أكد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، أن أستراليا تعارض أي “تحركات أحادية” لتغيير الوضع القائم في مضيق تايوان، وذلك في مستهل زيارته إلى الصين الهادفة للحفاظ على علاقات مستقرة مع الشريك التجاري الأول لبلاده، حسبما نقلت “بلومبرغ”.
وقال ألبانيز في مؤتمر صحافي في شنغهاي الأحد: “من المهم أن نحافظ على موقف ثابت، وهو ما دأبت عليه أستراليا منذ فترة طويلة. نحن لا ندعم أي تحرك أحادي هناك. لدينا موقف واضح، وكنا ثابتين بشأنه”، بحسب تعبيره.
وجاءت تصريحات ألبانيز بعد أن أفادت صحيفة “فاينانشال تايمز” نهاية الأسبوع الماضي، أن وزارة الدفاع الأميركية، تضغط على أستراليا والصين لتوضيح مواقفهما في حال قامت بكين بغزو تايوان.
وتعتبر الصين أن تايوان جزء من أراضيها ولا تستبعد استخدام القوة لإخضاعها لسيطرتها. ويشير حديث ألبانيز عن “الوضع القائم” إلى دعمه للحكم الذاتي الفعلي الحالي لتايوان دون أن يصل إلى حد تأييد الاستقلال الرسمي، في حين يواصل الاعتراف بسياسة “الصين الواحدة”.
كما تُبرز تصريحاته رفض أستراليا لأي خطوة أحادية، خصوصاً بالقوة، لتغيير التوازن القائم بين ضفتي المضيق، وفق “بلومبرغ”.
تزايد السلوك الهجومي الصيني
ودعت الولايات المتحدة دولاً مثل أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية إلى زيادة الإنفاق الدفاعي ودعم جهودها لمواجهة ما تعتبره تصاعداً في “السلوك العدائي” الصيني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
وتُعدّ هذه الدول الثلاث من حلفاء واشنطن أمنياً، لكنها تعتمد بشكل كبير على التجارة مع الصين، ما يدفعها للسير على خط دقيق بين القوتين.
ويقوم ألبانيز بزيارة تستمر ستة أيام إلى الصين لتعزيز العلاقات الاقتصادية. وأطلق الأحد، في شنغهاي حملة ترويجية للسياحة الأسترالية ظهرت فيها الشخصية الرمزية “روبي الكنغر”، كما أجاب على أسئلة بشأن الإنفاق الدفاعي وتايوان.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن أستراليا تعمل على زيادة إنفاقها الدفاعي “بشكل كبير”، في إشارة إلى خطة لاستثمار 57 مليار دولار أسترالي (ما يعادل 37.4 مليار دولار أميركي) على مدى عشر سنوات.
وقال: “هدفنا من الاستثمار في قدراتنا، وأيضاً في علاقاتنا، هو تعزيز السلام والأمن في منطقتنا. هذا هو هدفنا، ولهذا نستثمر في ذلك”.
مناورات عسكرية
وبالتزامن مع زيارته للصين، بدأت أستراليا وبابوا غينيا الجديدة باستضافة مناورات عسكرية متعددة الجنسيات تُعرف باسم “تاليسمان سيبر”، تستمر نحو ثلاثة أسابيع.
وتشمل هذه التدريبات عمليات إنزال برمائي، وعمليات جوية ومناورات بحرية، ويشارك فيها نحو 35 ألف فرد من الولايات المتحدة، وأستراليا، واليابان، وكوريا الجنوبية، وأكثر من 12 دولة شريكة أمنياً.
وقالت القيادة الأميركية في المحيط الهادئ في بيان، إن التدريبات تهدف إلى “إبراز قوة التحالف بين الولايات المتحدة وأستراليا، ومتانة العلاقة العسكرية بين البلدين”.
وعند سؤاله عن هذه التدريبات الاثنين، قال ألبانيز: “هذا ليس أمراً غير معتاد”، مضيفاً: “سأواصل الدفاع عن المصلحة الوطنية لأستراليا، كما أفعل دائماً”.
وفي وقت سابق من هذا العام، وسّع الرئيس الصيني شي جين بينج من وجود بلاده في المحيطين الهندي والهادئ باختبار مواقف الحلفاء الأميركيين من خلال قضايا حساسة، شملت إرسال سفن حربية قبالة السواحل الأسترالية لإجراء تدريبات نارية غير مسبوقة، وتحليق عدد قياسي من البالونات ذات التطبيقات العسكرية المحتملة حول تايوان، وفق “بلومبرغ”.
أما اليابان، فقد واجهت بدورها ضغوطاً جراء زيادة نشاط خفر السواحل والجيش الصيني حول جزر غير مأهولة تسيطر عليها طوكيو في بحر الصين الشرقي.