تعرض محامٍ شهير من إحدى محافظات جنوب الصعيد، يتمتع بسمعة نقابية ومهنية رفيعة، لواقعة سرقة بالإكراه داخل شقة سكنية بمدينة 15 مايو، في حادثة تكشف أساليب جديدة للاستدراج والابتزاز، مستغلة العلاقات العاطفية والثقة الشخصية، هذه الواقعة، أثارت جدلًا واسعًا حول التهديدات التي قد تواجه الشخصيات العامة، حتى خارج محيط عملهم المهني.

علاقة عاطفية تتحول إلى فخ

حسب التحقيقات الأولية وبلاغ المجني عليه، فقد كانت تربطه علاقة عاطفية بفتاة مقيمة بمدينة 15 مايو. واستغلت الفتاة هذه العلاقة لاستدراجه إلى شقة سكنية قامت باستئجارها خصيصًا لهذا الغرض، وسط شعور المجني عليه بالثقة والأمان، مستندًا إلى العلاقة العاطفية القائمة بينهما.

وبمجرد دخوله الشقة، فوجئ المحامي بدخول شابين آخرين تربطهما صلة بالفتاة، حيث انتحل كل منهما صفة مالكي الشقة، وشرعا في توجيه عبارات اعتراض وادعاءات زائفة حول وجوده داخل المكان، في محاولة لإضفاء مشروعية وهمية على تصرفاتهما وخلق حالة من الإرباك والخوف لدى المجني عليه.

وتشير المصادر إلى أن المتهمين استخدموا أساليب نفسية متقدمة لاستغلال الثقة العاطفية، إذ حاولوا إيهام الضحية بأن أي اعتراض على تصرفاته داخل الشقة يعتبر مخالفًا للقانون، في محاولة لإرباكه ومنعه من التصرف بسرعة.

السرقة بالإكراه والتهديد

استغل المتهمان حالة الارتباك والخوف لدى المجني عليه، وقاما بالاعتداء عليه لفظيًا وتهديده جسديًا، قبل الاستيلاء على مبالغ مالية كانت بحوزته، بالإضافة إلى متعلقات شخصية مهمة.

وأشار المجني عليه إلى أن الواقعة لم تقتصر على السرقة المادية، بل شملت محاولة ابتزازه نفسيًا، عبر استغلال العلاقة العاطفية التي تربطه بالفتاة، في سلوك يندرج تحت ما يعرف بالابتزاز، وتوضح الواقعة خطورة استخدام العلاقات الشخصية كوسيلة للجريمة، وهو أسلوب بدأ يظهر بشكل متكرر في بعض المناطق، مستغلًا الثغرات الاجتماعية وغياب الحذر لدى الضحايا.

ضبط المتهمين بسرعة

على الفور، توجه المحامي إلى قسم شرطة 15 مايو، حيث حرر محضرًا بالواقعة، واتصل بالمقدم محمود عاطف، رئيس مباحث القسم، الذي تولى التحقيق في الواقعة. ووفقًا للتحريات، فقد تم تشكيل فريق بحث سريع لتعقب المتهمين، بالاعتماد على معطيات البلاغ وأقوال المجني عليه، وكذلك مراجعة كاميرات المراقبة في محيط الشقة والمنطقة المحيطة.

وبفضل سرعة التحرك والتحريات الدقيقة، تمكنت قوة من مباحث القسم من تحديد هوية المتهمين وضبطهم، واسترجاع جزء من المسروقات، وتمت مواجهة المتهمين بالأدلة والشهود، حيث أقروا بارتكاب الجريمة بالتنسيق مع الفتاة، مستغلين العلاقة العاطفية لإقناع المجني عليه بالدخول إلى الشقة.

اعترافات المتهمين: تفاصيل مثيرة

أظهرت التحقيقات أن الفتاة قامت بتوجيه الشابين، وتهيئة الشقة لاستدراج المحامي، مع حرصهم على إخفاء هويتهم الحقيقية، واعترف المتهمون باستخدام أساليب التهديد والإيهام القانوني الكاذب لإرباك الضحية، وهو ما يعكس مستوى التخطيط والاحترافية في تنفيذ الجريمة، بعيدًا عن تصرفات عفوية أو ارتجالية.

وأشارت التحقيقات إلى أن المتهمين قد يكونون مرتبطين بجرائم مشابهة، ما جعل النيابة العامة توصي باستمرار التحقيقات للكشف أي سوابق أو جرائم متصلة.

خطوات النيابة والتحقيق المستمر

تباشر النيابة العامة التحقيقات، وجارى فحص خلفياتهم وبيان ما إذا كانوا مرتبطين بجرائم أخرى مماثلة، كما تم تكليف الشرطة بالتحقق من ملابسات استئجار الشقة، والتأكد من عدم وجود تواطؤ محتمل من طرف ثالث.

وأكدت النيابة على أهمية استدعاء المجني عليه لتقديم تفاصيل دقيقة حول الواقعة، وإجراء تحريات موسعة حول الفتاة التي قامت بالاستدراج، لمعرفة مدى تورطها المباشر أو غير المباشر في الجريمة، وفحص الاتصالات والرسائل الخاصة بها مع المتهمين قبل الواقعة.

شاركها.