قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن الرئيس السوري في المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، اتخذ “موقفًا حازمًا” من الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء، ولم يقدم أي “تنازلات”.

وأفاد خلال تصريحات صحفية على متن طائرة رحلة العودة بعد زيارة إلى قبرص، الأحد 20 من تموز، نقلتها وكالة “الأناضول” التركية اليوم، الاثنين 21 من تموز، أنه سُمح لقوة قوامها 2500 جندي سوري، مجهزة بأسلحة خفيفة بالتوجه إلى السويداء.

وذكر أن الاجتماعات في العاصمة الأردنية عمّان مستمرة منذ يومين، فيما يتواصل زعماء العشائر، والأردنيون، والمبعوث الأمريكي إلى سوريا، توماس براك، مع الجانب التركي.

وكشف أن السويداء محاطة حاليًا من قبل السلطة السورية، وهناك مشكلة في السماح للقوات بالدخول، وأن هناك توافقًا تامًا بين اثنين من الفصائل الدرزية الثلاثة، بينما يعمل الطرف الثالث مع الجانب الإسرائيلي، في إشارة إلى الرئيس الروحي للطائفة الدرزية، حكمت الهجري.

وقال إن الجناح الثالث “لا يتوقف عن إثارة الفوضى، ولهذا السبب تستمر الاشتباكات من حين لآخر”، ولا تستطيع الشرطة ولا الجيش دخول المدينة، كونه يتمركز في المحيط.

وأكد أن جميع الأطراف المشاركة في اجتماعات عمّان وافقت طوعًا على الالتزام بوقف إطلاق النار، باستثناء ذلك “الجناح الدرزي”، الذي يعمل مع إسرائيل.

“إسرائيل تواصل استفزازاتها، ولا تريد الاستقرار في المنطقة، وتعتقد أنه ليس من مصلحتها أن تكون سوريا موحدة”، أضاف أردوغان، مشددًا على ضرورة الإيضاح للعالم أجمع أن “إسرائيل تعمل على عرقلة مشروع الاستقرار في سوريا”.

وأكد الرئيس أردوغان أن إسرائيل تسعى باستمرار إلى إشعال المنطقة كلها.

وجدد أردوغان أن تركيا لن تترك الرئيس الشرع وحده، و”لا تنريد لسوريا أن تجزأ”، لافتًا إلى أن تعافي سوريا سيكون إيجابيًا بالنسبة لتركيا، لأن انتعاش سوريا سيؤثر أيضًا على علاقاتها مع تركيا بشكل إيجابي.

وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، يجري محادثات متواصلة مع براك، ووزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني.

وبالمثل، يتناقش رئيس جهاز الاستخبارات، إبراهيم كالن، ووزير الدفاع التركي، يشار غولر، مع نظرائهما بسوريا، بحسب ما أوضحه أردوغان.

وأشار إلى الديناميكيات المعقدة داخل الفصائل السورية، بما في ذلك “الدروز والاستفزازات الإسرائيلية”، مشددًا على أهمية منع زعزعة الاستقرار في سوريا.

وأعرب عن التزام تركيا بدعم وحدة الأراضي السورية، وتسهيل العودة الطوعية للاجئين السوريين.

رفض للهجمات الإسرائيلية

بحث أردوغان ونظيره الشرع التطورات في سوريا عقب الهجمات الإسرائيلية، في 17 من تموز، مؤكدًا حينها أن هجمات إسرائيل على سوريا لا يمكن قبولها وأنها تشكل تهديدًا للمنطقة بأسرها.

وشدد على أن تركيا ستواصل دعم الشعب السوري “كما فعلت حتى الآن”.

من جانبه، أعرب الشرع عن شكره لأردوغان إزاء دعمه لصون وحدة سوريا السياسية، وضمان وحدة ترابها، والحفاظ على سيادتها.

وكان سلاح الجو الإسرائيلي شن غارة قرب القصر الرئاسي بدمشق، في 16 من تموز، بعد أن استهدف مبنى الأركان العامة في العاصمة، ما أدى إلى تدميره جزئيًا.

إسرائيل تبرر

قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إن “الهجمات الإسرائيلية على أهداف للحكومة السورية في السويداء ودمشق كانت السبيل الوحيد “لوقف مذبحة الدروز في سوريا”.

ووصف كاتس على حسابه في “إكس” اليوم، الاثنين 21 من تموز، سياسة الحكومة الإسرائيلية في سوريا، بما في ذلك وجود الجيش الإسرائيلي على جبل الشيخ وفي المنطقة الأمنية وحماية الدروز، بـ”الصحيحة والمسؤولة وتعكس القوة والضمانة المتبادلة”، حسب تعبيره.

وأضاف أن “الذين ينتقدون الهجمات لا يعرفون الحقائق”.

الأحداث في السويداء

بدأت التوترات في السويداء بين 12 و13 من تموز الحالي، بعد اختطاف وسرقة شاب على طريق دمشق– السويداء، وسرعان ما ردت عائلة الشاب بخطف متبادل، ما أدى إلى اشتباكات مسلحة محلية في حي المقوس شرقي المدينة.

وتصاعدت المواجهات بسرعة، لتصبح بين فصائل محلية من الدروز وعشائر بدوية من الريف، وأطلق الطرفان عمليات قتل وخطف في مناطق متفرقة.

ومع دخول قوات وزارتي الدفاع والداخلية، ثم انسحابها بعد ضربات جوية إسرائيلية، تحولت السويداء إلى ساحة نزاع مركّب، إقليمي ومحلي، وسط تضارب في الأجندات، وعجز الفاعلين المحليين عن كبح الانهيار.

ووثّقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” مقتل ما لا يقل عن 558 شخصًا وإصابة أكثر من 783 آخرين، بجروح متفاوتة الخطورة، في محافظة السويداء جنوبي سوريا، بين 13 و21 من تموز الحالي.

المصدر: عنب بلدي

شاركها.