اتهمت شركة أبل الأميركية موظفاً سابقاً في فريق تطوير ساعتها الذكية، إلى جانب شركة أوبو الصينية المصنّعة للهواتف الذكية، بسرقة أسرار تجارية حساسة تتعلق بتقنيات الاستشعار الصحي، وذلك ضمن دعوى قضائية تقدمت بها أمام محكمة اتحادية في مدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا.

وبحسب بلومبرغ، ذكرت أبل في دعواها أن تشن شي، الذي كان يعمل مهندساً معمارياً لنظم الاستشعار ضمن فريق Apple Watch، قام بالوصول بشكل سري إلى مستندات داخلية شديدة الحساسية تتعلق بتقنيات الاستشعار الصحي، وذلك لصالح شركة أوبو، تمهيداً لتطوير جهاز قابل للارتداء يكون منافساً.

وأوضحت الدعوى أن “شي” الذي غادر الشركة في يونيو الماضي، أخفى خططه المستقبلية عن إدارة أبل وزملائه، وادّعى أنه سيعود إلى الصين لرعاية والديه المسنين، بينما كان في الواقع يستعد للانضمام إلى مركز أبحاث تابع لشركة أوبو في وادي السيليكون، ويعمل تحت العلامتين التجاريتين Oppo وInnoPeak.

جمع المعلومات

وذكرت الشركة الأميركية أن موظفها السابق عقد العشرات من الاجتماعات الفردية مع أعضاء الفريق الفني لساعات أبل، في إطار ما وصفته بـ”جمع معلومات عن مشاريع البحث والتطوير الجارية، دون الكشف عن نيته العمل لدى منافس مباشر”، مشيرة إلى أن هذه الاجتماعات كانت تهدف إلى استخلاص أكبر قدر من البيانات والتفاصيل الحساسة.

وفي تصرف وصفته الشركة بـ”المشبوه”، قام شي قبيل مغادرته بثلاثة أيام، وفي ساعة متأخرة من الليل، بتحميل 63 مستنداً من مجلد محمي على خدمة Box السحابية، ثم نقلها إلى وحدة تخزين USB خارجية قبل مغادرته بيوم واحد فقط.

وتضمنت الدعوى تفاصيل رسالة إلكترونية بعث بها شي إلى نائب رئيس قسم الصحة في أوبو، كتب فيها باللغة الصينية: “أقوم بمراجعة مجموعة متنوعة من المواد الداخلية وأجري الكثير من الاجتماعات الفردية لجمع أكبر قدر ممكن من المعلومات… وسأشاركها معكم لاحقاً”. وردّ المسؤول التنفيذي عليه برسالة تتضمن كلمة “تمام” ورمز تعبيري يعبر عن الاستحسان.

ونوّهت أبل بأن “هذه الأدلة تُظهر أن أوبو كانت على علم بأنشطة شي، بل وشاركت في توجيهه وتشجيعه على سرقة هذه المعلومات”، لافتة إلى أن “مثل هذه التصرفات، إن لم يعاقب مرتكبها، ستقوّض التزام أبل المستمر بالابتكار، وستؤدي إلى تقويض القيمة التجارية لأسرارها الصناعية، كما ستمنح المنافسين ميزة غير عادلة في السوق”.

وأوضحت أن “انتهاك شي لاتفاقية السرية والملكية الفكرية التي وقّعها، يشكّل خرقاً صريحاً للقوانين الفيدرالية”، مشيرة إلى أن “القضية المرفوعة تأتي في سياق جهودها المتواصلة لحماية تقنياتها من الاستغلال غير القانوني”.

وتندرج هذه القضية ضمن سلسلة من الدعاوى القضائية التي رفعتها الشركة خلال السنوات الماضية ضد موظفين سابقين وشركات منافسة بتهم تتعلق بسرقة ملكيتها الفكرية، ومن بينها ثلاث قضايا جنائية ضد مهندسين سابقين في مشروع السيارات ذاتية القيادة، الذي تم التخلي عنه لاحقاً، والمتهمين بتسريب معلومات حساسة إلى جهات صينية.

وتخوض أبل منذ عام 2020 نزاعاً قانونياً مطولاً مع شركة Masimo، ومقرها مدينة إيرفاين بولاية كاليفورنيا، بشأن تقنيات الاستشعار المدمجة في الساعات الذكية.

في المقابل، قالت شركة أوبو في بيان ردت به على “بلومبرغ” عن طريق رسالة على منصة WeChat، إنها اطلعت على الاتهامات الموجهة من أبل، وأكدت عدم وجود أي أدلة تثبت أن الموظف تصرف بشكل غير قانوني خلال فترة عمله لدى الشركة.

وأضافت الشركة الصينية: “تحترم أوبو الأسرار التجارية لجميع الشركات، بما في ذلك أبل، ولم تقم بالاستيلاء على أي من أسرارها التجارية. وسنتعاون مع الإجراءات القانونية، ونحن واثقون بأن المسار القضائي العادل سيكشف الحقيقة”.

فارق كبير

وتسبق أبل منافستها الصينية في سوق الساعات الذكية بفارق كبير، فبحسب تقرير صادر عن شركة الأبحاث السوقية Counterpoint Research في مايو الماضي، حافظت الشركة الأميركية على صدارتها لسوق الساعات الذكية العالمية خلال الربع الأول من العام الجاري بحصة سوقية بلغت 20%، على الرغم من تراجع شحناتها السنوية بنسبة 9% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، نتيجة تراجع الإقبال على الإصدارات الجديدة بسبب محدودية التحديثات التقنية، وغياب إصدار Apple Watch Ultra 3.

في المقابل، لم تدخل شركة أوبو ضمن قائمة الشركات الخمس الأولى عالمياً، إلا أن أداءها يأتي في سياق نمو واضح لعدد من العلامات الصينية في السوق، حيث ساهمت شركات مثل هواوي وشاومي وBBK (Imoo) في تعزيز حصة السوق الصينية من الشحنات العالمية إلى 29% خلال الربع الأول من عام 2025، وهي النسبة الأعلى عالمياً، كما سجلت الصين نمواً سنوياً في الشحنات بنسبة 40%، وهو الأعلى أيضاً.

ويعكس هذا التوجه المنافسة المتصاعدة بين شركات التكنولوجيا الأميركية والصينية في سوق الأجهزة القابلة للارتداء، خاصة في ظل التوسع المتزايد في تبني تقنيات تتبع الصحة واللياقة داخل هذه الأجهزة.

شاركها.