سارة البريكية

[email protected]

 

هذا للعلم أننا كبرنا وترفعنا عن مغالطات الأمور وعن بعض البشر الذين كُنَّا يومًا ما عونًا وسندًا وذراعًا لا يلين وعقلًا مفكرًا ونورًا لا ينطفئ في حياتهم وبعد أن حققوا الغاية المرادة واجهونا بكل ما يحملون من حقد وكراهية وشنوا الحروب علينا من كل اتجاه حتى مات فينا كل ذلك الاجتهاد وذلك الحب الصادق للعمل والعطاء وذلك الشغف.

الصفعات المتتالية تصنع إنسانًا قويًا متزنًا عاقلًا ناضجًا لا يلهث خلف اللحظات المؤقتة أو الانتصارات الزائفة التي يحيط بها أولئك الذين يعانون من مرض العظمة والفشل في آنٍ واحد فمتى ما كان هناك خيانة لم تكن الأمور نابعة من القلب ولن ينجح الأمر بتاتا وحتى لو بدا أنه ناجح.

يخذلك قوم كنت يوماً ما سندا لهم ومصباحاً تدلهم على الطريق الصحيح من باب الخبرة والتجارب التي علمتك الكثير إلا أنهم لا يعلمون أنهم يحفرون قبور فشلهم الذريع ولو بدأ لهم الأمر أنهم قد بلغوا نشوة النصر ما هي إلا أوقات وسيختفي كل ذلك الوهج المؤقت فالنسيان نعمة والتخطي أعظم.

لا تنسى أن من عرفك على الناس قادر أن يغيرهم عليك ولن تغريهم لا بأموالك ولا بجبروتك ولن يرضوا إلا بالصحيح فالخطأ لا يدوم طويلا والنعرات السيئة لا تزال موجودة في مُحيطك ومن هم حولك ويعملون لمآرب أخرى.

إن التحديات والتناقضات في عالمنا كثيرة فالثقة الزائدة في كل شيء قد تكون سببًا رئيسياً في فشل حركة الحياة المعتادة ولي ذراع ذلك الساذج الذي وثق في تلك اللحظة وانتهت ثقته في آن بدل بآخرين وشُهر به هنا وهناك.

اللعبة التي لا تكون في ميدانها لن تنجح أبدا والشخص الناكر لن ينجو ولو بعد حين؛ فالله لا يضيع العباد أبدًا، والله وحده قادر على قلب كل الموازين والحياة عبر والتاريخ شاهد على ذلك عبر الزمن وإن كنا يوما نريد السلام فقد خذل السلام والأمل وتلاشت الأحلام التي كنَّا نحلم أن نراها على أرض الواقع، ولكن الواقع لم يعد كما كان ونحن لم نعد كما كنَّا ولن نعود.

عندما يُخذل المرء كثيرًا قد يتجاهل ذلك الشعور ولكن الحقيقة أنه يصنع من نفسه شيئا جديدا ويظل جاهدا أن يسمو بنفسه ويعلو صوته في سماء الحياة التي يعيشها وقد ينجو من أفعالهم ومكائدهم، إلّا أنه لن يستطيع أن يُجاريهم في المرات القادمة وأن طعنة الظهر توجع كثيرًا أكثر من الصراحة المنشودة وأننا وإن ترفعنا وإن تغاضينا وإن كبرنا وسمونا سنبقى أبطال في نظر أنفسنا أولا ومحيطنا ثانياً لأن الكأس المكسور لن يصلح لشرب الماء مرة أخرى فيه إما الكأس الذي لم ينكسر سيبقى مُمتلئًا بكل تلك المعاني السامية للحب والأمل والتضحية والكفاح ولن يكترث بما يدور في الخفاء لأنَّه للعلن عنوان وللتحدي طريق وللصبح شمس شاهدة.

تحدث من حولنا حكايات كثيرة قد ننجرف لبعضها ونقف مع الظالم وننسى المظلوم ليس لأننا نريد ذلك، ولكن لأن الظالم أقوى ولا نستطيع هز صورته الكبيرة بينما نحن نعلم عن الظلم ونسكت وهذا ليس من شيمنا أبدًا.

ولنعلم أن الحقيقية التي خلقنا من أجلها تجبرنا أن نكون صادقين وأن نتعلم كيف نصدق مع ذواتنا ومع كل ما يدور حولنا وألا نطغى ولا نظلم ولا نغتر؛ فهذه الحياة فانية، والبادي أظلم، والمنتصر بالظلم أحمق، وقطيعه فاشلون، وسيبقى كذلك إن لم نتدخل سريعًا لحل المشكلة واقتلاعها من الجذور.

شاركها.