قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، إن مسألة التنازل عن أراض ما زالت نقطة الخلاف الأساسية في المفاوضات بشأن خطة السلام الأميركية مع روسيا، وإن بلاده رفضت مقترحاً أميركياً بإنشاء “منطقة اقتصادية حرة” في الأجزاء التي تسيطر عليها أوكرانيا من شرق دونباس، وذلك قبيل محادثات أميركية أوروبية أوكرانية متوقعة السبت.
وأوضح زيلينسكي، أن الخطة الأميركية تنص على أن الأراضي في دونباس التي لا تزال أوكرانيا تسيطر عليها ستصبح “منطقة اقتصادية حرة” لا تتواجد فيها قوات أوكرانية أو روسية. وفي الوقت نفسه، ستكون روسيا حرة في إبقاء قوات في أجزاء دونباس التي نجحت في السيطرة عليها خلال الحرب، بحسب “نيويورك تايمز”.
وأضاف الرئيس الأوكراني: “سيكون من غير العادل أن تُجبر أوكرانيا على مغادرة دونباس بينما يمكن لروسيا أن تبقى”. وقال: “هم يرون ذلك على أنه انسحاب للقوات الأوكرانية من منطقة دونيتسك، والحل الوسط المزعوم هو ألا تدخل القوات الروسية إلى هذا الجزء من دونيتسك. إنهم لا يعرفون من سيحكم هذه المنطقة”، موضحاً أن روسيا تصفها “بالمنطقة المنزوعة السلاح”.
ومع ذلك، قال زيلينسكي إنه لا يوجد حتى الآن أي تفاهم مشترك بشأن مسألة الأراضي، وأن على الأوكرانيين التصويت على أي تنازلات عن أراض في استفتاء.
وذكر زيلينسكي أن انسحاب روسيا من أجزاء محدودة في منطقتي خاركيف وسومي شمال شرق البلاد، ومنطقة دنيبروبيتروفسك بجنوب شرق أوكرانيا، كان أيضاً ضمن النقاشات.
قضايا غير محلولة
وأوضح زيلينسكي أن الأسئلة الإقليمية لا تزال “قضية كبرى غير محلولة”، وذلك بعد يوم من إرسال القادة الأوكرانيين والأوروبيين إلى الولايات المتحدة مقترحاً مضاداً لإنهاء الحرب، ولفت إلى أن “ضمانات الأمن لمنع روسيا من غزو أوكرانيا مرة أخرى بعد أي وقف في القتال هي قضية أساسية أخرى لا تزال قيد التفاوض”.
وفي وقت سابق الخميس، طالب زيلينسكي مسؤولين أميركيين وأوروبيين بضمانات أمنية تشمل إجراءات محددة ضمن خطة السلام مع روسيا، وذلك قبيل اجتماع متوقع لوفود أميركية وأوروبية وأوكرانية في العاصمة الفرنسية باريس، السبت.
وقال زيلينسكي: “أجرينا اليوم (الخميس) نقاشاً بنّاءً وعميقاً مع الفريق الأميركي حول أحد الوثائق الثلاث التي نعمل عليها حالياً، الوثيقة الخاصة بضمانات الأمن”، وذلك عقب اجتماع عبر الفيديو، ضم من الجانب الأميركي وزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الحرب بيل هيجسيث، ومبعوث الرئيس ستيف ويتكوف، وصهره جاريد كوشنر، ورئيس هيئة الأركان المشتركة دان كين، وفي وجود الجنرال الأميركي أليكسوس جرينكويتش قائد قوات الناتو في أوروبا، والأمين العام لحلف الناتو مارك روته.
وأكد ضرورة أن توفر الوثيقة الخاصة بضمانات الأمن “إجابات ملموسة على أكثر ما يقلق الأوكرانيين: ما هي الإجراءات التي سيتخذها الشركاء إذا قررت روسيا شن عدوانها مرة أخرى؟”.
الردع الأوروبي
وفي وقت لاحق من مساء الخميس، قال الرئيس الأوكراني إن “تحالف الراغبين” عقد اجتماعاً ضمن جهود العمل على ضمان أن تنص “ضمانات الأمن” مكونات جدية للردع الأوروبي، وأن تكون موثوقة، مضيفاً: “من المهم أن تكون الولايات المتحدة معنا وتدعم هذه الجهود. لا أحد يريد حدوث غزو روسي ثالث”.
وذكر زيلينسكي أن بلاده قدمت للولايات المتحدة نسخة معدلة من 20 بنداً لإنهاء الحرب مع روسيا.
كشف دبلوماسيون أوروبيون، الأربعاء، مضمون مسودة خطة السلام الأوروبية الأوكرانية المكونة من 20 نقطة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك بعد مشاورات دبلوماسية مكثفة هدفت إلى تعديل الخطة الأميركية الأصلية المكونة من 28 بنداً، والتي واجهت انتقادات من كييف وعدد من العواصم الأوروبية.
وأرسلت أوكرانيا، الأربعاء، نسخة معدّلة من خطة السلام لإنهاء الحرب مع روسيا إلى واشنطن، بالتزامن مع اتصال أجراه الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع قادة أوروبيين لبحث تطورات المفاوضات.
وتنص المسودة على تقديم ضمانات أمنية لأوكرانيا على غرار المادة الخامسة لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، والتي تقوم على مبدأ الدفاع المشترك بين دول الحلف. كما تقترح منح أوكرانيا عضوية في الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2027.
وتحذف المسودة أي صياغة تمنع انضمام أوكرانيا مستقبلاً إلى حلف الناتو، لكنها في الوقت نفسه لا تذكر صراحة إمكانية انضمامها إلى الحلف.
كما تدعو المسودة إلى إجراء انتخابات في أوكرانيا، وهو مطلب أثاره كل من ترمب والكرملين. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه منفتح على إجراء انتخابات خلال 60 إلى 90 يوماً إذا توفرت الضمانات الأمنية.
