في خطوة تعكس توجهاً نقدياً جديداً لإعادة هيكلة المشهد المالي، أصدر الرئيس السوري أحمد الشرع، الأربعاء، مرسوماً بإطلاق العملة السورية الجديدة، ضمن مسار يستهدف تبسيط التعاملات المالية.

ومن المقرر أن يبدأ استبدال العملة القديمة بالجديدة اعتباراً من 1 يناير 2026، على أن تمتد فترة الاستبدال لمدة 90 يوماً قابلة للتمديد، بقرار يصدر قبل 30 يوماً من انتهاء المدة المحددة، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية “سانا”.

وكان الرئيس السوري، وحاكم المصرف المركزي، عبد القادر الحصرية، أطلقا العملة السورية الجديدة، الاثنين الماضي، خلال فعالية بقصر المؤتمرات في دمشق حضره العديد من الوفود الرسمية والشعبية.

الرئيس السوري، أشار إلى أن مرحلة تبديل العملة القديمة وحذف صفرين منها، مع إصدار العملة الجديدة، لا يعني تحسن الاقتصاد، معتبراً أن هذه الخطوة تصب في صالح التسهيل من عمليات التعامل بها، وإعلان “أفول مرحلة سابقة”.

ونص المرسوم الرئاسي رقم 293 لعام 2025، على أن “تُستبدل الأوراق النقدية السورية الحالية وتُعرف باسم العملة السورية القديمة، وتُسحب من التداول بدءاً من 1 يناير 2026، خلال المهلة التي يحددها المصرف المركزي، على أن يتم السحب من التداول بشكل تدريجي لكافة الفئات، وفق جدول زمني محدد، وضمن المراكز التي يحددها المصرف المركزي”. 

ووفق المرسوم، “تُطرح أوراق نقدية جديدة وتُعرف بالعملة السورية الجديدة، وذلك بإزالة صفرين من القيمة الاسمية للعملة القديمة المسحوبة من التداول، وفق معيار الاستبدال، كل 100 ليرة سورية قديمة تُعادل ليرة من العملة الجديدة”، فيما “تبقى العملتان (القديمة والجديدة) في التداول معاً، وتتمتعان بذات القوة الإبرائية”.

وأشار المرسوم الرئاسي، إلى أنه “مع انتهاء مهل الاستبدال تفقد العملة السورية القديمة قيمتها الإبرائية، وتسقط من التداول وتُعد غير صالحة قانونياً للتعامل في المعاملات المالية”. وبحسب المرسوم ينسحب الأثر النقدي والمالي الناتج عن عملية الاستبدال على جميع أسعار السلع، والخدمات، إضافة إلى الرواتب والأجور وعلى المعاملات والالتزامات المالية.

مرسوم استبدال العملة السورية

  • يتم استبدال الأوراق النقدية الحالية المعروفة بـ”العملة السورية القديمة”، وسحبها من التداول بدءاً من 1 يناير 2026.
  • تتم عملية الاستبدال والسحب خلال مهلة يحددها المصرف المركزي.
  • يتم السحب من التداول بشكل تدريجي لكافة الفئات، وفق جدول زمني محدد، وضمن المراكز التي يحددها المصرف المركزي.
  • تُطرح أوراق نقدية جديدة معروفة بـ”العملة السورية الجديدة”، وذلك بإزالة صفرين من القيمة الاسمية للعملة القديمة المسحوبة من التداول.
  • معيار الاستبدال: كل 100 ليرة سورية قديمة تُعادل ليرة من العملة الجديدة.
  • تبقى العملتان (القديمة والجديدة) في التداول معاً، وتتمتعان بذات القوة الإبرائية (الصفة القانونية التي تمنحها الدولة لعملتها الوطنية).
  • مع انتهاء مهل الاستبدال تفقد العملة السورية القديمة قيمتها الإبرائية، وتسقط من التداول وتُعد غير صالحة قانونياً للتعامل في المعاملات المالية.
  • ينسحب الأثر النقدي والمالي الناتج عن عملية الاستبدال على أسعار السلع، والخدمات، إضافة إلى الرواتب والأجور وعلى المعاملات والالتزامات المالية.

وأعلن حاكم المصرف المركزي، الأربعاء، دخول قرار استبدال العملة القديمة بالعملة الجديدة، حيز التنفيذ اعتباراً من الخميس 1 يناير 2026.

وذكر عبد القادر الحصرية في منشور على فيسبوك، أن “أوراقنا النقدية ليست مجرد ورق، إنها رمز سيادتنا الوطنية ومال عام علينا جميعاً حمايته”، ونصح بضرورة “عدم طي أو تمزيق العملة، والحفاظ عليها بعيداً عن الرطوبة والحرارة، وتوفير محافظ آمنة”.

العملة السورية الجديدة

تضمنت العملة السورية الجديدة رموزاً ورسوماً عديدة، مع تباين لوني يميّز كل فئة عن الأخرى، وذلك بعد دراسة شاملة لواقع العملات والاطلاع على تجارب الدول الأخرى، وتحديد نقاط مشتركة في البيئة والجغرافيا السورية، بالإضافة لرموز مالية تاريخية ومعايير أمنية لحمايتها، وفق القائمين على تصميمها، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية “سانا”.

وقال مدير فريق تصميم العملة السورية الجديدة، وسيم قدورة، إن تصميم شكل العملة جرى عبر عدة مراحل، تتمثل في “دراسة واقع العملات السورية، وإجراء أبحاث حول تجارب الدول الأخرى في هذا المجال، وتحليل الواقع وتحديد النقاط المشتركة التي توحّد رأي الشارع السوري، والتواصل مع وزارة الزراعة التي زوّدت الفريق بقائمة من المحاصيل الزراعية التي تشتهر بها سوريا، ثم اعتماد الرؤية الأولية للعملة الجديدة”. 

رموز زراعية

تضمنت العملة الجديدة صور أنواع زراعية تشتهر بها سوريا في كافة مناطقها “الزيتون، والقمح، والحمضيات، والقطن، والوردة الشامية، والتوت الشامي”، مع مراعاة للتباين اللوني المطلوب في تصميم العملات.

وأوضح قدورة أن الألوان استُخدمت من سياق المنتج الزراعي، وفي الوقت ذاته حقّقت خاصية التباين اللوني لكل فئة على حدة، بما يسهّل تمييز الفئات النقدية بسهولة، حتى ضمن ظروف الرؤية الصعبة.

وأشار إلى أن الألوان المستخدمة في تصميم العملات، لم تكن مجرد دلالات رمزية فقط، بل حملت دلالات وظيفية وبصرية جسّدت “الأرض والنبات”، وبيّن أن “الهدف من التوجّه الرمزي كان الابتعاد عن الشخصنة، وخلق حالة من الوحدة التي تشمل الجغرافيا السورية ولا يختلف عليها أحد”.

عناصر من الطبيعة وزخارف هندسية

ونوّه قدورة إلى أنه جرى اختيار عناصر مساعدة أخرى من الطبيعة بوصفها عنصراً جمالياً وعلامة فارقة، تمثّلت بكائنات حية من البيئة السورية بمختلف مناطقها، وتعكس العديد من الدلالات مثل “الفراشة، وغزال الريم، والحصان العربي الأصيل، وطائر السنونو، وعصفور الدوري، ما يدل على الحركة والاستمرارية، مع الابتعاد عن أي رموز سياسية أو أيديولوجية”.

وتابع: “كما جرى دمج بعض الزخارف الهندسية من البيئة السورية للتأكيد على التاريخ المشرق، وخلق حالة من الارتباط بين الماضي والحاضر والمستقبل بشكل مستدام”.

ومضى قائلاً: “عند البحث والاطلاع على أحدث تصاميم العملات الحالية حول العالم، يتبيّن أن معظمها يتجه نحو الاستدامة، والعودة إلى الارتباط بالطبيعة والأرض، واستخدام الألوان الزاهية، ولا سيما في عصر يكاد فيه الإنسان أن يتجرد من ارتباطاته بالطبيعة، وهو ما راعاه التصميم الجديد للعملة”.

علامات أمنية ورموز مالية

مدير فريق التصميم، نبّه إلى أن العملة السورية الجديدة، صُممت بعلامات أمنية عالية المستوى، موضحاً أنها “تبدأ من عجينة الورق المستخدمة، مروراً بشريط الهولوجرام (الشريط الذي يتضمن عدة ألوان)، وصولاً إلى العديد من الرموز الظاهرة والمخفية، بما يضمن سلامة العملة وحمايتها من التزوير”.

وأضاف: “أما الوجه الآخر للعملة فيتضمّن رسماً لمصرف سوريا المركزي، إلى جانب رسم لخزنة المال الموجودة في الجامع الأموي بدمشق، وتم اختيارهما لتأكيد السيادة النقدية للدولة الجديدة الممتدة منذ سابق الزمان، ولأن هذين الرمزين من أهم الرموز المالية في الدولة السورية”.

وعن أبرز التحديات التي واجهت فريق تصميم العملة السورية الجديد، قال قدورة إنها “تمثّلت في خلق حالة تصميمية قد يتم الاختلاف على شكلها ولكن لا يتم الاختلاف على مضمونها إطلاقاً، إضافة إلى مراعاة الذائقة المختلفة لجميع فئات الشعب في التصاميم، وعدم تكرار ما استُخدم سابقاً”.

وأردف بالقول إن 7 أشخاص من الفريق الذي صمم “الهوية البصرية الجديدة لسوريا” سابقاً، ساهموا كذلك في تصميم العملة السورية الجديدة.

شاركها.