أصدر المحامي العام في دمشق أمر ترك بحق الصحفي السوري إياد شربجي، اليوم الاثنين 15 من كانون الأول، بعد توقيفه لمدة 24 ساعة في دمشق، على خلفية دعوى تتعلق باتهامات “إثارة النعرات الطائفية”.

وقال شربجي، في منشور عبر صفحته في “فيسبوك”، إنه سيتحدث لاحقًا بالتفصيل عن مجريات توقيفه، بعد أن أصدر المحامي العام أمر ترك بحقه، بما يعني طيّ الادعاء باعتباره “باطلًا ولا أساس له”.

وأضاف شربجي أن توقيفه كان مرشحًا للتمديد ليوم إضافي، لولا مواجهته للمحامي العام بالحجج والأدلة لأكثر من ساعة، معتبرًا أن القوانين التي تحكم هذه الإجراءات “لا تزال قوانين بشار الأسد”، على حد تعبيره.

وكان الأمن السوري أوقف شربجي، يوم الأحد 14 من كانون الأول، بعد توجهه لمراجعة الأمن الجنائي في دمشق، عقب دعوى تقدم بها المحامي رشيد عبد الجليل، يتهمه فيها بالقدح والذم وإثارة النعرات الطائفية وتهديد الوحدة الوطنية، إلى جانب الممثل جلال شموط، بحسب معلومات حصلت عليها.

وجاءت الدعوى على خلفية نشر شربجي تسجيلًا مصورًا، اعتبره مقدّم الشكوى “تهجمًا صريحًا ومباشرًا” على شريحة من السوريين، ولا سيما الجيل الذي نشأ في محافظة إدلب خلال سنوات الثورة.

في المقابل، نفى شربجي هذه الاتهامات، مؤكدًا أنه لم يقصد محافظة إدلب أو أهلها، بل تحدث عن جيل نشأ هناك ويضم أبناء من مختلف المحافظات، معتبرًا أن حديثه جاء في سياق الدعوة إلى معالجة آثار نشوء “جيل الألفية” في ظروف استثنائية.

من جانبه، اعتبر المحامي رشيد عبد الجليل أن ما صدر عن شربجي، بوصفه شخصية عامة ومؤثرة، يشكل “تطاولًا غير مبرر” على مواطنين سوريين، وتجاهلًا لظروف نشأتهم، مطالبًا بإحالته إلى القضاء وتحريك دعوى الأمن العام بحقه.

ويُعرف إياد شربجي، المقيم في الولايات المتحدة، بمواقفه المعارضة للحكومة السورية وانتقاداته للصيغة الدينية للدولة. وعاد مؤخرًا إلى سوريا للمشاركة في الذكرى الأولى لتحرير البلاد، وظهر قبل أيام في برنامج “على الطاولة” عبر “الإخبارية السورية”، مشيدًا حينها بهامش الحرية المتاح.

شارك إياد شربجي في تأسيس “رابطة الصحفيين السوريين” عام 2012، كما أسهم في إطلاق موقع “السوري الجديد” عام 2015، وتولى رئاسة تحريره، وفق موقع “الذاكرة السورية”.

وقبل الثورة، ترأس تحرير مجلة “شبابلك” منذ تأسيسها عام 2004 حتى تعليق عملها عام 2009، بعد مضايقات من النظام السابق حالت دون صدور عدد من أعدادها.

بتكليف من نقيب المحامين

قال نقيب المحامين في سوريا محمد علي الطويل، في تصريح سابق ل إنه كلّف، في 23 من تشرين الثاني الماضي، المحامي رشيد عبد الجليل بتقديم شكوى بحق كل من الفنان جلال شموط والصحفي إياد شربجي إلى المحامي العام في دمشق.

تكليف عبد الجليل جاء إلى جانب تكليف عدد من المحامين بتقديم إخبارات للمحامي العام في دمشق ضد كل من وئام وهاب، وغادة الشعراني، وأغنيس مريم الصليب، وغسان بن جدو، وحكمت الهجري، وماهر شرف الدين، ونضال معلوف (بصفتهم الشخصية).

وقال، “بالنسبة للمواضيع التي تمس أمن الدولة أو رموزها، يفترض بنقابة المحامين التحرك في مواجهة المعتدين، وعدم السماح لأحد بالتعدي على الدولة، ليس فقط بصفتنا نقابة محامين بل أيضًا كمواطنين وثوار”.

الأمن السوري يوقف الصحفي إياد شربجي في دمشق

المصدر: عنب بلدي

شاركها.