اخبار تركيا
أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن بلاده تسعى إلى التعاون والاستقرار في سوريا، نافيا توصيف العلاقة مع إسرائيل بأنها “تنافس جيوسياسي”، ومشددا على رفض أنقرة للتوغلات البرية الإسرائيلية وقصف دمشق، ومطالبا بوقف السياسات التي تهدد أمن المنطقة.
وأعرب فيدان في مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية، عن أمل تركيا في أن توقف إسرائيل سياستها التوسعية، وأن تدرك أن هذه السياسات تصب في صالح الفوضى، مؤكدا أنه لا يمكن القبول بالاعتداء البري على سوريا والقصف المتوصل لدمشق.
وأوضح أن إسرائيل ترفض منح الشعب السوري الفرصة التي منحها له المجتمع الدولي، وأن الإدارة الأميركية أدت ما عليها لإزالة العوائق من أمام نمو الاقتصاد السوري برفعها عقوبات “قيصر”.
وبحسب فيدان، فإن المشهد السياسي في سوريا يواجه تعقيدات خطيرة تتمثل في التوغلات الإسرائيلية البرية في الجنوب السوري (تحديدا بيت جن ومحيط جبل الشيخ) وقصف دمشق.
كما أشار إلى تعثر “اتفاق العاشر من (مارس) آذار” الموقع بين الحكومة السورية وقوات “قسد” لدمج الأخيرة في الجيش الوطني، ملمحا إلى وجود تنسيق بين “قسد” والتحركات الإسرائيلية، ومحذرا من أن المهلة تنتهي بنهاية العام.
ورفض الوزير وصف العلاقة التركية مع إسرائيل بـ”التنافس الجيوسياسي” في سوريا، معتبرا أن إسرائيل تسعى لتوسعية إمبريالية في حين تسعى تركيا للتعاون والاستقرار.
فيما يخص إيران، ذكر فيدان أنه زار طهران قبل 10 أيام، مطالبا إياها بمزيد من الشفافية لبناء ثقة كاملة (100%) مع دول الخليج لتكون جزءا من التعاون الإقليمي.
وفي تطور تاريخي، أُعلن يوم الأحد 8 ديسمبر/كانون الأول 2024 عن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، بعد دخول الفصائل السورية المسلحة إلى العاصمة دمشق، وفرار الأسد إلى موسكو، منهياً بذلك حكماً دام 24 عاماً، امتداداً لسيطرة عائلته على السلطة منذ عام 1970.
وجاء هذا التحول بعد نحو 14 عاماً من اندلاع الثورة السورية، وكنتيجة لعملية “ردع العدوان” التي أطلقتها فصائل المعارضة أواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024، انطلاقاً من ريف حلب الغربي وصولاً إلى دمشق، لتنتهي بذلك 61 عاماً من حكم حزب البعث وحقبة الأسد في سوريا.
بدورها، أعلنت تركيا دعمها للإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس أحمد الشرع، وأعادت فتح سفارتها في دمشق بعد نحو 12 عاماً من الإغلاق. وجاء ذلك بعد زيارة رئيس جهاز الاستخبارات التركي، إبراهيم كالن، للعاصمة السورية، في خطوة عكست تأييد أنقرة للتحولات السياسية في البلاد.
وفي أول زيارة لمسؤول أجنبي بعد سقوط النظام، وصل وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إلى دمشق يوم 22 ديسمبر/كانون الأول 2024، حيث أجرى مباحثات مع الرئيس الشرع ومسؤولين آخرين. واستمر تبادل الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، حيث زار وزير خارجية سوريا الجديد، أسعد الشيباني، أنقرة لأول مرة في 14 يناير/كانون الثاني 2025، بينما شهدت العاصمة التركية يوم 4 فبراير/شباط 2025 زيارة تاريخية لرئيس سوري، هي الأولى منذ 15 عاماً.
من جانبه، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مراراً التزام بلاده بدعم سوريا في مرحلة ما بعد سقوط النظام، سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً وعسكرياً. كما شدد على رفض تركيا القاطع لـ”الأطماع الانفصالية” في سوريا، إلى جانب إدانته للهجمات الإسرائيلية التي تصاعدت عقب انهيار نظام الأسد.
ويتواصل التعاون التركي السوري حاليا في شتى المجالات وعلى رأسها الاقتصاد والتجارة والنقل، فضلاً عن الجانب العسكري والدفاعي، حيث رفعت تركيا قيودا تجارية كانت مفروضة زمن النظام المخلوع، فيما تقدم مؤسسات القطاع العام والخاص التركية مساعدات مختلفة لسوريا سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي.
