وسط دعوات إقليمية ودولية لخفض التصعيد في اليمن، ودعم جهود التوصل إلى تسوية سياسية، كشف تحالف دعم الشرعية في اليمن، تفاصيل العملية العسكرية في ميناء المكلا بمحافظة حضرموت، والتي استهدفت آليات ومعدات عسكرية وردت من ميناء الفجيرة الإماراتي لدعم المجلس الانتقالي الجنوبي.

وبحث وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، في اتصالين منفصلين، الثلاثاء، مع نظيريه السعودي الأمير فيصل بن فرحان، والإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، التطورات الأخيرة في اليمن، وعدداً من القضايا الإقليمية، إذ أعرب روبيو، في وقت سابق، عن “قلق واشنطن” من التطورات في جنوب شرق اليمن، داعياً إلى “ضبط النفس ومواصلة الجهود الدبلوماسية بهدف التوصل إلى حل دائم”.

وأكدت سلطنة عُمان، والكويت، والبحرين، وقطر، في بيانات منفصلة، الثلاثاء، دعمها لجهود خفض التصعيد في اليمن، بما يحفظ أمن البلاد واستقرارها، مع التشديد على ضرورة ترسيخ الحوار واعتماد الحلول السياسية والدبلوماسية، بينما عبرت مصر، عن ثقتها في حرص السعودية والإمارات على التعامل بحكمة مع التطورات الحالية في اليمن، مشيرة إلى أنها ستعمل مع كافة الأطراف المعنية على خفض التصعيد، وبما يمهد إلى التوصل لتسوية سياسية شاملة في اليمن.

تحالف دعم الشرعية في اليمن، أعلن في وقت مبكر، الأربعاء، إيضاحات بشأن ما ورد في بيان الخارجية الإماراتية، رداً على بيان المتحدث العسكري باسم قوات التحالف، حول العملية العسكرية في ميناء المكلا بمحافظة حضرموت.

إيضاحات تحالف دعم الشرعية

وأكد المتحدث الرسمي باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن، اللواء الركن تركي المالكي، أن السفينتين اللتين نقلتا “شحنة الأسلحة” المستهدفة في  الضربة الجوية على ميناء المكلا، “مخالفةً للإجراءات المعمول بها في مثل هذه الحالات”، مشيراً إلى أن السفينتين وصلتا الميناء “دون تصريح دخول من الحكومة اليمنية أو قيادة التحالف، كما أغلقتا جهاز التتبع والتعريف قبل دخول المياه الإقليمية اليمنية”.

وأضاف في سلسلة منشورات، على حسابه الرسمي على منصة “إكس” والذي تم تدشينه قبل ساعات: “خلال دخول السفينتين تم إغلاق الميناء، وإخراج كافة العاملين والموظفين المحليين، وبعد وصول السفينتين، اتضح أنها تحمل أكثر من 80 عربة، إضافة لعدد من الحاويات المحملة بالأسلحة والذخائر”.

وتابع: “وبعد توثيق عملية الوصول والتفريغ، تم إبلاغ المسؤولين على مستوى عال بدولة الإمارات بمنع خروج هذا الدعم من ميناء المكلا، لتفادي ذهابها لمناطق الصراع”.

وواصل: “رغم ما تم إبلاغهم به قام الجانب الإماراتي الشقيق، دون إبلاغ المملكة، بنقل العربات والحاويات إلى قاعدة (الريان) المتواجد بها ما لا يتجاوز 10 عناصر إماراتية، إضافة إلى قوات مشاركة في التصعيد”.

وأوضح المتحدث باسم قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن: “تم إبلاغ الجانب الإماراتي الشقيق بأن تلك الممارسات التصعيدية الهادفة لتغذية الصراع غير مقبولة، ويجب إعادتها للميناء، وتم إعادة العربات إلى الميناء وإبقاء حاويات الأسلحة في قاعدة (الريان)، وخلال ذلك توفرت معلومات مؤكدة لدى قيادة قوات التحالف بأنه سيتم نقلها وتوزيعها إلى عدة مواقع في وادي وصحراء حضرموت، ما سيتسبب في زيادة التصعيد”.

وأكمل: “وقبل فجر الثلاثاء، وحرصاً من قيادة التحالف بعدم سقوط ضحايا أو التأثير على الممتلكات العامة، تم تنفيذ عملية عسكرية محدودة بطريقة تكفل سلامة الأرواح والمنشآت في الميناء، وذلك بعد تطبيق قواعد الاشتباك، وتؤكد قيادة التحالف بأن الحاويات المتبقية لا تزال في قاعدة (الريان) حتى توقيته”.

الإمارات تنفي الاتهامات

الإمارات كانت قد أشارت، في وقت سابق، الثلاثاء، حسبما ورد في بيان صادر عن وزارة الخارجية، إلى أن “الشحنة المشار إليها لم تتضمن أي أسلحة، وأن العربات التي تم إنزالها لم تكن مخصصة لأي طرف يمني، بل جرى شحنها لاستخدامها من قبل القوات الإماراتية العاملة في اليمن”.

وأضافت وزارة الخارجية الإماراتية، بحسب “وام”، أن ما تم “تداوله بهذا الشأن لا يعكس حقيقة طبيعة الشحنة أو الغرض منها”، مؤكدة أنه “كان هناك تنسيق عالي المستوى بشأن هذه العربات بين دولة الإمارات والأشقاء في المملكة العربية السعودية، واتفاق على أن المركبات لن تخرج من الميناء، إلّا أن دولة الإمارات فوجئت باستهدافها في ميناء المكلا”.

وأعلنت وزارة الدفاع الإماراتية، الثلاثاء، إنهاء وجود ما تبقى من فرق تابعة لها في اليمن في إطار “تقييم شامل لمتطلبات المرحلة”، وبما ينسجم مع “التزامات دولة الإمارات ودورها في دعم أمن واستقرار المنطقة”.

وقالت الوزارة في بيان، إن “القوات المسلحة الإماراتية أنهت وجودها العسكري في الجمهورية اليمنية في عام 2019، بعد استكمال المهام المحددة ضمن الأطر الرسمية المتفق عليها، فيما اقتصر ما تبقى من تواجد على فرق مختصة ضمن جهود مكافحة الإرهاب وبالتنسيق مع الشركاء الدوليين المعنيين”.

وأضافت أنه نظراً لـ”التطورات الأخيرة وما قد يترتب عليها من تداعيات على سلامة وفاعلية مهام مكافحة الإرهاب”، فإن وزارة الدفاع تعلن “إنهاء ما تبقى من فرق مكافحة الإرهاب في اليمن بمحض إرادتها، وبما يضمن سلامة عناصرها، وبالتنسيق مع الشركاء المعنيين”.

السعودية تشدد على التزامها بأمن اليمن

مجلس الوزراء السعودي، برئاسة الملك سلمان بن عبد العزيز، شدد، الثلاثاء، على أن “المملكة لن تتردد في اتخاذ الخطوات والإجراءات اللازمة لمواجهة أي مساس أو تهديد لأمنها الوطني، وعلى التزامها بأمن اليمن واستقراره وسيادته، ودعمها الكامل لرئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني وحكومته”.

وقدّر المجلس دور تحالف دعم الشرعية في اليمن، في حماية المدنيين بمحافظتي حضرموت والمهرة، استجابةً لطلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، وخفض التصعيد، لتحقيق الأمن والاستقرار ومنع اتساع دائرة الصراع.

وأعرب المجلس عن “الأسف لما آلت إليه جهود التهدئة التي حرصت المملكة عليها وقوبلت بتصعيد غير مبرر يخالف الأسس التي قام عليها تحالف دعم الشرعية في اليمن، ولا يخدم جهوده في تحقيق أمن اليمن واستقراره، وبما لا ينسجم مع جميع الوعود التي تلقتها المملكة من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة”.

 ودعا مجلس الوزراء السعودي، دولة الإمارات، إلى أن “تتخذ الخطوات المأمولة للمحافظة على العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، التي تحرص المملكة على تعزيزها، والعمل المشترك نحو كل ما من شأنه تعزيز رخاء دول المنطقة وازدهارها واستقرارها”. 

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي، أكد، الثلاثاء، أن التطورات في اليمن لم تكن خلافاً سياسياً داخلياً، بل “تهديداً لوحدة القرار العسكري والأمني، وتقويضاً للمركز القانوني للدولة، وإعادة إنتاج لمنطق السلطات الموازية التي يرفضها المجتمع الدولي في كل بياناته، وقراراته”.

وثمّن العليمي خلال لقاء مع سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن “وحدة مواقف بلدان السفراء الداعمة للشعب اليمني في أصعب المراحل سياسياً وإنسانياً واقتصادياً”، حسبما ورد في بيان أوردته وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”.

وعرض العليمي، خلال الاجتماع، كافة مساعي التهدئة وخفض التصعيد، واحتواء تداعيات الإجراءات العسكرية الأحادية التي اتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة، “خارج مرجعيات المرحلة الانتقالية”، و”دون موافقة مجلس القيادة الرئاسي أو التنسيق مع قيادة التحالف”، حسبما أشار.  

جهود دبلوماسية متصاعدة

وفي إطار الجهود الدبلوماسية لخفض التصعيد في اليمن، قالت الخارجية العمانية، إن سلطنة عمان تتابع التطورات المتعلقة باليمن، مؤكدةً “استمرار موقفها الداعي إلى ضبط النفس، وتغليب صوت الحكمة، عبر معالجة كافة القضايا بالتي هي أحسن عبر الحوار وتحقيق التراضي والتفاهم الأخوي المنشود بما يخدم أمن ومصلحة اليمن والأمن الوطني لدول الجوار”.

كما أعربت الخارجية البحرينية، عن تقدير مملكة البحرين العميق، بصفتها رئيسة دورة مجلس التعاون الخليجي الحالية، وتثمينها للدور المحوري الذي تضطلع به كل من السعودية والإمارات في دعم أمن واستقرار اليمن، انطلاقاً من مسؤولياتهما الأخوية والتزامهما المشترك بأمن واستقرار منطقة الخليج العربي في إطار منظومة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وأكدت الكويت متابعتها الحثيثة للتطورات والأحداث الجارية في اليمن، معربةً عن دعمها الثابت للحكومة اليمنية الشرعية، وشددت على ضرورة الحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه، وحماية مصالح الشعب اليمني الشقيق، بما يضمن تحقيق تطلعاته في الأمن والاستقرار والتنمية، بحسب بيان لوزارة الخارجية الكويتية.

وأعلنت قطر، متابعتها “ببالغ الاهتمام” للتطورات والأحداث الجارية في الجمهورية اليمنية الشقيقة، مؤكدةً في هذا السياق، دعمها الكامل للحكومة اليمنية الشرعية، وشددت على “أهمية الحفاظ على وحدة اليمن وسلامة أراضيه، وصون مصالح الشعب اليمني الشقيق، بما يحقق تطلعاته في الأمن والاستقرار والتنمية”.

وأكدت الخارجية القطرية في بيان، أن “أمن المملكة العربية السعودية الشقيقة وأمن دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، يُعد جزءاً لا يتجزأ من أمن قطر، انطلاقاً من الروابط الأخوية الراسخة والمصير المشترك الذي يجمع دول المجلس”.

وبحث وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، في اتصالين منفصلين، الثلاثاء، مع نظيريه السعودي الأمير فيصل بن فرحان، والإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد، التطورات الأخيرة في اليمن، وعدداً من القضايا الإقليمية.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، إن روبيو ناقش هاتفياً مع الأمير فيصل بن فرحان، التوترات المستمرة في اليمن، وبحثا القضايا التي تؤثر على الأمن والاستقرار الإقليميين.

كما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية “وام”، أن الشيخ عبد الله بن زايد، تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الأميركي، تناول خلاله بحث العلاقات بين البلدين، إلى جانب مجمل التطورات الإقليمية، بما في ذلك الأوضاع في قطاع غزة والتطورات الأخيرة في اليمن.

وأكدت مصر، ثقتها في حرص السعودية والإمارات على التعامل بحكمة مع التطورات الحالية في اليمن، مشيرة إلى أنها ستعمل مع كافة الأطراف المعنية على خفض التصعيد، وبما يمهد إلى التوصل لتسوية سياسية شاملة في اليمن، بحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية.

وجاء في البيان: “تؤكد مصر ثقتها التامة في حرص الأشقاء في كل من المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، على التعامل بحكمة مع التطورات الحالية في اليمن، وذلك في إطار إعلاء قيم الأخوة بين البلدين الشقيقين، وصون وحدة الصف والمصير العربي المشترك في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها اليمن الشقيق والمنطقة”.

من جانبه، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، الثلاثاء، عن القلق البالغ بشأن التطورات المتلاحقة “الخطيرة” في اليمن في أعقاب عدم تجاوب المجلس الانتقالي الجنوبي مع مطالبات مجلس القيادة الرئاسي، داعياً إلى وقف فوري للتصعيد وتغليب لغة الحوار.

وأعلنت رابطة العالم الإسلامي، دعمها وتأييدها للبيان “الإلحاقي” الصادر عن السعودية بشأن “معالجة الخطوات التصعيدية التي قام بها المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظتي حضرموت والمهرة”، والبيان الصادر عن قيادة التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بشأن تحرك سفن محملة بالأسلحة والعربات الثقيلة من ميناء الفجيرة إلى ميناء المكلا دون الحصول على تصاريح رسمية من قيادة القوات المشتركة للتحالف، مؤكدة تضامنها ومساندتها للمملكة في كل ما تتخذه من إجراءات تحفظ أمنها الوطني.

شاركها.