كتب : منى الموجي
05:34 م
28/12/2025
حوار- منى الموجي:
سنوات طويلة عملت خلالها على تطوير فكرتها، تضيف لها وتحذف منها، تقرر هدم ما كتبت والبناء من جديد، إلى أن وجدت ما تبحث عنه، بكتابة فيلم يحكي عن النساء، ويجعل الجمهور يجوب معهن المملكة العربية السعودية في “هجرة”، هي المخرجة شهد أمين، التي كان لـ”اخبار مصر” الحوار التالي معها..
بنت مفقودة
تحكي شهد في بداية الحوار عن استغراق رحلة كتابة العمل وقتا طويلا: “كنت أفكر منذ أعوام في فكرة تدور حول بنت مفقودة، تبحث عنها أختها، وكتبت نسخ أولية كثيرة، ولم ينج منها شيء، كانت البنت تبحث عن شقيقتها مع والدهما، وتقع الأحداث في مدينة جدة، وتكلمت مع المنتج محمد الدراجي، واقترح عليّ أن يكون الفيلم عن النساء من أجيال مختلفة وتكون بينهن شخصية الجدة، في البداية لم أقتنع إلى أن جربت، ووجدت العمل يتحسن وجعلنا الأحداث تقع خارج جدة ويتحرك الأبطال في المملكة أكثر”.
ظهور شخصية الجدة
وتابعت “رغم ذلك كنت أشعر أن هناك شيئا ينقص الفيلم، وكنت أحب مشهدين مما كتبت من قبل، الأول مشهد ضياع المعتمرين في المدينة، ومشهد الجمل عندما صدمته السيارة، واحتفظت بهما في القصة، وفكرت في أن تختفي البنت أثناء رحلة الحج، وهي بداية الفيلم وتحمست لها جدا، وبدأت التفكير في ربط الشخصيات بالحج، خاصة وأن كثيرين كانوا يأتون من خارج المملكة ومرات كانوا يستقرون بها بعد الحج، وجعلت الجدة واحدة من هؤلاء، جاءت من وسط آسيا تحج مع أهلها واستقرت مثل الكثير من المسلمين الذين أحبوا العيش في مكة والمدينة في الأراضي المقدسة”.
اكتمال الفيلم
تضيف شهد “وبدأت العمل على جعل الجدة تقرر اللحاق بحفيدتها التي هربت، وتمر بنفس الطريق الذي مرت به قبل 70 عاما، وتصبح الحكاية عن بنتين هاربتين في أزمنة مختلفة كل واحدة تهرب لسبب مختلف، الأولى حتى تمارس دينها بحرية في مكان ما والثانية هربت كي تعيش حريتها خارج السعودية بعيدا عن أهلها، وقتها شعرت أن الفيلم مكتمل، لم يعد فقط عن بنت مفقودة ولكن أصبح لديه بعد ثقافي وتاريخي”.
قبول الاختلاف
تشير إلى أن فيلم هجرة يتحدث عن النساء باختلاف أفكارهن، ويدعونا إلى أن نقبل الاختلاف، موضحة “أنا أختلف عن ستي في تفكيرها، وهناك شيء يزعجني هو التركيز على النساء المعاصرات وهذا يحدث في كل العالم لا العالم العربي فقط، كأن من كانوا قبلنا غير موجودات وتم محو ذكراهن وقصصهن، وهذه نرجسية كبيرة، البعض يعتمد أسلوبا جديدا مرددات أنهن قادرات على إصلاح أخطاء الأمهات، وأنا أرى أن لكل شخص أخطائه، ولا يمكن أن نكون نحن الجيل الخالي من الأخطاء”.
تؤكد شهد أن كل شخص سوف يُحاسب وفقا لزمنه “ولا نعرف كيف أولادنا والمستقبل سوف يحاسبوننا، في النهاية أنا ضد نبرة أن الأقدم منا أبشع منا، هذه نظرة غريبة بالنسبة لي، يمكن غربية بعض الشيء وجاءت لنا في العالم العربي، هذه النظرة أزعجتني ورغبت في اختبارها فـ إذا فهمنا (ستي) والصعوبات التي عاشت فيها، هل سنظل نرى أنها متزمتة وعصبية بدون سبب، أم سوف نفهمها ونتقبلها وندرك أنها لا تحتاج للتغيير، وقد تلين هي بعض الشيء، وفي رأيي أن كل شخص جميل بطريقته التقليدية وغير التقليدية، كل واحد من حقه أن يفكر في الحرية والاستقلالية بطريقته، هذه النظرة اللي كنت أريد تقديمها وكنت أريد أحكي حكايات نساء مختلفة دون الحكم عليهن”.
السفر والصعوبات
الفيلم تم تصويره في أكثر من مدينة، وعن هذا تقول شهد “السفر بالسيارة اتعودنا عليه، سافرت كتير وقت التحضير وأنا مع أصدقائي، ولمدة سنتين كنت بطلع وأنزل على هذه الرحلة، طبعا فيه صعوبات وعيشنا في كارفانات، لكن في النهاية كل طاقم العمل والممثلين كانوا متحمسين ورغم الصعوبة كانت رحلة ممتعة وتحدي جميل واستمتعنا”.
نجوم “هجرة”
تشيد شهد بأبطال فيلمها وتتحدث عن علاقتها بهم في الكواليس ووقت التصوير، لافتة إلى أن الفنان نواف الظفيري ممثل محترف، وجاء جاهزا للدور، كما جلست مع الفنانة الكبيرة خيرية نظمي والطفلة لمار لتتدربان معا، مضيفة “وكنا نقعد إحنا الأربعة ونتدرب ونلعب مع بعض، فيه مشهد لـ جنى وأحمد بيلعبوا لعبة في الفيلم، ومكانش مكتوب في السيناريو، ضيفته من الكواليس بعد ما لعبناها، وهي عبارة عن إننا بنقول أشياء عن شخصياتنا، وكل واحد يكمل عليها، وكنت بضحك جدا وفي مرة ضحكوني أكتر، فقلتلهم عايزة أصورها، ومكتبتش المشهد سبتهم يعملوه ووثقت فيهم، وكان من أحلى المقاطع في الفيلم وباين إنه مو مكتوب”.
اختتمت شهد حوارها مع “اخبار مصر” بالتأكيد على أنها تتمنى تقديم عمل تقليدي، مشيرة إلى وجود حكاية تتمحور في عقلها لم تكتبها بعد، وتمنت أيضا أن تقدم في المستقبل فيلما تاريخيا تقليديا “أحب الأشياء التاريخية أو الفانتازيا التقليدية، لكن دائما أفلامي فيها شيء غريب، ولا تشبه الشكل الذي تعودنا عليه”.
