قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأربعاء، إنه سيعلن عن تشكيل “مجلس السلام” في غزة، في وقت مبكر من العام المقبل، مشيراً إلى أن عضويته ستضم رؤساء دول.

وأضاف ترمب خلال اجتماع في البيت الأبيض، أنه لم يكن مخططاً في البداية أن يضم المجلس رؤساء دول، ورؤساء وزراء، وأن الخطة كانت وضع أناس ذوي خبرة، يقومون بهذا الأمر بشكل احترافي في عضوية المجلس، ولكن الأمر تغير. وتابع: “الجميع يريدون أن يكونوا جزءاً من هذا المجلس”.

وأضاف “سيكون أحد أكثر المجالس أسطورية على الإطلاق. فالجميع يريدون أن يكونوا أعضاء فيه”.

واعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراراً في 17 نوفمبر، أجاز تشكيل مجلس للسلام، وأن تنشئ الدول التي تعمل معه قوة دولية مؤقتة لتحقيق الاستقرار في غزة.

إدارة انتقالية

ووصف القرار، الذي صاغته الولايات المتحدة، مجلس السلام بأنه إدارة انتقالية “ستضع إطار العمل، وتنسق تمويل إعادة إعمار غزة” بما يتماشى مع خطة ترمب للسلام المكونة من 20 نقطة.

وأعلن ترمب في 30 سبتمبر الماضي، أن خطته لإنهاء الحرب في غزة تتضمن تولّيه رئاسة هيئة دولية للإشراف على القطاع تحت مسمى “مجلس السلام”.

وسيشرف هذا المجلس، برئاسة ترمب، على الحكم المؤقت لقطاع غزة، كما يشرف على تمويل إعادة الإعمار، ويُمهّد الطريق لتسليم السلطة في نهاية المطاف إلى سلطة فلسطينية.

وسيرأس المجلس، مجلساً تنفيذياً دولياً يُدير العمليات، وحكومة فلسطينية من التكنوقراط جديدة، مؤلفة من خبراء غير تابعين لحركتي “حماس” أو “فتح” الفلسطينيتين، تُدير الإدارة.

وعند إعلان خطة غزة، قال ترمب إن أعضاء آخرين في “مجلس السلام” سيشملون رؤساء دول، وسيتم الكشف عن أسمائهم خلال “الأيام القليلة المقبلة”، لكن لم يتم الإعلان عن أي تعيينات حتى الآن.

وقال مصدر لصحيفة “هاآرتس”، إن مجلس السلام، الذي سيرأسه ترمب، سيكون “حجر الزاوية” في الخطة الأميركية لغزة.

وأضاف المصدر أن المجلس سيقوم بتنسيق إيصال المساعدات الإنسانية وتسهيل تنمية غزة. وتابع: “كما سيدعم المجلس لجنة تكنوقراط من الفلسطينيين تكون مسؤولة عن العمليات اليومية للخدمة المدنية، والإدارة في غزة بينما تنفذ السلطة الفلسطينية برنامجها الإصلاحي”.

واعتبر ترمب أن “تنفيذ خطته يسير بشكل جيد”، وإن “الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة غزة سيحدث قريباً جداً”، ملمحاً إلى أن الإعلان عن تشكيل المجلس قد يكون وشيكاً.

استبعاد توني بلير

وأفادت مصادر مطلعة، الاثنين، بأنه تم استبعاد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير من قائمة المرشحين للانضمام إلى “مجلس السلام”، بسبب اعتراضات من عدة دول عربية وإسلامية، حسبما ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.

ولكن مسؤولاً أميركياً رفض في تصريحات لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل” بشكل قاطع هذه التصريحات التي وصفها بـ”المضللة”، مشيراً إلى حدوث تغير شكل مجلس السلام.

وبينما نصت الخطة المكونة من 20 نقطة التي كشف عنها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في سبتمبر لإنهاء حرب غزة على أن بلير سيشغل مقعداً في المجلس، انتقلت واشنطن لاحقاً إلى نموذج مختلف، يقوم على تشكيل المجلس من رؤساء دول حاليين ذوي أدوار رمزية، على أن تتولى “لجنة تنفيذية” الدور الأساسي في الإشراف على إدارة غزة، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.

وقال المسؤول الأميركي إن “بلير يستعد للجلوس على طاولة هذه اللجنة، إلى جانب المبعوثيّن الأميركيين جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، وكذلك مبعوث الأمم المتحدة السابق لسلام الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف”.

وكان بلير هو الشخصية الوحيدة التي تم الكشف عنها كعضو محتمل في المجلس عندما أعلن ترمب خطته المكونة من 20 بنداً لإنهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني في أواخر سبتمبر، حيث وصفه الرئيس الأميركي، حينها، بأنه “رجل جيد جداً”، في المقابل اعتبر بلير الخطة “جريئة وذكية”، وأبدى استعداده للانضمام إلى المجلس الذي من المقرر أن يترأسه ترمب شخصياً.

وقالت الصحيفة إن “هناك دولاً عربية وإسلامية أبدت رفضها لمشاركة بلير في المجلس، جزئياً بسبب تضرر سمعته في الشرق الأوسط نتيجة دعمه القوي للغزو الأميركي للعراق عام 2003، إضافة إلى مخاوف من تهميش الفلسطينيين في هيكل الحوكمة المقترح”.

شاركها.