أردوغان يسعى للقاء ترمب في البيت الأبيض أبريل المقبل

قال مسؤولون أتراك، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يعمل لترتيب لقاء مع نظيره الأميركي دونالد ترمب في البيت الأبيض نهاية أبريل المقبل، حسبما أفادت “بلومبرغ”.
وأوضح المسؤولون أن أردوغان يرى أن تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين أنقرة وواشنطن أمر بالغ الأهمية لاستقرار المنطقة، حيث تتطلع تركيا إلى أن تصبح وسيطاً قوياً بارزاً في قضايا عدة من أوكرانيا إلى سوريا.
ولفت المسؤولون إلى أن دور تركيا كركيزة أساسية لحلف شمال الأطلسي “الناتو” يكتسب أهمية خاصة، في وقت تراجع فيه الولايات المتحدة التزامها تجاه أوروبا.
وتوترت العلاقات الأميركية- التركية، بسبب شراء أنقرة لنظام دفاع صاروخي روسي، ودعم واشنطن لميليشيا كردية سورية تعتبرها تركيا “تهديداً للبلاد”، من بين نزاعات أخرى.
ويعد تسليح الولايات المتحدة وتدريبها للقوات الكردية في سوريا، من النقاط الخلافية الأخرى بين الجانبين، إذ تعتبر تركيا هذه القوات تهديداً لها، نظراً لارتباطها بحزب العمال الكردستاني.
مكالمة ترمب وأردوغان
وحث أردوغان في مكالمة هاتفية أجراها مع ترمب، الأحد، الرئيس الأميركي، على رفع العقوبات المفروضة خلال ولايته الأولى على الصناعات الدفاعية التركية نتيجة الشراء الروسي، كما طالب بإنهاء استبعاد تركيا من تطوير طائرات F-35 وإتمام بيع مقاتلات F-16 الجديدة.
وجاء في بيان صادر عن مكتب أردوغان: “ستعزز تركيا والولايات المتحدة، بصفتهما حليفين، تعاونهما في العصر الجديد بتضامن. تستدعي التطورات الإقليمية والعالمية تكثيف المشاورات بين تركيا والولايات المتحدة في جميع المجالات”.
ويأتي تواصل أردوغان مع الولايات المتحدة في وقت يسعى فيه إلى توثيق التعاون الدفاعي والاقتصادي مع الاتحاد الأوروبي مقابل الأمن، وأيضاً في وقت تبحث فيه القارة عن سبل لتقليل الاعتماد على واشنطن.
وقد يشمل ذلك انضمام قوات تركية إلى مهمة حفظ سلام مستقبلية في أوكرانيا، فيما تستمر فيه المحادثات الدولية بشأن اتفاق سلام محتمل بين موسكو وكييف.
وتستغل تركيا دورها التقليدي الممتد بين الشرق والغرب، حيث تمنحها عضويتها في حلف الناتو مصداقية في كل من أوروبا والشرق الأوسط.
وقد أنشأت تركيا آلية عمليات مشتركة لمنع عودة ظهور تنظيم “داعش”، وهو مصدر قلق رئيسي للولايات المتحدة، إلى جانب سوريا ولبنان والأردن والعراق في وقت سابق من الشهر الجاري.
شراء مقاتلات F-16
وأفادت مصادر مطلعة، بأن طلبات تركيا المستمرة لشراء طائرات مقاتلات جديدة من طراز F-16، والإنتاج المشترك لمحركات الطائرات الحربية، تتصدر جدول أعمال أردوغان.
وتسعى تركيا منذ عام 2021 لشراء 40 طائرة جديدة من طراز F-16 من شركة “لوكهيد مارتن” لتحديث أسطولها القتالي.
وتأمل أنقرة في تطوير طائراتها الخاصة في نهاية المطاف، لكن إحالة طائراتها من طراز F-4 إلى التقاعد أمرٌ مُتأخر، ويرى الجيش أن تحديث طائراته من طراز F-16 هو إجراء مؤقت.
وستساعد طائرات F-16 تركيا على الخروج من مأزقها، بعد أن منعتها الولايات المتحدة من شراء مقاتلة “لوكهيد مارتن” الأكثر تطوراً، وهي F-35، رداً على قرار تركيا شراء صواريخ S-400 الروسية.
وإذا رفع ترمب العقوبات الدفاعية المفروضة على تركيا، فسيُطلب منه مطالبة الكونجرس بالتنازل عن تشريع يقطع فعلياً، أعلى وكالة مشتريات دفاعية في تركيا، عن المؤسسات المالية والمعدات العسكرية والتكنولوجيا الأميركية.
ومن شأن ذلك أن يسمح لتركيا بشراء طائرات الجيل الخامس من طراز F-35، وضمان قدرة جيشها على العمل بشكل متزامن مع أعضاء آخرين في الناتو، وتعزيز الردع في جناحها الجنوبي الشرقي.