كشفت تركيا، الأربعاء، تفاصيل جديدة بشأن حادث تحطم طائرة كانت تقل رئيس أركان القوات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا محمد علي الحداد و4 آخرين قرب العاصمة أنقرة، فيما أعلن المجلس الرئاسي الليبي والحكومة المقالة من البرلمان الحداد العام لمدة 3 أيام.

ونقلت وكالة أنباء “الأناضول” التركية، عن الرئاسة التركية قولها إن الطائرة التي كانت تقل الحداد، وسقطت قرب أنقرة أبلغت مركز المراقبة الجوية بوجود عطل كهربائي بها، وطلبت هبوطاً اضطرارياً.

وقال رئيس دائرة الاتصال بالرئاسة التركية برهان الدين دوران في تدوينة على منصة “إن سوسيال” التركية: “أقلعت طائرة خاصة تقل رئيس الأركان العامة الليبي محمد علي أحمد الحداد (في حكومة الدبيبة)، و4 أشخاص مرافقين له، وثلاثة من أفراد الطاقم من مطار أسنبوجا عند الساعة 20:17، وفي الساعة 20:33، أبلغت مركز مراقبة الحركة الجوية عن حالة طوارئ، بسبب عطل كهربائي، وطلبت هبوطاً اضطرارياً”.

وأشار إلى أن مركز مراقبة الحركة الجوية أعاد توجيه الطائرة إلى مطار أسنبوجا، مبيناً أن المطار اتخذ التدابير اللازمة بهذا الصدد. ولفت إلى أن الطائرة بدأت بالهبوط الاضطراري، واختفت من على شاشات الرادار في تمام الساعة 20:36، ولم يتم التواصل معها منذ ذلك الحين.

وأكد دوران الوصول إلى حطام الطائرة بعد عمليات بحث بدأتها فرق تابعة لوزارة الداخلية، مشدداً على أن كافة المؤسسات المعنية تواصل إجراءاتها اللازمة بدقة متناهية.

حداد في ليبيا

وأعلن رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، وحكومة الوحدة الوطنية، المقالة من البرلمان، الحداد العام لمدة ثلاثة أيام، تُنكس خلالها الأعلام، وتُعلق المظاهر الاحتفالية والرسمية.

من جانبها، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن “حزنها العميق” إزاء حادث تحطم الطائرة “المأساوي”، وقدّمت تعازيها ومواساتها إلى “أسر الضحايا، وزملائهم، وإلى اللجنة العسكرية المشتركة 5+5، وعموم الشعب الليبي”.

فيما عبّر سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا نيكولا أورلاندو  عن “حزنه الشديد للحادث المأساوي” الذي أودى بحياة الحداد ومرافقيه.

وقال أورلاندو في عبر منصة “أكس”: “باسم بعثة الاتحاد الأوروبي، أتقدم بخالص التعازي والمواساة، ونتضامن مع عائلات الضحايا ودولة ليبيا والقوات المسلحة والشعب الليبي، وكل من تأثر بهذه الخسارة الفادحة”.

وكان قائد الجيش الليبي المشير خليفة حفتر، قدّم التعزية إلى كافة ضباط ومنتسبي القوات المسلحة في “فقدان أحد رجالاتها الذين أدوا واجبهم العسكري بكل تفانٍ ومسؤولية، وتحمّلوا الأمانة في مراحل دقيقة من تاريخ الوطن، وأعلوا مواقفهم المنحازة للقيم الوطنية على أي مصلحة أخرى”، بحسب البيان.

بدء التحقيقات في الحادث

ووجّه رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، في بيان، بإيفاد وفد رسمي إلى العاصمة التركية أنقرة، للوقوف على ملابسات الحادثة، ومتابعة الإجراءات ذات الصلة، والتنسيق المباشر مع الجهات التركية المختصة، بما يضمن استكمال التحقيقات واتخاذ ما يلزم وفق الأطر المعتمدة.

كما أعلنت النيابة العامة في أنقرة فتح تحقيق بشأن سقوط الطائرة التي كانت تقل الحداد و4 آخرين، حسبما أعلن وزير العدل التركي يلماز طونتش.

وأفاد طونتش بتكليف 4 مدعيين عاميين تحت إشراف نائب رئيس النيابة العامة في التحقيق بسقوط الطائرة، مشدداً على أن التحقيقات تجري بمنتهى الدقة، ومن كافة الجوانب.

وفي وقت سابق الثلاثاء، التقى الحداد مع رئيس الأركان العامة التركي سلجوق بيرقدار أوغلو، في مقر هيئة الأركان العامة بمراسم رسمية، بالعاصمة أنقرة، بحسب “الأناضول”.

وأضافت الوكالة أن الجانبين عقدا اجتماعاً بعيداً عن وسائل الإعلام.

وقال وزير الدولة للاتصال والشؤون السياسية في حكومة الوحدة، لوسائل إعلام ليبية، إن الطائرة كانت تقل الحداد، ومستشاره محمد العصاوي، ورئيس أركان القوات البرية التابعة لحكومة الوحدة، وشخص آخر يدعى محمد جمعة، مصور في مكتب الحداد.

ووقع الحادث بعد يوم من إقرار البرلمان التركي قراراً بتمديد فترة نشر جنود أتراك في ليبيا لمدة عامين إضافيين، بدءاً من 2 يناير المقبل.

من هو محمد علي الحداد؟

الفريق أول ركن محمد علي أحمد الحداد هو أحد أبرز القادة العسكريين في غرب ليبيا، ويشغل منصب رئيس الأركان العامة للقوات التابعة لحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا منذ عام 2021.

وينحدر الحداد من مدينة مصراتة، أحد أهم مراكز القوة العسكرية والسياسية في غرب ليبيا بعد ثورة 17 فبراير، ما منحه ثقلاً داخل تشكيلات قوات الغرب الليبي.

ويُعد محمد الحداد من الشخصيات العسكرية المحورية في مرحلة ما بعد حرب طرابلس، ومن أبرز الوجوه التي قادت جهود توحيد المؤسسة العسكرية عبر اللجنة العسكرية المشتركة (5+5).

وتولى منصبه كرئيس الأركان العامة منذ 2021 بقرار من حكومة الدبيبة بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، ولعب دوراً مهماً في إعادة هيكلة القوات في الغرب الليبي، بحسب تقارير ليبية.

وكان من أبرز القادة الذين عملوا على دمج المليشيات المسلحة ضمن المؤسسة العسكرية الرسمية لقوات غرب ليبيا.

وبصفته عضواً فاعلاً في اللجنة العسكرية المشتركة (5+5)، شارك محمد الحداد في اجتماعات اللجنة التي تضم ممثلين عن شرق ليبيا وغربها بهدف توحيد المؤسسة العسكرية ووقف إطلاق النار بين الجانبين.

وكان من الأصوات الداعمة للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الموقع في أكتوبر 2020.

شاركها.