صدى الإعلام – الكاتب: موفق مطر – نحتاج إلى تصحيح مصطلحات سادت، وما زلنا نستخدمها دون دراية بأضرارها على الوعي الوطني الفردي والجمعي، ومنها مثلا: وصف الخطاب المتناقض مع العقلانية والواقعية والموضوعية بعبارة “خطاب شعبوي” أو وصف الجماعات الحزبية السياسية المستخدمة للدين والمستترة به، بعبارة “الاسلام السياسي، أو الجماعات الاسلاموية”، أما الطامة الكبرى فتكمن عندما يحترف البعض ويتمكن من دمج العبارتين، ويتخذهما سبيلا ويمارسهما فعليا لغايات وأهداف لا علاقة لها بالشعب أو الاسلام، لذلك حري بنا – كما اعتقد – البدء بتحرير الشعب والإسلام من أسر واحتكار أصحاب هذين الخطابين، وتجريدهما من سلاح لطالما استخدم لقمع الفكر السياسي والديني المتنور والمتطور والمتقدم، وفي هذا السياق سنركز على ما يسمى الخطاب الشعبوي، الذي يستحق منا البدء بتحرير (الخطاب) باعتباره عاكسا لواقع الشعب الثقافي والاجتماعي المتوج بالسياسي، المرتبط دائما بأفكار الاصلاح، وبالقراءات النقدية التحليلية الموضوعية، والإقناع بلغة المنطق، والتعبير عن أفكار سباقة للآراء، وبالنسبة لنا في فلسطين وتحديدا في مرحلة الانتقال من الثورة الى الدولة والبناء فإما أن تكون العقيدة الوطنية هي جوهر هذا الخطاب، وإلا فلا يمكن تصنيفه سوى باب في الرياضة الكلامية، وإذا بحثنا في تعريف وخصوصيات (الخطاب الشعبوي) سنجد “الاستغلال السلبي لانفعالات وردود افعال متسرعة أو عاطفية لدى الجمهور، واستخدامها لتحقيق مكاسب سلطوية، مموهة بأقنعة سياسية، تعود بالمنفعة الشخصية أو على ناطقه او المروجين له! كما أن محترفي هذا الخطاب ليس بوسعهم ولا في مكنون خبراتهم وتجاربهم وذاكرتهم سوى أطروحات وتصورات ومواقف وآراء هشة، أو تطبيقات بأدوات عبثية، لا يمكن تركيبها على بنية الواقع، الذي يفصل بينه وبين مضامين هذا النوع من الخطابات عقود من الزمن، حيث بات كل شيء على الأرض مختلفا، ما…
رابط الخبر “الخطاب الشعبوي”.. ثرثرة ومكاسب شخصية! الظاهر أولاً صدى الإعلام.
