وسط تراجع في الإقبال وتحديات تنافسية، تستعد شركة أبل لإطلاق أول ترقية على نظارتها للواقع المختلط Vision Pro في وقت لاحق من العام الجاري، في خطوة تهدف إلى تحسين الأداء والراحة، في ظل بطء اعتماد المستخدمين على الجهاز الذي أطلقته الشركة بسعر 3499 دولاراً، ولم يحقق النجاح المتوقع منذ طرحه في فبراير من العام الماضي.

وبحسب “بلومبرغ”، فإن التحديث المرتقب سيشمل معالجاً جديداً من نوع M4، وهو نفس المعالج المستخدم حالياً في أحدث طرازات iPad Pro، وMacBook Pro، وiMac، ما يمثّل نقلة نوعية مقارنةً بشريحة M2 الموجودة في النسخة الحالية من Vision Pro، والتي أصبحت تبدو قديمة بعض الشيء بعد استخدامها لأول مرة قبل 3 سنوات في جهاز MacBook Air.

وسيتم أيضاً إدخال تحسينات على وحدة المعالجة العصبية في الجهاز، وهي الجزء المسؤول عن تنفيذ مهام الذكاء الاصطناعي، إذ تختبر أبل نماذج جديدة تحتوي على عدد أكبر من الأنوية، ما يعزز من قدرة الجهاز على التعامل مع تطبيقات الواقع الافتراضي والمعزز بشكل أكثر سلاسة، لا سيما في البيئات الافتراضية المعقدة.

ومن بين التعديلات التي تستهدف راحة المستخدم، تعمل الشركة على تطوير أحزمة جديدة لارتداء النظارة، بحيث تقلل من الضغط على الرأس والرقبة، وهي واحدة من أبرز الشكاوى التي واجهها المستخدمون خلال الفترة الماضية، نظراً لوزن الجهاز الثقيل.

النسخة الحالية من Vision Pro تتوفر بخيارين من الأحزمة: أحدهما يلتف خلف الرأس، والآخر يمر فوقها، لكن العديد من المستخدمين لم يجدوا في أي منهما راحة كافية.

ورغم ما حمله إطلاق Vision Pro من وعود بدخول أبل عصر “الحوسبة الاتجاهية”، إلا أن الواقع أظهر تحديات كبيرة واجهت المنتج، أبرزها عدم وجود تطبيقات حصرية كافية ومقنعة تدفع المستخدمين لاقتنائه، إضافة إلى ارتفاع سعره وثقل وزنه، ما جعله بعيداً عن التجربة الناجحة التي حظيت بها هواتف آيفون، أو أجهزة iPad، وساعات Apple Watch، وكنتيجة لذلك، اقتصرت المبيعات على مئات الآلاف من الوحدات.

نسخة جديدة من Vision Pro

وفي سياق موازٍ، تعمل أبل على تطوير نسخة جديدة من Vision Pro تُخطط لإطلاقها عام 2027، ستركز بشكل أساسي على تقليل الوزن بشكل كبير، لتوفير تجربة استخدام أكثر راحة، إلا أن المصادر أوضحت أن هذه الخطط لا تزال عرضة للتغيير، وقد يتبدل توقيت الطرح أو تفاصيل الجهاز في أي وقت.

كما تعمل الشركة على تصميم جهاز مرتبط سلكياً، موجه للمؤسسات، يهدف إلى تقليل زمن التأخير، وكانت قد طوّرت سابقاً نظارات ذكية تعمل بالاتصال مع أجهزة Mac كبديل افتراضي للشاشات، ضمن مشروع داخلي حمل الاسم الرمزي N107 إلا أن العمل على هذا المشروع توقف قبل عدة أشهر.

من جهة أخرى، تسعى أبل لمواكبة المنافسة المتسارعة في سوق النظارات الذكية، إذ تطوّر حالياً جهازاً يمكن ارتداؤه ويعمل بالأوامر الصوتية لتسجيل الفيديو وإجراء المكالمات والبحث عن المعلومات، ومن المتوقع أن يُكشف عنه بحلول نهاية عام 2026، ويُعد هذا الجهاز محاولة من الشركة لمجاراة النجاح الذي حققته نظارات ميتا غير المعززة بالواقع الافتراضي.

ورغم أن أبل لا تزال ملتزمة بتطوير نظارات واقع معزز حقيقية تتيح عرض المعلومات والبيانات مباشرة على الواقع الحقيقي من خلال عدسات شفافة دون الاعتماد على الكاميرات، فإن هذا التوجه لا يزال يواجه تحديات تقنية كبيرة، وقد لا يرى النور قبل نهاية العقد الحالي.

وتشير التقارير إلى أن الرئيس التنفيذي للشركة، تيم كوك، يولي هذا المجال اهتماماً خاصاً، ويضعه ضمن أولويات استراتيجية الشركة المستقبلية.

نظام التشغيل VisionOS 26

وفي الوقت الذي تتقدّم فيه ميتا بسرعة، سواء من خلال تقديمها لنظارات Ray-Ban الذكية أو نسخ رياضية تحمل علامة Oakley التجارية، وتستعد لإطلاق أول نظارة ذكية بشاشة عرض مدمجة قبل نهاية عام 2025، تستعد شركة سامسونج أيضاً لطرح جهاز جديد بالتعاون مع جوجل تحت الاسم الرمزي Moohan، سيعمل بطريقة مشابهة لـ Vision Pro، لكنه سيكون أقل تكلفة وأخف وزناً.

وفي سياق داخلي، أجرت أبل مؤخراً تغييرات في الهيكل التنظيمي لفريق Vision Pro، إذ غادر المسؤول الأول عن المشروع، مايك روكويل، للتركيز على تطوير مساعد Siri ونظام تشغيل النظارة، كما تم تفكيك الفريق الموحد الذي كان يتولى تطوير العتاد والبرمجيات، ودمج أفراده ضمن فرق تطوير أخرى.

وبينما تستعد أبل لإطلاق نظام التشغيل VisionOS 26 خلال العام الحالي، والذي سيتضمن عناصر تحكم جديدة مثل الويدجت (Widget) الافتراضية وإمكانية التصفح بحركة العين، تأمل الشركة أن يشكل التحديث المقبل دفعة تجارية مؤقتة تُبقيها في قلب المنافسة حتى يتم طرح النموذج الأخف والأرخص بعد عامين، والذي يجري تطويره حالياً تحت الاسم الرمزي N100، على أن يكتمل التصميم النهائي له العام المقبل.

شاركها.