أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، توقيع أمر تنفيذي بتصنيف مخدر الفنتانيل كـ”سلاح دمار شامل”، قائلاً إن إغراق الولايات المتحدة بالمخدرات يمثل تهديداً عسكرياً.
وقال ترمب، خلال كلمة في البيت الأبيض: “أتخذ خطوة إضافية لحماية الأميركيين من آفة الفنتانيل القاتلة التي تغمر بلادنا، وذلك من خلال هذا الأمر التنفيذي التاريخي الذي سأوقّعه اليوم (الاثنين). سنُصنّف رسمياً مادة الفنتانيل كسلاح دمار شامل، وهذا هو توصيفها الحقيقي. فلا توجد قنبلة تفعل ما تفعله هذه المادة”.
وأشار الرئيس الأميركي إلى أن “ما بين 200 و300 ألف شخص يموتون سنوياً، بحسب ما نعلم. لذلك سنُصنّف الفنتانيل رسمياً كسلاح دمار شامل”.
تهديد عسكري مباشر
وتابع ترمب: “هؤلاء يشكّلون تهديداً عسكرياً مباشراً للولايات المتحدة. إنهم يحاولون إغراق بلدنا بالمخدرات. ويمكنكم النظر إلى التاريخ؛ انظروا إلى الصين عندما أُغرقت بالمخدرات، لقد عانت بشدة، وتمكن الآخرون من السيطرة عليها، وكذلك دول أخرى”.
وقال إن الولايات المتحدة تحاول التصدي لـ”غزو” المخدرات بمساعدة القوات المسلحة، موضحاً: “إنهم يحاولون إغراق بلدنا بالمخدرات. ونحن نعكس هذا المسار بسرعة كبيرة، في الواقع، وبمساعدة أفراد قواتنا العظيمة، أوقفنا هذا الغزو في مساره، ونفكك الكارتلات (العصابات) بسرعة كبيرة، وقد جرى تصنيفها كأعداء للولايات المتحدة، وقد تم إعلان ذلك رسمياً وبشكل قانوني”.
وذكر أن القوات المسلحة الأميركية نفذت ما يقرب من 13 ألف دورية على طول الحدود. وشدد على أن “المكوّن العسكري لجهودنا في تأمين الحدود ليس سوى البداية. فنحن نصنّف أيضاً كارتلات المخدرات كمنظمات إرهابية أجنبية، وهو أمر بالغ الأهمية من الناحيتين القانونية والعسكرية”.
ما “الفنتانيل”؟
والفنتانيل، هو مسكن أفيوني اصطناعي قوي، يُستخدم في المقام الأول لإدارة الألم الشديد الناجم عن الجراحة، أو الألم المزمن في الحالات التي تكون فيها المواد الأفيونية الأخرى غير فعالة.
ويتميز بفعالية تفوق المورفين بـ50 إلى 100 مرة، والهيروين بـ50 مرة، وفقاً لإدارة مكافحة المخدرات الأميركية (DEA)، ما يجعل جرعات صغيرة جداً منه قاتلة، إذ يكفي كيلوجرام واحد لقتل نحو 500 ألف شخص.
وينتشر الفنتانيل بشكل واسع في أميركا الشمالية، حيث تُعد الولايات المتحدة السوق الأكثر تضرراً من هذا المخدر، سواء من حيث الاستهلاك أو أعداد الوفيات الناتجة عن الجرعات الزائدة. أما من حيث الإنتاج والتهريب، فتُعتبر الصين والمكسيك المصدرين الرئيسيين للفنتانيل غير المشروع، وفقاً لتقارير إدارة مكافحة المخدرات الأميركية (DEA).
وتُعد الصين المورد الأساسي للمواد الكيميائية الأولية اللازمة لصناعة الفنتانيل، بحسب تقرير مكتب مدير الاستخبارات الوطني الأميركي لعام 2025. وتؤكد وثائق وزارة الخزانة الأميركية أن الشركات الصينية تروج لتلك المواد عبر منصات التجارة الإلكترونية، رغم الإجراءات التنظيمية المشددة التي فرضتها بكين.
أما المكسيك، فهي مركز التصنيع الرئيسي للفنتانيل النهائي الذي يُهرب إلى الولايات المتحدة. وتسيطر كارتيلات مثل سينالوا وخاليسكو نيو جينيراشين على غالبية هذه العمليات، باستخدام مختبرات صناعية متطورة لإنتاج الفنتانيل والأقراص المزيفة، وفقاً لإدارة مكافحة المخدرات الأميركية.
