رفضت شركة Warner Bros. Discovery (وارنر براذرز ديسكفري)، الأربعاء، عرض الاستحواذ المقدم من شركة Paramount Skydance (باراماونت سكاي دانس)، والبالغ قيمته 108.4 مليار دولار، قائلة إن “باراماونت” لم تقدم ضمانات تمويلية كافية.
وفي رسالة إلى المساهمين وردت في إفصاح للجهات التنظيمية، اتهم مجلس إدارة “وارنر براذرز” شركة “باراماونت” بأنها “دأبت على تضليل” المساهمين بادعاء أن عرضها النقدي البالغ 30 دولاراً للسهم “مضمون” بالكامل من عائلة إليسون، بقيادة الملياردير لاري إليسون المؤسس المشارك لشركة أوراكل.
وذكر المجلس أن تقييمه لعرض “باراماونت هو” أنه “أقل” من اتفاقية الاندماج التي طرحتها شركة “نتفليكس”.
ولم تحدد “وارنر براذرز”، حتى الآن، موعد تصويت المساهمين على الصفقة، لكن رئيس مجلس إدارتها صامويل دي بيازا رجح في مقابلة مع CNBC أن يتم ذلك في الربيع أو أوائل الصيف.
وقال تيد ساراندوس، الرئيس التنفيذي المشارك لشركة “نتفليكس”، في بيان: “أكد مجلس الإدارة أن اتفاقية اندماج نتفليكس أفضل، وأن استحواذنا يصب في مصلحة المساهمين”.
“وارنر براذرز” تنصح المساهمين برفض “باراماونت”
ونصحت شركة “وارنر براذرز”، المالكة لـHBO وCNN، مساهميها برفض عرض استحواذ عدائي من “باراماونت سكاي دانس” لصالح اتفاقها الأصلي مع عملاق البث “نتفليكس”، ووصفت عرض باراماونت بأنه “أدنى” و”غير كافٍ”، وفق “بلومبرغ”.
وتسعى “باراماونت”، المالكة لشبكتي CBS ونيكلوديون، إلى مخاطبة مساهمي “وارنر براذرز” مباشرة بعرض لشراء الشركة بالكامل، بعد أن وافق مجلس إدارة “وارنر براذرز” على بيع أعمال البث والاستوديوهات إلى نتفليكس.
وتخطط وارنر براذرز لفصل شبكات الكابل التابعة لها، مثل CNN وTNT، في شركة مستقلة قبل إتمام صفقة نتفليكس.
تنافس باراماونت ونتفليكس
وتتنافس “باراماونت”، الخاضعة لسيطرة ملياردير البرمجيات لاري إليسون ونجله ديفيد، مع “نتفليكس”، أكبر شركة ترفيه قيمةً في العالم للاستحواذ على “وارنر براذرز”، أحد أعرق استوديوهات هوليوود، إضافة إلى HBO.
وجادل مسؤولون تنفيذيون من “باراماونت”، و”نتفليكس” بأن كلاً منهما سيكون المالك الأفضل، وسيستفيد من مكتبة “وارنر براذرز” القيّمة لتعزيز عمليات البث.
لكن مجلس إدارة “وارنر براذرز” أثار عدة مخاوف بشأن عرض “باراماونت”، منها عدم وضوح التمويل والمخاطر المرتبطة بإمكانية إنهاء “باراماونت” للصفقة في أي وقت.
30 دولاراً نقداً للسهم
وبموجب صفقة نتفليكس، سيحصل مساهمو وارنر براذرز على 27.75 دولار للسهم نقداً، إضافة إلى حصة في الشركة الجديدة التي ستضم شبكات الكابل التابعة لـ”وارنر براذرز”.
وأشار المجلس إلى مخاطر في عرض “باراماونت”، منها فشل عائلة إليسون في تقديم ضمانات كافية لتعهدها برأس مال قدره 40.7 مليار دولار. وقال المجلس في رسالة إلى المساهمين، الأربعاء، إن هذا التمويل مدعوم بـ”صندوق ائتماني قابل للإلغاء وغير معروف ويفتقر إلى الشفافية”.
وأضاف أن الوثائق التي قدمتها “باراماونت”: “تحتوي على ثغرات ونقاط ضعف وقيود تعرّضكم، أيها المساهمون، وشركتنا للمخاطر”.
شروط عرض “باراماونت”
وتتضمن شروط عرض “باراماونت” قيوداً على “وارنر براذرز”، مثل قدرتها على إعادة تمويل الديون، بحسب المجلس، كما سيتعين على “وارنر براذرز” دفع رسوم فسخ قدرها 2.8 مليار دولار لـ”نتفليكس”.
وكتب مجلس إدارة “وارنر براذرز” أن عرض “باراماونت” لا يزال أدنى من اندماج “نتفليكس”، وأوصى بالإجماع بصفقة نتفليكس، قائلاً إن “شروط اندماجها أفضل”، بينما “يوفر عرض باراماونت قيمة غير كافية، ويفرض مخاطر، وتكاليف كبيرة ومتعددة”.
وأصدرت :نتفليكس” رسالة إلى مساهمي “وارنر براذرز”، صباح الأربعاء، أكدت فيها مجدداً أسباب تفوق عرضها، وحثتهم على الموافقة على الاتفاق.
وانخفض سهم “وارنر براذرز” بنسبة 1.1% إلى 28.59 دولار في تداولات ما قبل الافتتاح. وارتفعت أسهم “نتفليكس” بنسبة 1.4%، بينما تراجعت أسهم “باراماونت” بنسبة 1.8%.
وكان ديفيد إليسون، الرئيس التنفيذي لـ”باراماونت”، قدم عدة عروض للاستحواذ على “وارنر براذرز”، وطرح الفكرة أول مرة في اجتماع مع الرئيس التنفيذي لـ”وارنر براذرز”، ديفيد زاسلاف في 14 سبتمبر.
ورفض المجلس العرض، لكن متابعة إليسون خلال الشهر التالي، بما في ذلك عرضان إضافيان، أثارت اهتمام “نتفليكس” وشركة “كومكاست”، إضافة إلى أطراف أخرى غير معلنة.
مراجعة استراتيجية
ودفعت الاتصالات من مقدمي عروض محتملين مجلس إدارة “وارنر براذرز” إلى إطلاق مراجعة استراتيجية، والدخول في مفاوضات خاصة مع عدة أطراف.
وبرزت “نتفليكس”، و”كومكاست”، و”باراماونت” باعتبارها أكثر المتنافسين جدية.
وانتقد ديفيد إليسون عملية تقديم العروض، متهماً “وارنر براذرز” بالانحياز غير العادل لـ”نتفليكس”. في المقابل، صورت “وارنر براذرز” عائلة إليسون بأنها “عدوانية وغير منظمة”، مشيرة إلى أنها قدمت عروضاً بعد المواعيد النهائية، ولم تعالج العديد من المخاوف، ولوّحت في الوقت نفسه بالضغط على الإدارة واستمالتها.
وقالت الشركة إنها أثارت مراراً مخاوف بشأن عدم كفاية الأدلة على ضمان عائلة إليسون لأي صفقة. وعلى النقيض، عالجت “نتفليكس” كل مخاوف المجلس، بحسب الشركة.
مزاد تنافسي
وباحتساب الديون المفترضة، تقيّم صفقة “باراماونت”، “وارنر براذرز” عند 108.4 مليار دولار. فيما تقيّم مقترحات “نتفليكس” الأصول التي تسعى إليها بنحو 82.7 مليار دولار، على أن يحصل مستثمرو “وارنر براذرز” أيضاً على عوائد.
وأثارت الصفقتان مخاوف في هوليوود بشأن تأثير مزيد من التركز في الصناعة، وانتقادات من أطياف سياسية مختلفة. وأي صفقة مع أحد الطرفين ستخضع لمراجعة تنظيمية قد تمتد لأشهر. وبينما أصرت باراماونت على أنها الأوفر حظاً للحصول على موافقة الجهات التنظيمية، قالت وارنر براذرز إنها ترى أن نتفليكس وباراماونت على قدم المساواة في هذا الشأن.
وقال المجلس إن خفض التكاليف الذي اقترحته باراماونت “سيجعل هوليوود أضعف، لا أقوى”.
