قال نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأسترالي ريتشارد مارلز إن الحكومة الفيدرالية تعارض استمرار ملكية الصين لميناء داروين، نافياً تعرض بلاده لضغوط من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإيجاد مشترٍ جديد للميناء، الذي يخضع لتدقيق متزايد.

وأضاف مارلز، في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ على هامش حوار شانجريلا في سنغافورة، السبت: “لا نرى أن من المناسب أن تكون هذه البنية التحتية في أيدي كيان مملوك علناً للحكومة الصينية”، وأضاف: “نعمل على التوصل إلى حل أفضل بشأن هيكل ملكية الميناء”.

وقال مارلز، متحدثاً عن منشأة داروين الواقعة على الساحل الشمالي لأستراليا: “كنا قلقين بشأن تلك الملكية منذ اللحظة التي وصلنا فيها إلى الحكم”.

في المقابل، وجه السفير الصيني لدى أستراليا شياو تشيان تحذيراً إلى كانبيرا داعياً إياها إلى توخي الحذر في قراراتها المتعلقة بعقد إيجار ميناء داروين، مؤكداً أن شركة لاندبريدج قامت بـ”استثمارات كبيرة” في المنشأة. 

وكان رئيس الوزراء أنطوني ألبانيز تعهّد، قبيل الانتخابات التي جرت في وقت سابق من مايو الجاري، بإعادة ميناء داروين إلى السيطرة الأسترالية من شركة لاندبريدج الصينية، التي منحتها حكومة الإقليم الشمالي عقد إيجار لمدة 99 عاماً في عام 2015، في خطوة أثارت انتقادات مجموعة من السياسيين في أستراليا والولايات المتحدة، التي تستخدم منشأة تدريب عسكري قريبة من الموقع. 

يشار إلى أن الصين هي الشريك التجاري الأكبر لأستراليا بفارق كبير، وكانت قد عبّرت سابقاً عن غضبها من الضغوط التي مارستها إدارة ترمب بشأن قناة بنما، مما أدى إلى احتمال بيع تكتل مقره هونج كونج عملياته في ميناءين في بنما، وهي صفقة قالت بكين إنها ستخضع للمراجعة.

الجيش الصيني

وحث وزير الدفاع الأسترالي الصين على مزيد من الشفافية بشأن تحديث جيشها وعمليات الانتشار العسكري في الوقت الذي تستعد فيه دول المحيط الهادئ لوجود صيني أكثر حزماً.

وفي حديثه لرويترز، قال مارلز إنه في حين أن الصين لا تزال شريكاً استراتيجياً مهماً لأستراليا، فإن التواصل بشكل أكثر انفتاحاً بين البلدين هو مفتاح العلاقة “المثمرة”.

وقال: “عندما تنظر إلى النمو في الجيش الصيني الذي حدث دون طمأنة استراتيجية أو شفافية استراتيجية.. فإننا نود أن تكون لدينا شفافية أكبر بشأن ما تسعى الصين إلى فعله، ليس فقط بالنسبة لتعزيزاتها لكن بالنسبة للتدريبات التي تجريها أيضاً”.

وأضاف: “نريد أن تكون لدينا أفضل علاقة مثمرة مع الصين.. ونأمل أن نرى في سياق تلك العلاقة المثمرة شفافية أكبر وتواصلاً أكبر بين بلدينا فيما يتعلق بدفاعنا”.

وفي مقابلة منفصلة مع هيئة الإذاعة الأسترالية، قال مارلز إن وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث حث أستراليا على زيادة إنفاقها العسكري “بطريقة محترمة وتصون الكرامة” خلال اجتماع على هامش حوار شانجريلا.

وعند سؤاله عما إذا كانت الولايات المتحدة لا تزال شريكاً موثوقاً، أكد مارلز قوة العلاقات معها، مع التشديد أيضاً على أهمية الشراكات مع دول أخرى. وقال: “نعمل عن كثب مع الولايات المتحدة، ونواصل هذا التعاون في ظل إدارة ترمب”، مضيفاً: “لكننا نُعنى أيضاً ببناء علاقات تتجاوز الولايات المتحدة”. 

وكرر مارلز انتقاداته إلى بكين بسبب توسّعها العسكري، وقال: “الصين تقوم بأكبر حشد عسكري تقليدي يشهده العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ويجري ذلك من دون شفافية استراتيجية أو تطمينات استراتيجية”.

وأضاف: “وفي هذا السياق بالتحديد، نعمل على تعزيز قدراتنا الدفاعية بشكل غير مسبوق”، لكنه في كلمته التي ألقاها، السبت، في حوار شانجريلا، حذر مارلز أيضاً من تقسيم منطقة المحيطين الهندي والهادئ إلى مناطق نفوذ.

وقال: “تقسيم منطقة الهندي والهادئ إلى كتل جيوسياسية واقتصادية لن يجعلنا أكثر فقراً فحسب، بل سيجعلنا أيضا أكثر عرضة للصراع”، وأضاف: “التجارة هي شريان الحياة في منطقة آسيا”.

العلاقات بين الصين وأستراليا

وشهدت العلاقات بين أستراليا والصين تحسناً كبيراً خلال السنوات الثلاث الماضية منذ انتخاب حكومة ألبانيز في مايو 2022، بما في ذلك رفع القيود التجارية التي فرضتها بكين في ذروة التوترات أثناء جائحة كورونا. 

غير أن تطورات حديثة وضعت هذا التحسن موضع اختبار، من بينها قيام البحرية الصينية بإجراء مناورات غير مسبوقة بالذخيرة الحية قبالة الساحل الشرقي المكتظ بالسكان في أستراليا في فبراير.

وعبرت أستراليا ونيوزيلندا عن قلقهما، واشتكت كلتا الدولتين من تأخر الصين في الإخطار بالتدريبات، مما أدى إلى تحويل مسار 49 رحلة جوية تجارية.

وقال مارلز إنه على الرغم من أن التدريبات كانت متوافقة مع القانون الدولي، كان ينبغي على الصين أن تكون أقل إثارة للاضطراب.

وأشار المسؤولون الصينيون إلى أن من المتوقع إجراء المزيد من هذه المناورات لأنها كانت نشاطاً روتينياً للبحرية في المياه الدولية.

ويقول محللو الدفاع إن التدريبات تؤكد على طموح بكين في تطوير أسطول بحري عالمي قادر على استعراض القوة في المنطقة بشكل أكثر تواتراً.

شاركها.