28 ديسمبر 2025Last Update :
صدى الإعلام – غادر رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، صباح اليوم الأحد، إلى ولاية فلوريدا للقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في لقاء يعد السادس بينهما منذ عودة ترامب إلى منصبه في كانون الثاني/يناير الماضي.
وسيناقش الجانبان خلال الاجتماع عددا من الملفات الإقليمية البارزة، في مقدمتها جهود الإدارة الأميركية للانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة إعادة إعمار قطاع غزة، إلى جانب التوترات القائمة على الجبهتين اللبنانية والسورية.
كما سيبحث اللقاء المخاوف الإسرائيلية المتعلقة بمساعي إيران لإعادة بناء وتطوير منظومتها الصاروخية، في ظل تصاعد القلق من انعكاسات ذلك على أمن المنطقة.
وسافر نتنياهو على متن طائرة “جناح صهيون” برفقة والدي الأسير الإسرائيلي ران غويلي، وهو شرطي سابق، في محاولة للضغط على الإدارة الأميركية لتأجيل الانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة إعادة إعمار قطاع غزة إلى حين العثور على جثة غويلي وإعادته إلى إسرائيل.
وأعلن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية أنه لم يسمح للصحافيين بمرافقة نتنياهو على متن الطائرة الرسمية، كما جرت العادة.
كما من المتوقع أن يلتقي نتنياهو لاحقا خلال الأسبوع بمسؤولين كبار آخرين في الحكومة الأميركية، من بينهم نائب الرئيس جيمس ديفيد فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع بيتر بيريان هيغسيث، إضافة إلى ممثلين عن الجالية اليهودية، لمناقشة مختلف الملفات ذات الصلة بالمنطقة.
لم يعلن البيت الأبيض حتى الآن عن موعد رسمي للاجتماع، إلا أنه من المتوقع أن يعقد في وقت متأخر من ليلة الإثنين بتوقيت إسرائيل، وذلك في منتجع مارالاغو المملوك للرئيس ترامب.
وأفاد مقربون من رئيس الحكومة نتنياهو بأنهم أعربوا عن استيائهم من توقيت اللقاء المتأخر، وحاولوا خلال الأيام الماضية العمل على تقديم موعده، غير أن هذه الجهود لم تكلل بالنجاح.
وكان الرئيس الأميركي قد أكد في وقت سابق من الشهر الجاري، أن نتنياهو هو من بادر بطلب عقد هذا الاجتماع.
في إسرائيل، تسود تقديرات بإمكانية حدوث توتر ملحوظ بين ترامب ونتنياهو، على خلفية ملفات حساسة تتعلق بمشاركة تركيا في قوة حفظ السلام المحتملة في غزة، والانتقال إلى المرحلة الثانية من خطة ترامب لإنهاء الحرب، في ظل صعوبات تواجهها واشنطن في استقطاب دول للمشاركة في هذه القوة.
ونقلت مصادر مطلعة على تفاصيل الزيارة أن من الصعب التنبؤ بطبيعة الأجواء التي ستحكم اللقاء، أو ما إذا كان ترامب سيتعامل مع نتنياهو بود أو بنبرة أكثر حدة، على ما أفادت صحيفة “هآرتس”.
وقال أحد هذه المصادر للصحيفة: “من المستحيل التكهن بسلوك ترامب، لكن لا شيء يمنع أن تكون المحادثات مثمرة”.
وفي المقابل، يسود اعتقاد في إسرائيل بأن الطرفين قادران على تحقيق تقدم ملموس في المحادثات المتعلقة بالملف السوري، رغم الخلافات المحتملة في ملفات أخرى.
يعقد اجتماع ترامب ونتنياهو في ظل جهود الإدارة الأميركية لإطلاق المرحلة الثانية من خطتها لإنهاء الحرب في قطاع غزة خلال الشهر المقبل. وكان ترامب قد صرح قبل أسابيع بأن الانتقال إلى هذه المرحلة سيتم “قريبا جدا”.
ويثير هذا التطور قلق الحكومة الإسرائيلية، التي تخشى أن تعمل الإدارة الأميركية على المضي في إعادة إعمار غزة بالتوازي مع محاولات نزع سلاح القطاع، مع التركيز على نزع سلاح حركة حماس قبل البدء بعملية الإعمار.
كما من المتوقع أن يضغط نتنياهو على ترامب لضمان عدم إحكام الانتقال إلى المرحلة الثانية قبل تحديد مكان جثة غويلي، وإبقاء الحدود مفتوحة أمام إمكانية العثور عليها، ما يعكس حساسية الملفات المرتبطة بالأمن والجانب الإنساني في غزة.
تمثل المرحلة الثانية من خطة ترامب خطوة طموحة يقودها المجتمع الدولي، لكنها شهدت تأخيرات خلال الأشهر الأخيرة. وتهدف هذه المرحلة إلى تأسيس حكومة جديدة في قطاع غزة وتعزيز جهود إعادة إعماره.
وتتضمن الخطة عدة مطالب أساسية، من بينها نزع سلاح حركة حماس، تدمير الأنفاق المتبقية، ونزع السلاح في القطاع بشكل عام. كما يستعد ترامب للكشف عن تشكيل مؤسسات إدارية جديدة لإدارة غزة، تشمل مجلس السلام، وهو الهيئة الدولية المسؤولة عن الإشراف على إدارة القطاع، وحكومة التكنوقراط، التي ستتولى إدارة الشؤون اليومية لغزة دون انتماء أعضائها لحركة حماس.
في الوقت نفسه، من المتوقع أن يتم الكشف عن قوة الاستقرار الدولية، المكلفة بحفظ الأمن في قطاع غزة، ومراقبة تنفيذ نزع السلاح، وتأمين توزيع المساعدات الإنسانية، ومنع أي محاولات لإعادة تأهيل حركة حماس.
وقد أوضح نتنياهو في مناقشات سابقة أن إسرائيل لن تسمح بمشاركة ممثلين أتراك في هذه القوة، ومن المتوقع أن يطرح هذا المطلب خلال اجتماعه مع الرئيس ترامب.
كما من المتوقع أن تنسحب إسرائيل من المناطق الواقعة على الخط الأصفر، حيث تتواجد حاليا، إلى المناطق الواقعة على الخط الأحمر، ضمن إطار الترتيبات الأمنية المتفق عليها لإعادة استقرار القطاع.
