جدد الرئيس الأميركي دونالد ترمب انتقاداته لأوروبا في خطاب مساء الثلاثاء، قائلاً إنه يعتقد أن “أشياءً كثيرة وسيئة تحدث لأوروبا بسبب الهجرة والطاقة”، كما كرر هجومه على الجالية الصومالية في ولاية مينيسوتا، وسعى إلى إلقاء اللوم على الديمقراطيين في ارتفاع الأسعار، معتبراً في الوقت نفسه أن خطاب الديمقراطيين بشأن القدرة على تحمل تكاليف العيش هي “خدعة”، و”مناورة سياسية”.

وقال ترمب في خطاب كان يفترض أن يركز بالأساس على الاقتصاد في بنسلفانيا، إن سياسات الهجرة في أوروبا “سيئة للغاية، سيئة لدرجة أنّها تُدمِّر أوروبا الجميلة التي أحبّها. إنّهم يدمّرون أوروبا، وعليهم أن يقوموا بشيء ما”.

وتابع: “سأقدّم لهم مزيداً من النصائح المجانية؛ فأنا أركز على أميركا، لكن يمكنهم أن يستفيدوا منها: عليهم أن يكونوا حذرين، لأنّ الهجرة والطاقة ستدمّران أوروبا”.

وجاءت تصريحات ترمب بعد ساعات من نشر مقابلة له مع مجلة “بوليتيكو”، وجه فيها نقداً لاذعاً للقارة التي قال إن دولها “تتداعى”، وأن قادتها “ضعفاء”.

وقطع ترمب كلمته التي كان يفترض أن تركز على الاقتصاد أكثر من مرة، وشكا من أن نص كلمته المكتوب ممل، وانطلق في استطرادات بعيدة عن الاقتصاد.

وقال ترمب بعد دقائق من بدء الخطاب بشأن أجندته الاقتصادية: “لو قرأت ما هو مكتوب على جهاز التلقين، فسوف تغفون جميعاً الآن”.

وعرج ترمب على ملف الحدود الجنوبية وأثنى على سجل إدارته في هذا الشأن، وقال إن كوريا الشمالية قد تكون الدولة الوحيدة  التي تملك حدوداً مؤمنة بشكل أكبر من الولايات المتحدة حالياً.

وتابع: “أودّ أن أقول إنّ هناك دولة واحدة ربما تملك حدوداً أقوى (من الولايات المتحدة). أنتم تعرفون ما هي… إنها كوريا الشمالية”.

وأضاف: “كوريا الشمالية، في اعتقادي، لديها حدود أقوى من أيٍّ كان. لديها سبعة أسوار من الأسلاك، وكلّ واحد منها يمرّ فيه مليون فولت من الكهرباء. إذا حاولتَ تجاوز واحدٍ منها، فأنت ميت قبل أن تصل إلى التالي. وإن تجاوزتَ واحداً ستصبح في حالة سيئة جداً، وإن تجاوزتَ اثنين عندها تكون قد حقّقت رقماً قياسياً. لذلك، أعتقد أننا نمنح كوريا الشمالية لقب الحدود الأكثر أمناً”.

ترمب يهاجم الجالية الصومالية في مينيسوتا

وواصل ترمب الهجوم على الصوماليين في ولاية مينيسوتا، وهي الانتقادات التي يكررها منذ انتخاب النائبة الديمقراطية إلهان عمر كأول أميركية من أصل صومالي في الكونجرس عام 2018.

وقال ترمب: “أنا أحب إلهان عمر هذه، أيّاً كان اسمها، صاحبة العمامة الصغيرة. أحبها. فهي لا تفعل شيئاً سوى التذمر. إنها دائماً ما تشكو”، واستُقبل الحضور تصريحاته بالضحك والتصفيق.

ثم هاجم ترمب الصومال قائلاً إنها “أسوأ دولة في العالم”، وقال إنهم “ليس لديهم جيش”.

وأضاف الرئيس: “ليس لديهم برلمان. لا يعرفون حتى معنى كلمة برلمان. ليس لديهم شيء. لا يملكون شرطة. يفرضون النظام بأنفسهم. يقتلون بعضهم البعض طوال الوقت”، على حد زعمه.

وأشار ترمب إلى أن إدارته “ينبغي أن تطرد إلهان عمر إلى خارج الولايات المتحدة”، فيما هتف الحشد: “أعيدوها إلى بلدها”.

الديمقراطيون رفعوا الأسعار

وافتتح ترمب، كلمته حول القدرة على تحمّل تكاليف المعيشة بالإشارة إلى التعريفات الجمركية التي يفرضها، والفوائد التي يقول إنها جلبتها لولاية بنسلفانيا، حيث ألقى خطابه.

وقال ترمب: “لقد جلبنا مئات المليارات من الدولارات، في الواقع تريليونات. وإذا أضفت إلى ذلك جميع الشركات التي تضخ أموالها في بناء المصانع في بنسلفانيا، وفي العديد من الولايات الأخرى، مصانع سيارات، مصانع ذكاء اصطناعي، مصانع من كل نوع، والتي لم نكن لنحصل عليها أبداً لولا فرض التعريفات الجمركية”.

وسعى ترمب إلى إلقاء اللوم على الديمقراطيين في ارتفاع كلفة المعيشة، وقال: “الديمقراطيون تسببوا في ارتفاع الأسعار، ونحن نعمل على خفضها”.

وسخر ترمب من طرح الديمقراطيين لكلمة “القدرة على تحمل تكاليف المعيشة” Affordability، واصفاً المخاوف المتعلقة بالقدرة على تحمّل تكاليف الحياة بأنها “خدعة”.

وأضاف: “لديهم دائماً خدعة ما”، مكرراً قوله إن قلق الناخبين من ارتفاع التكاليف ليس إلا “مناورة سياسية من صنع الديمقراطيين”. وقال: “الكلمة الجديدة هي القدرة على تحمّل التكاليف”.

وأقر ترمب بأنه تلقى نصائح بعدم وصف مسألة القدرة على تحمّل تكاليف المعيشة بأنها “خدعة”، لأنها قد تُفهم بشكل خاطئ. لكنه مع ذلك أصر على أن “الديمقراطيين يلومونه ظلماً على ارتفاع الأسعار”.

الانتخابات النصفية 2026

وقال ترمب إن كبيرة موظفي البيت الأبيض، سوزي وايلز، أخبرته بضرورة بدء الحملة الانتخابية لمساعدة الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي في 2026.

وأضاف: “قالت لي: علينا أن نبدأ الحملة يا سيدي. فقلت: لقد فزت بالفعل”. وأشار إلى أن وايلز شددت على ضرورة وجود الرئيس لدعم الجمهوريين في انتخابات العام المقبل، التي ستحدد السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ.

وكانت وايلز قالت في بودكاست “The Mom View” إن عودة ترمب إلى الحملة الانتخابية ستساعد على حث الناخبين الذين ربما لم يشاركوا في الانتخابات على التوجه إلى صناديق الاقتراع.

شاركها.