اخبار تركيا
شهدت العاصمة السورية دمشق، اليوم الاثنين، ظهوراً لافتاً للرئيس السوري أحمد الشرع في الذكرى الأولى لـ”يوم التحرير”، حيث اتخذت إطلالته طابعاً يجمع بين رمزية القوة وملامح الاحتفاء بالذكرى.
وبدأ الشرع فعاليات اليوم بأداء صلاة الفجر في الجامع الأموي مرتدياً الزي العسكري ذاته الذي دخل به دمشق قبل عام، قبل أن يؤمّ المصلين ويلقي خطبة قصيرة من على منبر المسجد.
https://x.com/TR99media/status/1998105299178098703?s=20
وخلال وجوده في الجامع الأموي، دشّن الشرع هدية سعودية خاصة قُدّمت له من ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وهي قطعة من ستار الكعبة المشرفة، اختار وضعها داخل الجامع تقديراً لقيمتها الدينية والرمزية.
وأظهرت مشاهد مصورة حمل الشرع مسدساً على خصره خلال الزيارة، في إشارة يُنظر إليها على أنها رسالة تؤكد أولويات المرحلة المقبلة التي تركز على “الأمن أولاً” وترسيخ الاستقرار في العاصمة.
https://x.com/SyPresidency/status/1997902585098043540?s=20
وانتقل الرئيس السوري لاحقاً إلى ساحة العرض العسكري وسط دمشق، حيث شارك في الفعاليات الرسمية للاحتفال بذكرى إسقاط نظام الأسد، قبل أن يختتم اليوم بالمشاركة في الاحتفال المركزي الذي أقيم في قصر المؤتمرات.
https://x.com/SyPresidency/status/1997978287289905476
ويأتي ظهور الشرع في إطار مساعيه لتثبيت ملامح المرحلة الجديدة في سوريا، القائمة على تعزيز الأمن وإعادة مؤسسات الدولة إلى كامل فعاليتها في العاصمة والمناطق المحررة.
وفي تطور تاريخي، أُعلن يوم الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، بعد دخول الفصائل السورية المسلحة إلى العاصمة دمشق. وفرّ الأسد إلى موسكو، منهياً بذلك حكماً دام 24 عاماً، امتداداً لسيطرة عائلته على السلطة منذ عام 1970.
وجاء هذا التحول بعد نحو 14 عاماً من اندلاع الثورة السورية، حيث صعّدت الفصائل المسلحة عملياتها العسكرية منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024، انطلاقاً من ريف حلب الغربي وصولاً إلى دمشق، لتنتهي بذلك 61 عاماً من حكم حزب البعث وحقبة الأسد في سوريا.
بدورها، أعلنت تركيا دعمها للإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، وأعادت فتح سفارتها في دمشق بعد نحو 12 عاماً من الإغلاق. وجاء ذلك بعد زيارة رئيس جهاز الاستخبارات التركي، إبراهيم كالن، للعاصمة السورية، في خطوة عكست تأييد أنقرة للتحولات السياسية في البلاد.
وفي أول زيارة لمسؤول أجنبي بعد سقوط النظام، وصل وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إلى دمشق يوم 22 ديسمبر/كانون الأول 2024، حيث أجرى مباحثات مع الرئيس الشرع ومسؤولين آخرين. واستمر تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، حيث زار وزير خارجية سوريا الجديد، أسعد الشيباني، أنقرة في 14 يناير/كانون الثاني 2025، بينما شهدت العاصمة التركية يوم 4 فبراير/شباط 2025 زيارة تاريخية لرئيس سوري، هي الأولى منذ 15 عاماً.
من جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مراراً التزام بلاده بدعم سوريا في مرحلة ما بعد سقوط النظام، سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً وعسكرياً. كما شدد على رفض تركيا القاطع لـ”الأطماع الانفصالية” في سوريا، إلى جانب إدانته للهجمات الإسرائيلية التي تصاعدت عقب انهيار نظام الأسد.
ويتواصل التعاون التركي السوري حاليا في شتى المجالات وعلى رأسها الاقتصاد والتجارة والنقل، حيث رفعت تركيا قيودا تجارية كانت مفروضة زمن النظام المخلوع، فيما تقدم مؤسسات القطاع العام والخاص التركية مساعدات مختلفة لسوريا سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي.
