01:46 م


الجمعة 19 سبتمبر 2025

كتبت- منى الموجي:

نظم مهرجان ميدفست مصر ضمن فعاليات دورته السابعة، مساء أمس الخميس 18 سبتمبر، جلسة نقاش بعنوان “هدوء نسبي في عالم مليء بالتغيرات السريعة”، في الجامعة الأمريكية بميدان التحرير، بحضور: الفنانة يسرا اللوزي، المذيعة والممثلة ناردين فرج، الممثل عمرو جمال، الدكتورة منى الرخاوي أستاذ دكتور الطب النفسي، وأدار الجلسة: محمد البسيوني المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لشركة طيارة.

تناولت الجلسة قضايا التوازن والصحة النفسية في عالم سريع الإيقاع، تعلم استراتيجيات لخلق مساحة، إدارة الضغوط، وحماية الصحة النفسية وسط متطلبات الحياة الحديثة الشخصية والمهنية.

بدأت الجلسة بكلمة رئيس المهرجان الدكتور مينا النجار الذي رحب بالحضور، وأشار إلى أن التيمة في الدورة الحالية عن المحطات، مضيفا “من أهم الموضوعات التي نناقشها، فكرة عدم وجود وقت (مفيش وقت ولا لاحقين)، هقدم ضيوف الجلسة اللي بحبهم جدا: الدكتورة منى الرخاوي، ثانيا الجميلة المذيعة الشاطرة جدا صديقة ميدفست من زمان قوي ناردين فرج، والفنان والصديق عمرو جمال، وضيفتنا النهاردة وهي عضو لجنة تحكيم المهرجان أستاذة يسرا اللوزي، ومحمد البسيوني اللي بستمتع وأنا بسمعه بيناقش الناس”.

البسيوني رحب بالحضور، وعبر عن سعادته بوجود عدد كبير من المستمعين، واصفا موضوع الجلسة بالحيوي “نحن في عصر السرعة، الناس مستعجلة، ليس هناك وقتا لا لفرح ولا لحزن، نسعى للعمل ولم يعد هناك وقتا لأي شيء آخر أو لاستيعاب ما نمر به”.

ووجه البسيوني سؤالا لـ عمرو، عن أكبر محطة يعتبرها الأهم في حياته المهنية أو الشخصية، وعلق الأخير “أعتقد أكبر محطة هي مرحلة تصالحي مع ضعفي، تصالحت معها واعترفت بوجود الضعف وهي مرحلة انتقالية في حياتي، الحياة تتغير وكذلك أنا، الضعف موجود لن أخلقه وكذلك القوة، وما نتقبله سوف نستطيع أن نعيش معه، لكن ما ننكره سوف يقاومنا ويعطلنا”.

وردا على نفس السؤال، قالت يسرا: “أهم محطة عندما أصبحت أما، بدأت أشعر أن الإنسان قبل أن يكون مسؤولا عن كائن بكل تفاصيله له صفات مختلفة ويتحول لشخص آخر تماما بعد ذلك الأمر، يسرا القديمة ذهبت، وشخص جديد ظهر بدأت التعرف عليه، والأولويات اختلفت ونظرتك للحياة اختلفت، أن أكون أم لطفلة عندها مشكلة في السمع شيء شقلب حياتي، وأول صدمة كبيرة أخذتها في حياتي”.

وتابعت “بعد مرور بعض الوقت اكتشفت أنها أحسن شيء مررت به، أصبحت نسخة جديدة مني لم أكن أطمح أن أكون عليها، بعد الانجاب ننسى أنفسنا، حتى لو أم لا تعمل وتجلس في البيت سوف تجدها تشعر أنها مقصرة، ولو عملت أي حاجة لنفسها تشعر بالذنب، ساعات (بنستحرم) نشتري شراب عشان نجيب أشياء للعيال، التضحية مهمة لكن وجدتني أضر نفسي، لم أعد أعرف من أنا وما الذي أريده، خاصة وأن كان لدي نظرة وطموحات قبل أن أصبح أم، بعد فترة نجحت في عمل توازن وألا أشعر بالذنب واستكمل مسيرتي، الموضوع أخذ وقت مني والكثير من العلاج النفسي، وصعود وهبوط، أوقات أشعر أنني أم فاشلة وأوقات أخرى ممثلة فاشلة”.

وأشارت أنها لجأت للطب النفسي منذ سنوات، أحيانا تنشغل عنه لكن سرعان ما تعود بعدما بات جزء لا يتجزأ من حياتها “مش لازم أكون متدمرة عشان أروح، بعمل كده عشان أقدر أمشي في طريقي بشكل طبيعي”.

وتحدثت ناردين عن وجود مراحل كثيرة في حياتها تعتبرها نقلة، مضيفة “مررت بمراحل في بداياتي تختلف عن التي أمر بها حاليا، مع الوقت والواحد يتقدم في العمر المحطات التي تستوقفنا تصبح مختلفة، الإنسان يجب أن يجلس مع نفسه ويفكر في الأمور الفارقة التي ستغير شيء في حياته”.

وعلقت الدكتورة منى الرخاوي بأن ما سمعته من ضيوف المنصة كلها نماذج جيدة جدا، وتمثل الهدوء المطلوب، لأن هناك من يخاف من الصمت، مضيفة “ولكن أنا بعلم الإخصائيين يسكتوا ويعرفوا إحنا فين، والدي كان دائما بيزعقلي لكن مع المرضى مكانش بيزعق، هو كان بيبقى عايزني أعرف ماذا بعد، وهحول الموقف لإيه ليا أو للآخر” .

وعن اللحظة التي يجب معها الإنسان أن يتوقف ويعترف بأن لديه مشكلة تحتاج لتدخل، قالت الدكتور منى الرخاوي “رأيي سوف يختلف في هذه الحكاية، هناك شخص سيجد نفسه ما كان يحبه بات يكرهه، جسمه بدأ يشتكي، خفقان في القلب، العضلات لا تشعر براحة، المزاج غير جيد، العلاقات تختلف وطعم الحياة يختلف، هنا يجب أن أقف وأحصل على لحظة صمت”.

وتعليقا على صعوبة حياة الممثلين، وما يتعرضون له من هجوم وتعليقات على شكلهم طوال الوقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، قالت يسرا: “أحيانا نقول هناك مرضى على مواقع التواصل يعانون من الكبت والحقد على الناس، الموضوع قاسي جدا، وأقرر أحيانا عدم الرد ولكن نجد أنفسنا تأثرنا بسبب تراكم ما سمعناه ونشعر بالرغبة في البكاء والصراخ”.

وقال عمرو عن تأثير “السوشيال ميديا”: في السنوات الأخيرة بدأت استوعب اني بحب التمثيل قوي لكن لا أجيد حاجات أخرى حوله، وأغلقت لفترة حساباتي، وقلت عايز أكون زي ما أنا وعايز أرجع لنفسي، وبدأت أتصالح مع نفسي.

وتابع “فاهم إني في صناعة وموجود بشكل معين لكن بحاول أجد التوازن، مقدرش أقول بعرف لكن بحاول، ساعات أقول مش فارق معايا وبعدين أشوف تعليق أتضايق، لأني بني آدم في النهاية.”

وقالت يسرا إنها أحيانا تتخلص من تأثير الأدوار الصعبة عليها بالحصول على حمام مغربي: “لما بحب أتخلص من الدور بعمل حمام مغربي، بحس أنه بيفيد”، وعلق عمرو “بحس أن جسمي شايل حاجات وعايز يتخلص منها، وده مهم لصحة الممثلين النفسية أنهم يتخلصوا من أثر الشخصيات اللي بيقدموها”.

وأكدت الدكتورة منى أن الممثلين من الممكن أن يتخلصوا من أثر الأدوار التي يقدمونها من خلال التواجد في مجموعة، ويذكرون أنفسهم بشخصيتهم الحقيقية لا التي يؤدونها.

وأكد النجوم أنهم دائما ما يحرصون على تخصيص وقت لهم، يكتبون أو يقرأون، يمارسون الرياضة، أو الرسم، ليستعيدوا أنفسهم ويبتعدون عن تأثير الشخصيات الصعبة التي يقدمونها في أعمالهم.

وكشفت ناردين عما تعلمته من ابنتيها: “تعلمت من بنتي إصرارها على تحقيق ما تريده، هي سافرت من سن صغير كي تحقق حلمها في لعب كرة القدم في أمريكا، وساعات أقولها ارجعي وكفاية تقولي ازاي تقولي كده، بنتي الصغيرة مش عايزة تسافر قاعدة معايا وعلمتني الحنية، هما أصحابي قوي وده اللي بحبه، لما خلفت وأنا صغيرة كان بالنسبالي قرار مش صح بس دلوقتي فهمت أن كل حاجة فيها الحلو والوحش”.

وكشفت يسرا عما تعلمته من والدها الدكتور والفنان محمود اللوزي: “تعلمت من والدي محمود اللوزي، الالتزام بالمواعيد وأن كل البشر زي بعض، أن الواحد لا يتأثر برأي الناس ورأي المجتمع، واستفدت منه أنا وأخويا إننا بنعمل علاقات سوية مع الناس، اتعلمت منه كمان يعني إيه مسرح”.

وعن معاناة ابنتها مع مشكلة عدم قدرتها على السمع: تعلمت من مشكلة داليدا أن مهم جدا ألا أفكر في نفسي، دلوقتي في حالتها عامل الوقت مهم قوي كل ما يعدي وقت مش بتسمع بيطول المدة، بعد ما عدينا المرحلة دي اتعلمت التكاتف الأسري اكتر، ووجدت دعم من كل أصحابنا القريبين، اتعلمت مبقاش مكسوفة منها أكون فخورة بيها وأعلم الناس وأوعيهم، حسيت أن عندي دور مجتمعي معين، وأساعد الناس اللي ملهاش صوت، ربنا حطني في مكان إني أوصل اللي عايزة أقوله”.

عن ميدفست مصر

انطلق مهرجان ميدفست مصر للمرة الأولى عام 2017 ليصبح حدث سنوي يجمع بين صناع السينما والأطباء والمتخصصين النفسيين والجمهور في تجربة فريدة تمزج بين الفن والصحة من خلال عروض الأفلام من مصر والعالم، والحلقات النقاشية، وورش العمل؛ بهدف إبراز دور السينما في التعبير عن التحديات الإنسانية، وفتح مساحة للتفاهم في المجتمع.

شاركها.