أبرز محطات تصاعد الأحداث بين الهند وباكستان

شهدت منطقة جنوب آسيا تصعيداً خطيراً بين الهند وباكستان، عقب هجوم مسلح دموي استهدف سياحاً في كشمير في 22 أبريل الماضي، وتتابعت التطورات بسرعة وسط تبادل للضربات الجوية والصاروخية، ما كاد أن يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة بين الخصمين النوويين، قبل أن تُسفر وساطة أميركية عن اتفاق مفاجئ على وقف فوري وكامل لإطلاق النار، منهيةً بذلك أسوأ أزمة انهيار في العلاقات بين البلدين منذ عام 2019، بحسب وكالة “أسوشيتد برس”.
وقالت الوكالة، في تقرير نشرته، السبت، إنه على الرغم من أن الصراع بين نيودلهي وإسلام أباد ليس بالأمر الجديد إذ خاض البلدان حروباً واشتباكات متكررة منذ استقلالهما عن الاستعمار البريطاني عام 1947، إلا أن ما ميَّز هذا التصعيد الأخير هو وتيرة الضربات وحدّتها التي دفعت بالأزمة إلى مستويات غير مسبوقة من التوتر.
وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة أعلنت سابقاً hنها لن تتدخل في هذه الأزمة، فإن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو صرَّح بأنه ونائب الرئيس جي دي فانس، تحدثا مع كبار المسؤولين الحكوميين والعسكريين من كلا الجانبين، واتفق البلدان على وقف فوري وكامل لإطلاق نار.
وفيما يلي تسلسل زمني لأبرز محطات التصعيد الأخير بين نيودلهي وإسلام آباد:
22 أبريل
أطلق مسلحون النار على ما لا يقل عن 26 سائحاً بمنتجع “باهالجام” في الجزء الخاضع لسيطرة الهند من كشمير، في تحول كبير في الصراع الإقليمي الذي نادراً ما طال المدنيين، وأعلنت جماعة تُدعى “مقاومة كشمير”، والتي تتهمها نيودلهي بتلقي دعم من إسلام أباد، مسؤوليتها عن الهجوم.
وأفاد ناجون للوكالة بأن المسلحين سألوا السياح عما إذا كانوا من الهندوس قبل البدء في إطلاق النار.
23 أبريل
خفّضت الهند مستوى العلاقات الدبلوماسية، وأغلقت المعبر البري الوحيد الذي لا يزال يعمل بين البلدين، وعلّقت معاهدة تقاسم المياه المهمة التي كانت قد صمدت أمام حربين ومناوشات حدودية كبيرة سابقة بين البلدين، كما أطلقت نيودلهي حملة مطاردة لمرتكبي الهجوم، الذي تنفي باكستان أي تورط لها فيه.
24 أبريل
ألغت الهند وباكستان تأشيرات الدخول لمواطني كل منهما، وحددتا مُهلة لمغادرة أراضيهما، ورداً على ذلك، أغلقت الأخيرة مجالها الجوي أمام جميع شركات الطيران المملوكة للهند، أو التي يتم تشغيلها من قبلها، وعلّقت جميع التعاملات التجارية معها، بما في ذلك من وإلى دول ثالثة، وألمح وزراء من كلا الجانبين إلى أن النزاع قد يتصاعد ليشمل تحركاً عسكرياً.
25 أبريل
أعلنت الهند أن قواتها تبادلت إطلاق النار مع جنود باكستانيين عند خط السيطرة، وهو خط الحدود الفعلية الذي يقسم منطقة كشمير المُتنازَع عليها، فيما حذرت إسلام أباد من أنها قد تعلّق العمل باتفاقية ترسيم خط السيطرة.
من جانبها، حثت الأمم المتحدة الطرفين على “ممارسة أقصى درجات ضبط النفس”.
26 أبريل
تعهد رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف بالرد “بكل قوة وبكامل الإمكانات المتاحة” على أي محاولات هندية لوقف أو تحويل تدفق المياه.
وعرضت إيران الوساطة، بينما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه يتوقع أن يحل الطرفان خلافاتهما. وأضاف: “هناك توتر كبير بين باكستان والهند، لكن هذا التوتر كان دائماً موجوداً”.
30 أبريل
أغلقت السلطات في كشمير الخاضعة للسيطرة الهندية عشرات المنتجعات في منطقة جبال الهيمالايا بشكل مؤقت بعد الهجوم الدموي على السياح.
وتبادلت القوات من كلا البلدين إطلاق النار عبر خط السيطرة لليلة الخامسة على التوالي.
وأعلن وزير الإعلام الباكستاني، عطا الله تارر، أن حكومته لديها “معلومات استخباراتية موثوقة” تُفيد بأن الهند تعتزم شن عمل عسكري ضد بلاده خلال الـ 24 إلى 36 ساعة المقبلة.
1 مايو
اتصل وزير الخارجية الأميركي بكبار المسؤولين في الهند وباكستان في محاولة لتهدئة التوترات، وقالت المتحدثة باسم الوزارة، تامي بروس، إن روبيو أعرب في اتصاله مع نيودلهي عن أسفه لسقوط ضحايا في باهالجام، وأكد التزام الولايات المتحدة بالتعاون معها ضد الإرهاب.
وقالت باكستان إن الوزير الأميركي شدد على ضرورة “مواصلة الجانبين العمل معاً من أجل السلام والاستقرار” في جنوب آسيا.
3 مايو
أجرت باكستان تجربة إطلاق صاروخ باليستي بمدى 450 كيلومتراً، لكنها عادةً ما يتم إطلاقها باتجاه بحر العرب أو صحارى إقليم بلوشستان الجنوبي الغربي، وليس باتجاه الحدود مع الهند.
وعلّقت الهند تبادل جميع الرسائل البريدية القادمة من باكستان عبر الطرق الجوية والبرية، وحظرت الاستيراد المباشر وغير المباشر للبضائع من جارتها، كما منعت دخول السفن التي ترفع العلم الباكستاني إلى موانئها، والسفن الهندية من دخول موانئ إسلام أباد.
7 مايو
أطلقت الهند صواريخ على باكستان، التي وصفت الضربات بأنها “عمل حربي”، وتعهدت بالانتقام لمن قُتلوا في الهجوم الذي وقع قبيل الفجر.
وأودت الصواريخ بحياة 31 شخصاً، بينهم نساء وأطفال، في الجزء الخاضع لسيطرة باكستان من كشمير وإقليم البنجاب.
وقالت وزارة الدفاع الهندية إن الضربات استهدفت ما لا يقل عن 9 مواقع “كان يتم التخطيط فيها لشن هجمات إرهابية ضد الهند”.
وزعمت باكستان أنها أسقطت عدة طائرات مقاتلة هندية.
8 مايو
أطلقت الهند طائرات مُسيّرة هجومية داخل باكستان، مما أسفر عن سقوط مدنيين اثنين على الأقل، بحسب الجيش الباكستاني، وفي المقابل، اتهمت نيودلهي جارتها بمحاولة تنفيذ هجوم، وأقرت بأنها استهدفت نظام الدفاع الجوي لخصمها اللدود.
وأجلت الهند آلاف الأشخاص من القرى القريبة من الحدود شديدة التسليح في منطقة كشمير، واستمر تعليق الرحلات الجوية في أكثر من 20 مطاراً في المناطق الشمالية والغربية من البلاد.
وأعلنت حكومة إقليم البنجاب الباكستاني الإغلاق الفوري لجميع المدارس والمؤسسات التعليمية الأخرى.
9 مايو
وعلّقت الهند أكبر بطولة محلية للكريكت لمدة أسبوع، إثر تصاعد التوترات العسكرية مع باكستان، وقالت الأخيرة في البداية إنها ستنقل بطولتها المحلية T20 إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بسبب الأزمة، لكنها قررت لاحقاً تأجيل المباريات فقط.
وأغلقت عدة ولايات هندية شمالية وغربية المدارس والمؤسسات التعليمية الأخرى أيضاً.
وقال نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس، إن اندلاع حرب بين الهند وباكستان “ليس من شأننا”.
وصرَّح الجيش الهندي بأنه تم رصد طائرات مُسيّرة في 26 موقعاً بمناطق متعددة من الولايات الهندية المتاخمة لباكستان والجزء الخاضع لسيطرة نيودلهي في كشمير، بما في ذلك مدينة سريناجار، مضيفاً أنه تم تعقب الطائرات المُسيّرة والتعامل معها.
ودعت مجموعة الدول السبع (G7) كلا من الهند وباكستان إلى “أقصى درجات ضبط النفس”، محذرة من أن أي تصعيد عسكري إضافي سيشكل تهديداً خطيراً للاستقرار الإقليمي.
10 مايو
قالت باكستان إن الهند أطلقت صواريخ على قواعد جوية داخل أراضيها، وإن ضربات انتقامية جارية.
واستهدفت الصواريخ الهندية قاعدة “نور خان” الجوية في مدينة روالبندي، بالقرب من العاصمة إسلام آباد، وقاعدة “مريد” الجوية في مدينة تشاكوال، وقاعدة “رفيقي” الجوية بإقليم البنجاب الشرقي، بحسب المتحدث باسم الجيش الباكستاني.
في المقابل، أعلنت باكستان أنها أطلقت صواريخ على مواقع عسكرية هندية.
وأفاد سكان الجزء الخاضع للسيطرة الهندية في كشمير بسماع دوي انفجارات قوية في أماكن متعددة في المنطقة، بما في ذلك سريناجار، وجامو، وبلدة أودامبور.
وأبدى كلا البلدين استعدادهما لخفض التصعيد إذا بادر الطرف الآخر بالمثل.
وجاء أول إعلان عن وقف إطلاق النار من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي كتب منشوراً على منصة التواصل الاجتماعي Truth Social، قال فيه إن الهند وباكستان اتفقتا على وقف “كامل وفوري” لإطلاق نار.
وسارع مسؤولون كبار من كلا الجانبين إلى تأكيد الاتفاق، الذي توقعت “أسوشيتد برس” أن يؤدي إلى إنهاء سريع للتصعيد العسكري.