قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن بلاده ودمشق لن تتسامحا مع أي محاولات تهدف إلى إثارة الفوضى على الأراضي السورية، مؤكدًا أن القوى التي تستثمر في الفوضى “ستخسر هذه المرة”، بينما سينتصر الشعب السوري بمكوناته كافة من عرب وكرد وتركمان وعلويين وسنة ومسيحيين.
وأضاف أردوغان، خلال لقائه الصحفيين في طريق عودته من زيارة إلى الصين، اليوم الثلاثاء 2 من أيلول، حيث شارك في قمة “منظمة شنغهاي للتعاون”، أن “تركيا تريد لسوريا أن تنعم بالسلام والرخاء الدائمين، مع الحفاظ على وحدتها وتماسكها”، مشيرًا إلى أن الأحداث الأخيرة أثبتت أن أي اضطراب في سوريا ينعكس بشكل مباشر على تركيا.
وشدد الرئيس التركي على أن “أنقرة لن تتخلى عن سوريا”، مضيفًا أن من يحاول تقويض مسار إعادة بنائها “سيدفع الثمن”.
وتحدث أردوغان عن الأخوة بين شعوب المنطقة، ومنهم الأكراد قائلًا: “الأكراد هم إخوتنا وأخواتنا أينما وجدوا، ولا أحد يستطيع أن يفرق بيننا. لا أحد يمكن أن ينصب كمينًا لأخوتنا الأبدية. وكما لا يمكن فصل اللحم عن العظم، لا يمكن فصل أخوتنا”.
وتابع: “بالحكمة والبصيرة يمكن حل كل مشكلة، لكن في غياب النوايا الحسنة تتحول أبسط القضايا إلى عقد معقدة”، مضيفًا أن بلاده ستواصل دعم استقرار سوريا والعمل من أجل ترسيخ السلام.
وكان الرئيس التركي قال في كلمة له، الاثنين 1 من أيلول، خلال الجلسة الموسعة لقمة مجلس رؤساء دول منظمة شنغهاي للتعاون بمدينة تيانجين الصينية، إن “الأبواب فُتحت أمام مرحلة جديدة في سوريا، تتيح فرصًا تاريخية لإرساء السلام والاستقرار الإقليمي الدائم”.
وكرر دعم تركيا لنهوض سوريا مع الحفاظ على وحدة أراضيها ووحدتها السياسية، بما “يصُب في مصلحة المنطقة بأسرها”.
كما شدد على أن أنقرة ستواصل الوقوف في وجه أي محاولة تهدد أمن وسلامة الأراضي السورية.
تعاون تركي – سوري
تسارعت خطوات التقارب بين سوريا وتركيا بعد سقوط النظام السابق في دمشق، لتأخذ العلاقات الثنائية منحى جديدًا يقوم على التعاون السياسي والعسكري والاقتصادي.
وشهدت أنقرة توقيع اتفاقية تعاون عسكري بين وزارتي الدفاع في البلدين، في 13 من آب الماضي، تشمل برامج تدريبية مشتركة ومساعدات فنية، إلى جانب دورات متخصصة في مكافحة الإرهاب والدفاع السيبراني والهندسة العسكرية.
ووصفت وزارة الدفاع السورية الاتفاقية بأنها خطوة لتطوير الجيش السوري وفق معايير دولية، بما يحد من الفوضى التي تسببت بها الفصائل المسلحة خلال السنوات الماضية.
واقتصاديًا، أكد وزير التجارة التركي، عمر بولات، خلال زيارته دمشق في 16 من نيسان الماضي، أن أنقرة تتطلع إلى إقامة تكامل اقتصادي مع سوريا على غرار النماذج الإقليمية الكبرى، مشيرًا إلى أن العلاقات التاريخية بين البلدين ستشكل أساسًا لبناء شراكات استثمارية وتجارية واسعة.
وأوضح أن رجال الأعمال السوريين الذين عاشوا في تركيا خلال الحرب اكتسبوا خبرات يمكن توظيفها في إعادة إعمار سوريا.
التعاون امتد إلى قطاع الطاقة، إذ أعلن وزير الطاقة التركي، ألب أرسلان بيرقدار، بدء تدفق الغاز الطبيعي الأذربيجاني إلى سوريا عبر تركيا، في 2 من آب الماضي، في إطار المرحلة الثانية من الدعم القطري لقطاع الطاقة في سوريا.
مرتبط
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
المصدر: عنب بلدي