الذاتية، حيث يرتبط الاعتلال النفسي بالاندفاعية، وقلة التعاطف، وتجاهل مشاعر الآخرين وحقوقهم.

وحددت دراسات سابقة روابط بين الثالوث المظلم والعديد من السمات، بما في ذلك عدم حب الحيوانات، وإهانة الآخرين، والعزوبية.

مع ذلك، حتى الآن، ظلّ الارتباط بين سمات الثالوث المظلم والاختلال العاطفي غامضًا، حيث أوضح الباحثون في دراستهم المنشورة في مجلة Behavioral Sciences: “لطالما ارتبط الثالوث المظلم (الميكافيلية، والنرجسية، والمرض النفسي) بالسلوكيات الخارجية ونقص التعاطف”.

ومع ذلك، تشير الأدلة الناشئة إلى أن هذه السمات ترتبط أيضًا بنقاط ضعف عاطفية داخلية، وللوصول إلى حقيقة الأمر، استعان الفريق بـ 492 بالغًا أكملوا استبيانات لتقييم سمات شخصياتهم ونقاط ضعفهم العاطفية.

وكشف تحليل النتائج عن اختلافات رئيسية بين الجنسين، لدى النساء، ارتبطت سمات الثالوث المظلم المرتفعة ارتباطًا وثيقًا بالاختلال العاطفي، أي فقدان القدرة على التعبير عن المشاعر وانعدام التلذذ.

في المقابل، لم تُلاحظ أي ارتباطات من هذا القبيل لدى المشاركين الذكور، وفي حين أن سبب هذا التفاوت لا يزال غامضًا، طرح الباحثون ثلاث نظريات رئيسية، أولًا، قد يعود الأمر إلى عوامل بيولوجية.

أشار الباحثون إلى أن “هرمون التستوستيرون، وهو هرمون يتواجد عادةً بمستويات أعلى لدى الذكور منه لدى الإناث، يرتبط بصفات مثل الهيمنة والاندفاعية والمخاطرة، وانخفاض التعاطف المعرفي والانفعال العاطفي”.

وإذا لم يكن الأمر كذلك، فقد يكون مرتبطًا بعوامل اجتماعية وثقافية، وأوضح الفريق أن “الرجل الذي يُسجل درجة عالية من الاعتلال النفسي قد يُظهر ضيقه من خلال الانفعال أو العدوانية أو سلوك المخاطرة، بدلًا من الشكوى من الحزن أو انعدام المتعة”.

وبدلًا من ذلك، يُشيرون إلى نظرية التنظيم العاطفي، وأضافوا: “غالبًا ما يكون لدى الإناث ذوات السمات النفسية العالية تاريخ من الاضطرابات العاطفية أو الصدمات المبكرة، ويُظهرن سمات شخصية حدية أكثر من نظرائهن الذكور”.

تأتي هذه الدراسة بعد فترة وجيزة من كشف دراسة أخرى أن النساء المصابات باضطرابات نفسية أكثر شيوعًا مما نعتقد، لأن الدراسات “فشلت طويلًا في تحديدهن”.

شاركها.