اخر الاخبار

أزمة الكهرباء تثقل سكان حلب مجدداً مع تهالك البنية التحتية

عادت معاناة أهالي حلب، المحافظة الواقعة شمال سوريا، مع الكهرباء للظهور مجدداً، بعد أسابيع قليلة من انتظامها وعدم انقطاعها لساعات طويلة.

وتم تزويد معظم أحياء مدينة حلب بالكهرباء لساعات تفوق فترات التقنين القديمة، فيما توفرت في بعض الأماكن على مدار الساعة، وذلك عقب سيطرة فصائل المعارضة على حلب في 30 نوفمبر الماضي.

لكن تقنين الاستخدام عاد إلى جميع الأحياء بنسب متفاوتة، ليسترجع الأهالي ذكريات الوضع السابق عندما كانت الكهرباء تصل إلى المنازل والمحال التجارية ساعتين أو ثلاث ساعات فقط في اليوم الواحد خلال فترة حكم نظام الرئيس السابق بشار الأسد.

وأمام الإدارة السورية الجديدة مهمة شاقة لإجراء الصيانة اللازمة لمحولات شبكة الطاقة المتهالكة في حلب، وضمان عدم انقطاع الكهرباء لساعات طويلة.

“صعوبة الوضع”

وأقرّ مدير عام شركة “كهرباء حلب” محمود الأحمد في حديث لـ”الشرق” بـ”صعوبة الوضع”، لكنه أشار إلى “وجود خطة خلال الأشهر القليلة القادمة لإصلاح الأمور، رغم نقص الإمكانيات المتاحة، وعدم وجود العمالة الكافية لتغطية جميع المواقع”.

وقال: “عملنا بداية على استلام المحطات الكهربائية، والعمل على الحفاظ عليها من التخريب، وحاولنا إعادة جميع العاملين إلى عملهم لاستمرار عجلة الإصلاح، وقمنا بجميع إجراءات صيانة الخطوط الكهربائية المتضررة”.

وأضاف: “حالياً نعمل بخطة طوارئ، ووضعنا خطة لتحسين الواقع الحالي خلال مدة 3 أشهر ضمن الإمكانيات الموجودة، إضافة إلى أننا نقوم بوضع خطط استراتيجية خلال هذا العام للنهوض بالواقع الكهربائي في المحافظة”.

وتابع: “صراحة الواقع صعب جداً، أكثر من نصف المحافظة لا يوجد فيها كهرباء، الريف الشمالي، الغربي، الجنوبي، قرى عديدة لا يوجد فيها كهرباء، كما أن الأحياء الشرقية لمدينة حلب، من بعد سيطرة النظام السابق عليها في عام 2017 لم يقم بأي إصلاحات فيها أبداً، وهناك أحياء لا يوجد فيها أي منظومة كهربائية، والناس تعاني من انعدام الكهرباء”.

“بنية تحتية منهارة”

وذكرت الإدارة المركزية للكهرباء في حلب أن 70% من الأحياء الشرقية للمدينة تشكو من بنية تحتية منهارة، وسط محاولات حثيثة لصيانة الأعطال على مدار الساعة، رغم النقص الواضح في العاملين.

وكان عدد العاملين في شركة “كهرباء حلب” يبلغ نحو 6 آلاف، لكنه تقلص الآن إلى حوالي 1500 فقط بعد سقوط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر الماضي، وهو عدد لا يكفي لتغطية جميع أنحاء المدينة وريفها.

وقال مدير عام “كهرباء حلب” الأحمد: “صراحة عدد ساعات التغذية الكهربائية، يعتمد على كمية الطاقة المولدة من محطات التوليد الموجودة في جميع محافظات سوريا”، مشيراً إلى أن “كل محطة تولد كمية معينة من الكهرباء، حسب كمية الوقود أو الغاز المتوفرة، ثم يتم رفع هذه الكميات إلى الشبكة العامة”.

وأضاف: “حالياً توليد الطاقة الكهربائية في سوريا حوالي 1200 أو 1300 ميجاواط، إذ يعمل مركز التنسيق الرئيسي في دمشق على توزيع الكمية المولدة على كافة المحافظات بالتساوي، بحيث تكون ساعة التقنين موحدة في جميع المحافظات”.

وكانت قدرة الكهرباء في سوريا تبلغ نحو 9 آلاف ميجاواط في عام 2012، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، وخلال سنوات الصراع السوري على مدار 13 عاماً دُمرت 15 من أصل 39 محطة للكهرباء بالكامل، وتضررت 10 محطات جزئياً، في حين تم تعطيل أكثر من نصف البنية التحتية للكهرباء وخطوط النقل في البلاد. 

وتقدر الأضرار التي لحقت بقطاع الكهرباء السوري بنحو 40 مليار دولار من التكاليف المباشرة، و80 مليار دولار من التكاليف غير المباشرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *