كشفت مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف عن مشروع استراتيجي متكامل، يهدف إلى إنشاء نقاط إسعافية جديدة في مختلف مناطق الإمارة، اعتماداً على تحليل بيانات البلاغات اليومية، وتوظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي والنظم الجغرافية، وذلك في إطار جهودها المستمرة لتعزيز سرعة الاستجابة وإنقاذ الأرواح ورفع معدلات فرص النجاة، لتحسين جودة الخدمات المقدمة للسكان والزوّار.
وأوضحت «إسعاف دبي» لـ«الإمارات اليوم» أن المشروع الجديد يُشكّل نقلة نوعية في آلية توزيع النقاط الإسعافية، إذ لا يعتمد فقط على التوسع العمراني أو الكثافة السكانية، بل يستند بدرجة كبيرة إلى تحليل بيانات فعلية لآلاف البلاغات الواردة على مدار اليوم، بما في ذلك مواقع البلاغات، وتكرارها، وتصنيف خطورتها، والفئات العمرية للمستفيدين، وأنماط الاستخدام في كل منطقة، ويسمح هذا التحليل الدقيق بتحديد المواقع الأكثر احتياجاً إلى دعم إسعافي مباشر، وإنشاء نقاط جديدة تتوافق مع الطبيعة المتغيرة للمدينة.
وتفصيلاً، قال المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف، مشعل عبدالكريم جلفار، إن المشروع الجديد يتماشى مع المؤشر الاستراتيجي للإمارة المتعلق بسرعة الاستجابة، الذي يُعد من أهم المؤشرات التي تتابعها الأمانة العامة للمجلس التنفيذي، باعتباره عاملاً رئيساً في إنقاذ الأرواح ورفع معدلات فرص النجاة، لافتاً إلى أن التحوّل إلى توزيع نقاط إسعافية قائم على البيانات وليس على التوقعات التقليدية، من شأنه رفع كفاءة منظومة الإسعاف بشكل غير مسبوق.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«الإمارات اليوم» أن المؤسسة تعمل بالتعاون مع بلدية دبي ودبي الرقمية وعدد من المتخصصين في النظم الجغرافية، حيث تقوم بلدية دبي بتوفير الخرائط الرسمية المحدثة عبر نظام Azri، وتُدمج معها بيانات البلاغات اليومية لحساب أنماط الحركة والبلاغات في كل منطقة، وتحليلها عبر خوارزميات الذكاء الاصطناعي التي تتوقع مناطق الطلب المرتفع في المستقبل.
وأوضح أن المشروع لا يعتمد فقط على تحليل البلاغات الحالية، بل يشمل أيضاً دراسة المشاريع العمرانية الجديدة، والمناطق التي تشهد توسعاً سكانياً، والتغيرات في الأنشطة الاقتصادية، وهو ما يمكّن المؤسسة من إنشاء نقاط إسعافية قبل الحاجة الفعلية لها، الأمر الذي يعزز جاهزية المدينة ويقود إلى تقليل زمن الوصول إلى الحالات الطارئة.
وبيّن أن مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف تمتلك حالياً 140 نقطة إسعافية منتشرة في أنحاء الإمارة، وتعمل المؤسسة على زيادتها تدريجياً لاستيعاب النمو العمراني المتواصل، مؤكداً أن توسّع دبي في مشاريع الطرق والمجمعات السكنية والتجارية والأعمال يتطلب منظومة إسعاف مرنة وقابلة للتكيف مع المتغيرات.
وأشار جلفار إلى أن البلاغات التي ترد إلى المؤسسة تتم متابعتها وتحليلها بشكل يومي، وأن أعداد البلاغات تشهد ارتفاعاً تدريجياً يتوافق مع نمو عدد السكان والزوار لإمارة دبي، إلا أن معظم الحالات تُصنَّف بسيطة، تليها المتوسطة، ثم البليغة، وهو توزيع طبيعي للحالات في مدينة عالمية تشهد حركة مستمرة على مدار الساعة.
وأكد أن التعاون المجتمعي يُعد عنصراً محورياً في تعزيز سرعة الاستجابة، مشيداً بوعي أفراد مجتمع الإمارة وتعاونهم مع الفرق الإسعافية خلال الوصول إلى موقع البلاغ، مشيراً إلى أن توفير المعلومات الصحيحة، وتحديد الموقع بدقة، وإفساح الطريق أمام المركبات الإسعافية عوامل تُسهم بشكل مباشر في تقليل زمن الاستجابة وتحسين النتائج.
وأوضح جلفار أن المشروع الجديد يتم تطويره وفق رؤية تشمل مستقبلاً التكامل مع جميع الجهات الحكومية في الإمارة، بهدف تعزيز قاعدة البيانات التي تستند إليها المنصة، مؤكداً أن جودة البيانات واتساعها من أهم عناصر اتخاذ القرار الصحيح في إنشاء النقاط الإسعافية وتحديد مواقعها.
وأكد أن هذا المشروع الجديد يأتي ضمن التزام مؤسسة دبي لخدمات الإسعاف بالابتكار وتوظيف التقنيات الحديثة لخدمة الإنسان، وتقديم خدمات إسعافية رائدة تواكب مكانة دبي كإحدى أسرع مدن العالم نمواً وأكثرها تطوراً.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
