على مدار يومين، بحث المبعوثان الأميركي والروسي في مدينة ميامي الأميركية، القضايا العالقة في مفاوضات إنهاء حرب أوكرانيا، والتي شملت “الضمانات الأمنية”، وخطط السلام، والازدهار الاقتصادي، بحسب المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف.

نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، أشار في تصريحات صحافية، إلى أن جميع القضايا الأساسية في مفاوضات إنهاء حرب أوكرانيا، أصبحت واضحة، مشيراً إلى أن كافة الاطراف اتفقت على تحديد ما هو قابل للتفاوض وما هو غير قابل للتفاوض، موضحاً أن أبرز العقبات في طريق التفاوض، تشمل السيطرة على منطقة دونيتسك، وإدارة المنشآت النووية مثل زابوريجيا، وحقوق السكان من الروس والأوكرانيين في الأراضي المتنازع عليها.

وأكد دي فانس، خلال مقابلة مع موقع unherd الأميركي، أن “الروس يسعون حقاً للسيطرة على منطقة دونيتسك، بينما يرى الأوكرانيون، بشكل منطقي، أن ذلك يمثل تهديداً أمنياً كبيراً”، مضيفاً: “رغم اعتراف الأوكرانيين ضمنياً بأن فقدان دونيتسك قد يحدث في النهاية، سواء بعد 12 شهراً أو أكثر، إلا أن هذا التنازل الإقليمي يشكل عقبة كبيرة في المفاوضات”.

وكشف نائب الرئيس الأميركي، أن هناك قضايا أخرى، “أقل تعقيداً”، على حد وصفه، “مثل مسألة السيطرة على منشأة زابوريجيا النووية، وهل يمكن أن تكون تحت إدارة مشتركة أم سيطرة جهة واحدة فقط، بالإضافة إلى ذلك، تتعلق التحديات بحقوق السكان، سواء الروس العرقيين المقيمين في أوكرانيا، أو الأوكرانيين العرقيين الموجودين في روسيا، وكذلك الأوكرانيين الذين يعيشون حالياً في الأراضي التي تحتلها روسيا ويرغبون بالعودة إلى أوكرانيا”.

أبرز العقبات في مفاوضات إنهاء حرب أوكرانيا

السيطرة على منطقة دونيتسك.

إدارة المنشآت النووية مثل زابوريجيا.

حقوق السكان من الروس والأوكرانيين في الأراضي المتنازع عليها.

وشدد دي فانس، على أن الروس أشاروا خلال محادثات ميامي، إلى ضرورة إيجاد آليات لتسهيل ضمان حقوق السكان الروس في شرق أوكرانيا، وقال إنه “رغم تعقيد هذه القضايا، بدأت الأطراف في الكشف عن مواقفها الحقيقية، مما يمهد الطريق لاحتمالية إحراز تقدم مستقبلاً”.

4 ملفات رئيسية

وكان المبعوثون الأميركيون والأوكرانيون، أصدروا بياناً مشتركاً، الأحد، أشاروا فيه إلى أن المحادثات في ميامي كانت “مثمرة وبنّاءة”، دون الإعلان عن أي اختراق واضح في الجهود المبذولة لإنهاء حرب أوكرانيا.

وقال المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، والمفاوض الأوكراني رستم عمروف، الأحد: “على مدار الأيام الثلاثة الماضية في فلوريدا، عقدت الوفود الأوكرانية سلسلة من الاجتماعات المثمرة والبنّاءة مع شركائنا الأميركيين والأوروبيين”.

ولفت إلى عقد اجتماع منفصل بصيغة “أميركية-أوكرانية”، جرى خلاله التركيز على “4 ملفات رئيسية، هي: مواصلة تطوير خطة من 20 نقطة، وتنسيق المواقف بشأن إطار ضمانات أمنية متعددة الأطراف، وتنسيق المواقف بشأن إطار ضمانات أمنية أميركية لأوكرانيا، إضافة إلى مواصلة تطوير خطة اقتصادية وخطة للازدهار”.

4 ملفات رئيسية في مفاوضات ميامي

  • مواصلة تطوير خطة من 20 نقطة.
  • تنسيق المواقف بشأن إطار ضمانات أمنية متعددة الأطراف.
  • تنسيق المواقف بشأن إطار ضمانات أمنية أميركية لأوكرانيا.
  • مواصلة تطوير خطة اقتصادية وخطة للازدهار.

وأضاف ويتكوف: “أولويتنا المشتركة هي وقف القتل، وضمان الأمن، وتهيئة الظروف لتعافي أوكرانيا واستقرارها وازدهارها طويل الأمد. يجب أن يكون السلام ليس مجرد وقف للأعمال العدائية، بل أساساً كريماً لمستقبل مستقر”.

ونفى الكرملين، الأحد، وجود أي مقترحات بشأن محادثات ثلاثية بين أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة على الطاولة.

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قد أعلن، السبت، انفتاحه على مقترح أميركي لعقد اجتماعات ثلاثية، والتي ستكون أول مفاوضات وجهاً لوجه بين موسكو وكييف منذ حوالي نصف عام، لكنه أعرب عن تشككه في إمكانية تحقيق تقدم من خلالها.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية، عن كبير مساعدي الرئيس الروسي للشؤون الخارجية، يوري أوشاكوف، قوله للصحفيين: “في الوقت الحالي، لم يناقش أحد هذه المبادرة بجدية، ووفقاً لمعرفتي، فهي ليست قيد الإعداد”.

كما تواجد ممثلون روس في جنوب فلوريدا لإجراء مناقشات مع الولايات المتحدة حول أوكرانيا، وأشار مبعوث الكرملين إلى أن المحادثات كانت “بنّاءة”.

وجددت روسيا انتقادها لجهود أوروبا وأوكرانيا لتعديل مقترحات الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، قائلة إن هذه التعديلات “لم تحسن فرص السلام”.

ونقلت صحيفة “الجارديان” البريطانية، عن أوشاكوف قوله للصحافيين، الأحد، إن التعديلات المقترحة على خطة واشنطن قد تطيل الصراع. وأضاف: “أنا متأكد أن المقترحات التي قدمها الأوروبيون والأوكرانيون أو يحاولون تقديمها لا تحسن الوثيقة ولا تزيد من إمكانية تحقيق السلام طويل الأمد”، موضحاً أنه لم يطلع على المقترحات الدقيقة وأن انتقاده “ليس تنبؤاً”.

تقدم ميداني روسي 

ميدانياً، أعلنت القوات الأوكرانية، الاثنين، تصديها لمحاولة تقدم روسية في منطقة سومي، بعد تقارير أفادت بأن موسكو قامت بنقل نحو 50 شخصاً بالقوة من قرية حدودية هناك.

ويمثل هذا تقدماً روسياً متجدداً في جزء من المنطقة، منذ أن استعادت أوكرانيا الأراضي هناك في الهجوم المضاد الذي شنته في عام 2022. 

وقالت القوات المشتركة الأوكرانية: “القتال مستمر حالياً في قرية جراوبوفسكي”، مضيفة أن القوات تبذل “جهوداً لدفع المحتلين مرة أخرى إلى الأراضي الروسية”.

كما نفت التقارير الإعلامية التي زعمت وجود قوات روسية في القرية المجاورة ريسني. وفي وقت سابق من الأحد، صرح مفوض حقوق الإنسان الأوكراني أن القوات الروسية قامت بنقل حوالي 50 شخصاً من جراوبوفسكي إلى روسيا بالقوة. ولم يصدر تعليق رسمي من روسيا، فيما قال الكرملين، إن القوات الروسية سيطرت على قرية فيسوكي، على مسافة قصيرة بالقرب من جراوبوفسكي.

شاركها.