قاطع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأربعاء، كلمة نظيره الموريتاني محمد ولد الغزواني أثناء اجتماع مع عدد من قادة دول إفريقية، مطالباً إيّاه مع رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو بالإسراع في الحديث، ما أثار هذا السلوك الكثير من الجدل.
وتحدث الغزواني الذي كان يجلس أمام ترمب في كلمته عن موقع بلاده الاستراتيجي، قائلاً إن “لدينا الكثير من الموارد في مياهنا البحرية، لذلك هناك الكثير من فرص الصيد وغيرها، لكنني لا أريد أن أقضي وقتاً طويلاً في هذا الأمر”.
لكن ترمب قال بعد أشار بيده للغزواني بالإسراع في الحديث: “لا يمكننا التوقف كثيراً، علينا المغادرة، لكنني أقدّر ذلك كثيراً، أقدره فعلاً. ربما علينا أن نمضي بسرعة أكبر لأن لدينا جدولاً مزدحماً”.
ثم حوّل ترمب نظره إلى رئيس غينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو، قائلاً: “ربما علينا أن نُسرع قليلاً لأن لدينا جدولاً مزدحماً”.
وأضاف: “لو استطعتُ فقط أن أسألك اسمك وبلدك، لكان ذلك رائعاً”. وأثار سلوك الرئيس الأميركي جواً من الإحراج، مما دفع إمبالو إلى إنهاء كلمته بسرعة كبيرة.
واجتمع ترمب مع قادة دول غرب إفريقيا وهي السنغال وليبيريا وغينيا بيساو وموريتانيا والجابون، في البيت الأبيض ضمن قمة مصغرة مدتها 3 أيام.
لغة الرئيس الليبيري
وعقب ذلك، تحدث الرئيس الليبيري جوزيف بواكاي والذي أشاد ترمب بمهارته القوية في اللغة الإنجليزية. لكن الزعيم الإفريقي تلقى تعليمه في ليبيريا، حيث تُعد الإنجليزية اللغة الرسمية.
وسأل ترمب بواكاي: “إنجليزيتك جيدة جداً، إنها جميلة. أين تعلمت التحدث بهذا الشكل الجميل؟”.
فأخبره بواكاي بمكان تعليمه، مما دفع ترمب للإعراب عن دهشته قائلاً: “هذا مثير للاهتمام، لدي أشخاص على هذه الطاولة لا يتحدثون بهذه الطلاقة”.
تجدر الإشارة إلى أن ليبيريا تأسست عام 1822 على يد جمعية الاستعمار الأميركية، والتي هدفت إلى إعادة توطين “العبيد المحررين” في إفريقيا. وأعلنت البلاد استقلالها عن الجمعية عام 1847، واليوم تُستخدم فيها عدة لغات، لكن الإنجليزية تبقى اللغة الرسمية.
وعبّر العديد من الليبيريين عن استيائهم من تعليق ترمب على لغة بواكاي، في ظل تصريحاته السابقة عن الدول الإفريقية، وفي ضوء الإرث الاستعماري الذي خلفته المؤسسة الأميركية في ليبيريا.
وقال أرشي تامل هاريس، أحد المدافعين الشباب عن حقوق الليبيريين، لشبكة CNN: “شعرت بالإهانة، لأن بلدنا ناطق بالإنجليزية… لا أرى سؤاله كمجاملة، بل أرى أن الرئيس الأميركي وأناساً في الغرب ما زالوا ينظرون للأفارقة كأشخاص يعيشون في قرى وغير متعلمين”.
كما قال دبلوماسي ليبيري، فضّل عدم ذكر اسمه، لـCNN إن التعليق “لم يكن لائقاً”، مضيفاً: “كان به نوع من التعالي على رئيس إفريقي من بلد يتحدث الإنجليزية”.
كما تساءلت السياسية الجنوب إفريقية فيرونيكا مينتي على منصة “إكس” : “ما الذي يمنع بواكاي من الوقوف والمغادرة؟”.