نقل موقع “أكسيوس” عن مصادر إسرائيلية وأميركية قولها إن تل أبيب حذرت إدارة الرئيس دونالد ترمب من أن إيران ربما تستخدم مناورة صاروخية للحرس الثوري الإيراني غطاءً لشن ضربة على إسرائيل، فيما قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن طهران لا تستبعد احتمال شن هجوم جديد من قبل الولايات المتحدة أو أي عملية عسكرية أوسع ضد البلاد.
وأبلغت مصادر إسرائيلية الموقع أن قدرة الجيش الإسرائيلي على تحمل المخاطر أقل بكثير مما كانت عليه في السابق، وأن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أثارت مخاوف تل أبيب بعد رصد تحركات صاروخية إيرانية.
وأضافت المصادر، وفق الموقع، أن “احتمال وقوع هجوم إيراني أقل من 50%، ولكن لا أحد مستعد للمخاطرة بأن تحركات الحرس الثوري مجرد مناورة”.
وأشار الموقع إلى أن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير دعا للتنسيق بشكل وثيق مع الولايات المتحدة تحسباً لهجوم إيراني، موضحاً أن “قائد القيادة المركزية الأميركية براد كوبر زار تل أبيب، الأحد، وناقش مع زامير المخاوف بشأن إيران”.
وأكد الموقع الإخباري الأميركي أن الخطر الأكبر يكمن في أن يتسبب سوء تقدير في اندلاع الحرب بين إسرائيل، وإيران بأن يعتقد كل طرف أن الآخر يستعد لشن هجوم عليه.
ورجح الموقع أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد خلال زيارته المقبلة لأميركا مناقشة جهود إيران لإعادة بناء قدراتها الصاروخية الباليستية وإمكانية توجيه ضربة أخرى ضدها في عام 2026”.
إسرائيل تعد “ملفاً استخباراتياً شاملاً” عن إيران
وذكرت صحيفة “إسرائيل هيوم” في تقرير، الأحد، أن تل أبيب تعد “ملفاً استخباراتياً شاملاً” عن طهران يشمل تطورات برنامجها النووي والصاروخي ودعمها لجماعات مسلحة في المنطقة.
وأضافت أن الملف سيتضمن مساعي طهران لإحياء برنامجها النووي، وإعادة بناء ترسانتها من الصواريخ الباليستية، وتوسيع “الحرس الثوري الإيراني” نشاطاته على المستوى العالمي، إضافة إلى زيادة التمويل المقدم إلى “حماس”، و”حزب الله”، و”الحوثيين” ومنظمات أخرى.
ويهدف الملف، الذي سيُقدم لترمب وفريقه، خلال اللقاء المزمع عقده قريباً بين رئيس الوزراء الإسرائيلي والرئيس الأميركي في ولاية فلوريدا، إلى تعزيز “التنسيق الوثيق” بين إسرائيل والولايات المتحدة لمعالجة ما تعتبره تل أبيب “جوهر المشكلة الإيرانية”.
وشككت مصادر إسرائيلية في أن يمنح ترمب ضوءاً أخضر لنتنياهو لشن هجوم جوي واسع قد يؤدي إلى تصعيد كبير، استناداً إلى ذريعة إعادة تأهيل برنامج الصواريخ، بحسب ما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية.
وسيسافر نتنياهو هذه المرة من دون وزير الشؤون الاستراتيجية السابق رون ديرمر، الذي شغل لسنوات دور أقرب مستشاريه في التعامل مع الإدارة الأميركية، في غياب يُتوقع أن يكون له أثره.
وسيتولى المهمة سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة يحيئيل لايتر، الذي لا يمتلك بعد مستوى العلاقات الشخصية ذاته الذي كان يتمتع به ديرمر، رغم أن الأخير واجه بدوره أعباء مع بعض دوائر الإدارة، وفق “إسرائيل هيوم”.
العقوبات على طهران
ورأى تقييم إسرائيلي جديد أنه “من دون إسقاط النظام في طهران، ستظل إسرائيل عرضة لسنوات طويلة من الحروب المتكررة، بدرجات متفاوتة، مع وكلاء طهران وربما مع إيران نفسها”، بحسب تقرير “إسرائيل هيوم”.
وفي هذا السياق، ووفق الصحيفة، أشار رئيس الأركان الإسرائيلي إلى احتمال تحرك جديد ضد إيران، قائلاً إن “الحملة ضد إيران حققت إنجازات كبيرة”، وإن “الذراع الطويلة للجيش الإسرائيلي ستواصل الضرب حيثما يلزم”.
وترى “إسرائيل هيوم” أن العمل العسكري، وإن كان مرجحاً، يجب أن يُستثمر إلى جانب تحركات أخرى، في ظل التدهور الاقتصادي المتسارع في إيران، مع انهيار العملة المحلية، وتفاقم الفقر، وتراجع الخدمات الأساسية، وتزايد الاضطرابات الداخلية.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة والدول الغربية يمكنها فرض عقوبات أشد، تشمل وقف صادرات النفط بالكامل، وفرض حظر واسع على السلع ذات الاستخدام المزدوج، بهدف دفع النظام الإيراني إلى “تقديم تنازلات تتعلق بالبرنامج النووي والصواريخ الباليستية وتصدير الإرهاب”، على حد وصفها.
وكانت شبكة NBC NEWS الأميركية قالت، السبت، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي يستعد لعرض خيارات عسكرية جديدة ضد إيران على الرئيس الأميركي، بدعوى تسارع إنتاج الصواريخ الباليستية الإيرانية، وسعي طهران إلى إعادة تأهيل قدرات عسكرية تضررت جراء حرب يونيو الماضي.
وقال مصدر مطلع مباشرة على الخطط و4 مسؤولين أميركيين سابقين جرى إطلاعهم إن مسؤولين إسرائيليين أصبحوا أكثر قلقاً من أن إيران توسع إنتاج برنامجها للصواريخ الباليستية، الذي تضرر نتيجة ضربات عسكرية إسرائيلية في وقت سابق من العام الجاري، ويستعدون لإطلاع ترمب على خيارات لمهاجمته مرة أخرى.
طهران لا تستبعد احتمال شن هجوم جديد
وتأتي هذه التقارير بينما قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن طهران لا تستبعد احتمال شن هجوم جديد من قبل الولايات المتحدة أو أي عملية عسكرية أوسع ضد البلاد، مؤكداً في الوقت نفسه أن إيران “مستعدة بالكامل، بل أكثر استعداداً من ذي قبل”.
وأضاف عراقجي أن “هذا الاستعداد لا يعني الرغبة في الحرب، بل الهدف الأساسي هو منعها”، مشدداً على أن أفضل وسيلة لتحقيق ذلك هي “التحضير الجيد لأي سيناريو محتمل”.
وأوضح أن إيران أعادت بالفعل بناء كل ما تضرر خلال العدوان السابق، محذّراً من أن أي محاولة لتكرار التجربة لن تحقق نتائج أفضل.
وأبدى عراقجي، انفتاح إيران على التوصل إلى اتفاق نووي عادل ومتوازن، لكنها ترفض “الإملاءات الأميركية”. وقال: “نحن نؤيد اتفاقاً قائماً على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وليس اتفاقاً أحادي الجانب، كما تحاول الإدارة الأميركية الحالية فرضه”، مشيراً إلى أن طهران مستعدة للتفاوض، ولكن ضمن إطار يضمن العدالة والتوازن للطرفين.
