حذّر كبير الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ الأميركي السيناتور مارك وارنر، من تقارير بشأن استمرار اختراق واسع النطاق يُنسب إلى الاستخبارات الصينية، يستهدف شبكات الاتصالات الأميركية، في حملة إلكترونية تُتيح لها الوصول إلى اتصالات معظم الأميركيين، وفقاً لصحيفة “فاينانشيال تايمز”.
وانتقد السيناتور الديمقراطي البارز تركيز إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب على مداهمات الهجرة، بدلاً من تكثيف جهود مكافحة التجسس.
وقال وارنر الذي تلقى مؤخراً إحاطة حول الحملة الإلكترونية الواسعة النطاق المعروفة باسم “إعصار الملح” (Salt Typhoon)، إن “الصين لا تزال تنفذ عمليات تخترق النظام الأميركي”.
وأضاف خلال لقاء نظمتّه “مجموعة كتّاب الدفاع” الأميركية: “أعتقد أنهم ما زالوا داخل شبكاتنا”، مشيراً إلى تلقيه إحاطة حكومية “محبطة للغاية” تضمنت روايات متضاربة حول رد إدارة ترمب على “سولت تايفون”.
ووفقاً لوارنر، فقد صرّح مكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، بأن الشبكات الأميركية “نظيفة إلى حد كبير رغم وجود أدلة متناقضة من وكالات استخباراتية عدّة”.
وأوضح: “هناك جهات أخرى في مجتمعنا تقول: بالتأكيد لا، ما زال الأمر مستمراً'”، مضيفاً أنه يمتلك ثماني وثائق من وكالات تُثير مخاوف بشأن “سولت تايفون” التي استمرت لمدة عامين على الأقل.
روسيا وإيران على خطى الصين
وأضاف: “من المُحيّر بالنسبة لي أن هذه ليست قضية أكبر”، معرباً عن أسفه لاحتمال أن يتطلب الأمر وقوع كارثة ما قبل أن تُولي الحكومة الأميركية اهتماماً جاداً لمواجهة برنامج سولت تايفون”.
ولفت وارنر إلى أن القراصنة الصينيين، التابعن لجهاز الاستخبارات في وزارة أمن الدولة الصينية، قادرون على الوصول إلى الاتصالات الهاتفية غير المشفرة لمعظم الأشخاص في الولايات المتحدة تقريباً.
وتابع: “ما لم يكن جهازك مشفراً، بإمكانهم استهداف أيٍّ منا”، مشيراً إلى أن روسيا “تحاول استغلال الثغرات التي كشف عنها سولت تايفون”.
وقال وارنر: “كان من المتوقع أن تنظر روسيا أو إيران أو غيرهما وتقول: يا إلهي، هذه هي الثغرات، وأميركا لم تفعل شيئاً يُذكر لسدها، ألا ينبغي لنا أن نحاول نحن أيضاً؟”.
وأضاف السيناتور أن أحد أسباب بطء الاستجابة يعود إلى إعادة مكتب التحقيقات الفيدرالي توجيه ما يصل إلى 45% من موظفيه العاملين في وحدات مكافحة التجسس والإرهاب للعمل على مداهمات الهجرة، واصفاً ذلك أنه “غباء مُفرط”.
الشبكات الأميركية أكثر عرضة للاختراق
وفي السياق، قال الخبير الصيني السابق في وكالة الاستخبارات المركزية دينيس وايلدر: “اتخذت الإدارة قرارات بتقليص الجهود الفيدرالية لمواجهة تهديدات الأمن السيبراني التي تُهدد الأمن القومي، مضيفاً: “على سبيل المثال، خفّضت وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية عدد موظفيها، رغم تزايد التهديدات التي تواجه قطاع الاتصالات الأميركي”.
وذكر أن شبكات الاتصالات الأميركية أكثر عرضة للاختراق من نظيراتها في كندا وأوروبا، لأنها مزيج غير متجانس من شبكات تم تجميعها على عجل، في وقت كان فيه التركيز في الولايات المتحدة منصباً على بناء شبكات الاتصالات بسرعة دون إيلاء اهتمام يُذكر لأمنها السيبراني.
وقدّر محللون أن استبدال المعدات التي يجب تحديثها لتعزيز أمن الشبكات ضد القرصنة الصينية سيكلف مليارات الدولارات.
وكان جيك سوليفان، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن، قال عند اكتشاف “سولت تايفون” خلال إدارة جو بايدن، إن “الحملة الإلكترونية كانت فريدة من نوعها، نظراً لنطاق الوصول الهائل”.
وبينما لم تُحرز إدارة بايدن تقدماً يُذكر في معالجة هذه القضية، قلّصت إدارة ترمب عدد المتخصصين في الحكومة ممن يمتلكون الخبرة اللازمة لمواجهة حملة مثل “إعصار الملح”.
