اخر الاخبار

أسطول القاذفات الصينية H-20 يستعد لحمل رؤوس نووية

توقَّع مراقبون أن تصبح القاذفة الشبحية الصينية H-20، منافساً قوياً للقاذفة الأميركية B-21، وأن تؤدي بفضل قدرتها النووية إلى أن تصبح “تهديداً عالمياً”، وفق موقع Warrior Maven.

ولا يُعرف الكثير عن طائرة H-20، ولم تُنشر سوى صور توضيحية قليلة عنها، وبينما تبدو هذه الطائرة خفية للمراقب، يُبدي كبار خبراء الأسلحة في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) قلقهم بشأن قدرة إنتاج سلاح الجو الصيني وحجم أسطوله المتوقع، فيما يتعلق بطائرة H-20.

وأشار التقرير العسكري السنوي لـ”البنتاجون” بشأن الصين باستمرار إلى تهديد طائرة H-20، لافتاً إلى أنه منذ عام 2018 يمكن لمدى طائرة H-20 البالغ 8500 كيلومتر، والمُسلحة بصواريخ CJ-20 ALCMs بمدى 2000 كيلومتر “توسيع نطاق قدرة القاذفات الهجومية بعيدة المدى إلى ما وراء سلسلة الجزر الثانية”، ما يُعرّض مناطق مثل جوام وهاواي والولايات المتحدة للخطر.

إلى جانب مسألة المدى والامتداد العالمي، قد تُشكّل قاذفة H-20 تهديداً نووياً هائلاً، وفقاً لباحثين بارزين في البنتاجون يدرسون الأسلحة الصينية والقدرة الإنتاجية.

وخلال عقد واحد، يُمكن للصين نشر أسطول يضم ما لا يقل عن 50 قاذفة من طراز H-20 قادرة على الهجوم بمئات الرؤوس النووية.

وقال رئيس المفاهيم الاستراتيجية والتحليل والمدير السابق للتهدييدات والتكنولوجيات والمتطلبات المستقبلية لقسم الدفاع الصاروخي في “بوينج”، جيمس هاو، إنه من المفترض أن تكون الطائرة H-20 قادرة على حمل 16 سلاحاً.

وأضاف هاو أنه بحلول عام 2035، لا يوجد سبب يمنع القوات الجوية الصينية من امتلاك 50 قاذفة H-20 على الأقل.

وتُصنّع الصين ما بين 20 و30 قاذفة قنابل من طراز H-6 سنوياً، وتخطط لبناء 150 طائرة ركاب من طراز C-919 سنوياً.

ومع توقُّع أول رحلة لقاذفة H-20 عام 2025، لا يوجد سبب يُذكر لعدم امتلاك الصين 50 قاذفة قنابل أو أكثر من طراز H-20.

وأوضح هاو، أن حمولة قاذفة H-20، وفقاً للتقارير، تتراوح بين 10 و40 طناً، لافتاً إلى أنه للمقارنة، تُقدّر حمولة قاذفة B-2 بنحو 20 طناً.

مضاعفة الرؤوس النووية

ويُقدم نص بحث هاو أحدث وأدق تقديرات المصادر المفتوحة لقدرات الصين في مجال الأسلحة النووية التكتيكية خلال السنوات المقبلة.

ومن أهم نتائج هاو، وفقاً لمعلومات المصادر المفتوحة، أنه من المرجح أن تُضاعف الصين عدد رؤوسها الحربية النووية “الاستراتيجية والتكتيكية” المتاحة لديها ثلاثة أضعاف خلال السنوات العشر المقبلة.

ولفتت وثائق تقرير القوة العسكرية الصينية الصادرة عن وزارة الدفاع الأميركية إلى أن “الصين قد تمتلك ما بين 500 و600 رأس نووي بحلول عام 2024”.

ويرجّح أن يصل عددها إلى 1500 رأس حربي استراتيجي وتكتيكي بحلول عام 2035.

ويرى هاو أن هذا قد يكون تقديراً أقل بكثير، حيث إنه بناء على أعداد الأسلحة الاستراتيجية وقدرة الرؤوس الحربية، يمكن أن تمتلك ما بين 2000 و6 آلاف رأس حربي نووي استراتيجي، وما بين 1500 و2500 رأس حربي تكتيكي بحلول عام 2035.

ونبَّه هاو، الذي بحث في تحديث الأسلحة النووية الروسية والصينية لعقود، إلى أن الجهود السريعة التي تبذلها الصين لتوسيع ترسانتها من الأسلحة النووية لا ينبغي الاستهانة بها.

خصائص القاذفة الصينية 

لا توجد إجابات واضحة بشأن مدى وقدرات القاذفة الصينية H-20، فضلاً عن أن تصميمها الخارجي الشبحي لا يوحي فوراً بأنها تتمتع بمستوى متقدم من الحوسبة والاستشعار والإدارة الحرارية وتكامل الأسلحة بالدرجة التي تمكّن بكين من تحدي واشنطن، وهزيمة الدفاعات الجوية الأميركية، بحسب موقع Warrior Maven.

وبشكل عام، لا يُعرف سوى القليل جداً عن تفاصيل B-21؛ لأسباب أمنية، ومع ذلك يناقشها قادة البنتاجون كمنصة قادرة على العمل كنظام قيادة وتحكم “عقدة سماوية” قادر على استقبال وتحليل ونقل بيانات قتالية حساسة للوقت من الجو عبر المجالات مع التحكم في الطائرات المسيّرة من قمرة القيادة.

ومع ذلك يُعتقد أن B-21 المحمولة جواً الآن تتضمن مستويات متغيرة من تقنية التخفي الجديدة.

وفي حين أن H-20 قد تبدو مشابهة لـ B-2 أو B-21 من حيث التكوين الخارجي بناء على الصور العامة المتاحة، لا يبدو أن هناك إجابة واضحة بشأن المدى الكامل للتهديد.

ومع ذلك، كما أوضح هاو، فإن الاندماج المدني العسكري لسلاح الجو الصيني معروف جيداً بقدرته الإنتاجية عالية السرعة والقدرة على “حشد” هجوم جوي نووي هو أمر يأخذه البنتاجون على محمل الجد.

أسلحة ذات استخدام مزدوج

تتعزز المخاوف بشأن ترسانة الصين النووية التكتيكية المتنامية بسبب الإدراك الواضح بأن ترسانته الحالية من الصواريخ الباليستية والصواريخ الأسرع من الصوت “ذات استخدام مزدوج”، وهذا يعني أنه يمكن تكوينها بسهولة لحمل رأس حربي نووي أو تقليدي.

ويعني هذا أن صاروخ DF-26 الصيني القاتل لحاملات الطائرات، والذي يُقال إنه قادر على قطع مسافة 2000 ميل قبالة الساحل، يُمكن بسهولة تهيئته لحمل أسلحة نووية تكتيكية. 

وفي مراحل زمنية مختلفة، صنفت أجهزة الاستخبارات الأميركية جميع الصواريخ الصينية تقريباً بأنها ذات استخدام مزدوج، فيما تؤكد الصين بشكل قاطع عدم امتلاكها أي أسلحة نووية تكتيكية.

ومع ذلك، طورت واختبرت أسلحة نووية تكتيكية، وأجرت تدريبات ميدانية على تبادل الرؤوس الحربية. ويتسع نطاق التهديد أكثر عند النظر إلى ترسانة الصين المتنامية بسرعة من الأسلحة الأسرع من الصوت. 

وعلى سبيل المثال، يُعرف أن البحرية الصينية تختبر إطلاق صاروخ مضاد للسفن فرط صوتي من طراز YJ-21 يُطلق من السفن.

وتم الاستشهاد بمقطع فيديو لاختبار إطلاق هذا السلاح من المدمرة Type 055 التابعة للبحرية الصينية في عام 2022.

وذكرت صحيفة Global Times، المدعومة من الحكومة الصينية العام الماضي، أن قاذفة H-6K تم نشرها وهي تحمل نسخة جوية من السلاح فرط الصوتي المعروف باسم YJ-21.

ويمكن للقاذفة H-6K حمل مجموعة واسعة من الذخائر بما في ذلك صاروخ الهجوم الأرضي KD-20، والصاروخ المضاد للسفن YJ-12 الأسرع من الصوت، والصاروخ YJ-21 الأسرع من الصوت.

ويُعد صاروخ YJ-12 سلاحاً معروفاً كصاروخ كروز أسرع من الصوت، كما هو الحال مع صاروخ KD-20، إلا أن وجودهما على متن قاذفة H6K قد يشير إلى وجود أنواع جديدة من تقنيات التحكم في إطلاق النار وتوجيه الأسلحة، تهدف إلى تحسين مدى الضربة ودقة تهديد القاذفة للأهداف البرية في  تايوان.

ويبلغ مدى صاروخ YJ-21 الأسرع من الصوت، وهو نسخة جوية من صاروخ YJ-21، ويُسمى KD-21، نحو 1500 كيلومتر، ويُقال إنه “يمكن أن يصل إلى سرعات تصل إلى 6 ماخ، ما يجعل اعتراضه صعباً”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *