أبل تخطط لدمج كاميرا في ساعاتها الذكية

تسعى شركة “أبل” لإحداث قفزة نوعية في أجهزتها القابلة للارتداء من خلال تطوير نسخ جديدة من ساعاتها تتضمن كاميرات، وهو اتجاه يعكس تطوراً متزايداً في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي لفهم البيئة المحيطة بالمستخدمين وتقديم معلومات لحظية بناء على ذلك.
وذكرت “بلومبرغ” أن أبل تدرس حالياً إضافة كاميرات إلى كل من طرازات “سيريز” (Series)، و”ألترا” (Ultra)، مع اختلاف في طريقة دمجها.
ومن المتوقع أن تحتوي سلسلة Series على كاميرا مدمجة داخل الشاشة، مشابهة للكاميرا الأمامية في هواتف آيفون، بينما سيتم وضع الكاميرا في طراز Ultra على جانب الساعة بالقرب من التاج الرقمي (Digital Crown) والزر الجانبي، مما يتيح للمستخدم توجيه معصمه مباشرة لمسح العناصر المختلفة.
وعلى الرغم من أن هذه الطرازات لا تزال على بُعد أجيال من الوصول إلى الأسواق، فإنها تُمثّل جزءاً مهماً من خطة أبل المستقبلية لدمج الذكاء الاصطناعي في منتجاتها بشكل أكثر تكاملاً.
كما أنها خطوة مشابهة لما تعمل عليه الشركة فيما يخص الجيل القادم من سماعات “آيربودز” (AirPods) المزودة بكاميرات.
استراتيجية مدروسة
لم تأت هذه الفكرة من فراغ، فخطط أبل نحو إدخال الكاميرات في أجهزتها القابلة للارتداء تعود إلى ميزة الذكاء البصري (Visual Intelligence) التي بدأت في الظهور على هواتف آيفون.
بدأت أبل هذه الرحلة مع إطلاق آيفون 16 العام الماضي، عندما قدمت ميزة الذكاء البصري، التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لمساعدة المستخدمين في تحليل وفهم ما يحيط بهم.
وتعمل الميزة من خلال واجهة التحكم بالكاميرا (Camera Control)، حيث يمكن للمستخدم التقاط صورة لأي شيء وتحليلها عبر ChatGPT أو Google.
كما توفر القدرة على ترجمة النصوص، وتلخيص المحتوى، والتعرف على المعالم، والأشياء، والحيوانات.
ولكن لا تزال الميزة محدودة الانتشار، نظراً لكونها حصرية على آيفون 16، لكن مع التحديث القادم iOS 18.4 الشهر المقبل، ستصبح متاحة على آيفون 15 برو، كما يمكن تشغيلها من خلال مركز التحكم (Control Center) وزر الإجراء (Action Button)، ما يعني انتشارها على نطاق أوسع.
لكن أبل لا تكتفي بهذه الخطوة، إذ تخطط للاستغناء عن نماذج الذكاء الاصطناعي من OpenAI وGoogle، وتطوير نماذج ذكاء اصطناعي خاصة بها بحلول عام 2027، ما يمنحها استقلالية أكبر في تقديم الخدمات الذكية داخل أجهزتها.
تحول جذري
تأتي هذه التطورات في ساعات أبل وهواتف آيفون في ظل الطفرة الكبيرة التي يشهدها قطاع الأجهزة الذكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، حيث أصبحت هذه التقنيات عنصراً رئيسياً في تحسين تجربة المستخدمين وتقديم حلول متقدمة تعزز سهولة التعامل مع التكنولوجيا.
تتبنى أبل نهجاً يعتمد على تطوير ميزات الذكاء الاصطناعي تدريجياً داخل أجهزتها الحالية، بدلاً من اختراع أجهزة جديدة تماماً مثل Humane Ai Pin، الذي لم يحقق نجاحاً كبيراً.
وتكمن الفكرة في أن يتكيف المستخدمون مع التقنيات الجديدة داخل أجهزتهم الحالية، قبل أن تتوسع لتشمل منتجات أخرى، مثل ساعات أبل وسماعات AirPods المزودة بكاميرات.
لكن لضمان نجاح هذا الانتقال، تحتاج أبل إلى ترقية قدراتها في الذكاء الاصطناعي بشكل كبير، وهو ما تسعى لتحقيقه بحلول عام 2027، الموعد المتوقع لطرح ساعات أبل وسماعات AirPods المزودة بكاميرات.