
في قلب باريس تدور لعبة أكبر من أي سجال يسار ويمين، حيث لم يعد المشهد مجرد خلاف سياسي داخلي، بل حملة نفوذ منظّمة خرجت عن السيطرة، تشير تقارير استخباراتية فرنسية إلى أن جزءًا محوريًا منها يُدار من أبوظبي لاستهداف حزب “فرنسا الأبية”، أكبر كتلة يسارية في البرلمان.
الاستخبارات الفرنسية تصنّف التصعيد الحالي على أنه حملة متعمّدة لتقويض المصداقية وتشويه النقاش العام، عبر ضخ سرديات “الإسلاموفوبيا” وربط الحزب بتهديدات أيديولوجية مصطنعة. الشرارة بدأت باستطلاع رأي عن المسلمين صُمّم لإنتاج نتائج جاهزة حول “إعادة الأسلمة” و”الخطر الداخلي”، ثم جرى تعميمها إعلاميًا كحقائق.
خلف الكواليس، تظهر شبكات إعلامية ة بمنصة Global Watch Analysis المعروفة بعدائها للإسلام وتقاطعها مع أجندة الإمارات، إضافة إلى شركة Alp Services السويسرية التي صنّفت سرًا آلاف الأوروبيين كـ“إخوان مسلمين” وسلّمت ملفاتهم لأبوظبي لاستخدامها في حملات تشهير سياسي، وكان حزب “فرنسا الأبية” هدفًا مباشرًا.
الحزب تقدّم بشكوى رسمية محذرًا من تسلل أجندات أجنبية إلى لجان التحقيق البرلمانية، خاصة مع مشاركة مستشارين سبق أن روّجوا اتهامات كاذبة عن صلات الحزب بإيران ومعاداة السامية، رغم نفي الاستخبارات الفرنسية أي ارتباط له بالإرهاب. والسؤال الذي يفرض نفسه الآن: هل ستسمح باريس لأبوظبي بتمرير أجندتها الخبيثة إلى داخل المشهد السياسي الفرنسي؟
