أسعار المواشي تنخفض في رأس العين.. ما الأسباب؟
شهدت أسواق المواشي في منطقة رأس العين شمال غربي الحسكة انخفاضًا في أسعار الأغنام بنسبة 70 إلى 80%، بسبب قلة الأمطار، ما أدى إلى تقليص مساحة المراعي الطبيعية.
ومع نقص المراعي، صار مربو المواشي يعتمدون بشكل أكبر على الأعلاف المستوردة مرتفعة التكاليف.
بحسب رصد، ومقارنة بالأسعار مطلع 2024، انخفض سعر الخروف من خمسة ملايين ليرة سورية إلى مليون ونصف، ورأس الماعز من أربعة ملايين إلى 800 ألف ليرة.
أما “النعجة” التي كانت تُباع بسبعة ملايين، فتراجع سعرها إلى مليوني ليرة، وانخفض سعر الخروف الكبير (الكبش) من عشرة ملايين إلى خمسة ملايين.
كذلك، شهدت أسعار الأبقار انخفاضًا من 25 مليونًا إلى 12 مليون ليرة سورية.
قلة مراعٍ واتفاع تكاليف
انخفضت أسعار المواشي إثر ارتفاع تكاليف التربية وقلة المراعي، ما دفع المربين لزيادة العرض في الأسواق لتخفيف الأعباء المالية، في حين بقي الطلب منخفضًا بسبب عدم توفر المراعي الطبيعية.
ووصل سعر طن الشعير إلى 3.5 مليون ليرة سورية، وسعر طن التبن إلى 2.3 مليون ليرة، وطن النخالة إلى مليوني ليرة.
ينقل محمد الحسن (54 عامًا) أغنامه من قرية مختلة غربي رأس العين إلى سوق المواشي في الريف، آملًا في بيعها، ويبقى لساعات طويلة، حتى يبيع واحدة من أصل عشر، بسعر مليون ليرة سورية فقط.
وقال محمد ل، إنه مضطر لبيع ما تبقى من أغنامه، لأنه لم يعد قادرًا على تحمل تكاليف تربيتها المرتفعة، مرجعًا السبب إلى قلة المراعي وارتفاع أسعار الأعلاف.
أما مربي الماشية عرمان السالم (43 عامًا) فيملك 140 رأسًا من الأغنام في أم العصافير شرقي رأس العين، ويحتاج يوميًا إلى 280 كيلوغرامًا من العلف لتغذيتها، ما يشكل عبئًا ماليًا عليه، حسب قوله.
ولتخفيف هذه التكاليف، حاول عرمان بيع جزء من أغنامه، لكن لم يتجاوز سعر الرأس مليون ليرة سورية، وهو مبلغ “زهيد جدًا”.
وذكر أنه اضطر للبحث عن حلول بديلة، حيث استأجر أرضًا زراعية وأنشأ مشروعًا للطاقة الشمسية بتكلفة 40 مليون ليرة سورية، لتوفير المراعي لأغنامه، وعدم اضطراره لبيعها بأسعار منخفضة.
مبيعات “قليلة”
يعمل سومر العايد من بلدة تل حلف سمسارًا في سوق الأغنام بريف رأس العين، وقال ل، إنه كان يبيع مطلع ومنتصف عام 2024 نحو 30 رأسًا يوميًا، ويشتري حوالي 25 رأسًا، محققًا دخلًا جيدًا.
منذ شهرين، تراجعت مبيعات سومر، إذ لم يتجاوز بيع وشراء الأغنام 5 أو 8 رؤوس يوميًا، نتيجة لانخفاض الطلب بشكل ملحوظ.
وذكر أنه اضطر للعمل في مجال آخر لتلبية احتياجات عائلته ومصاريفه، بعد أن أصبحت تجارة الأغنام غير مجدية ماليًا.
وانخفضت أسعار لحوم الأغنام في رأس العين من 150 ألف ليرة سورية للكيلوغرام إلى 65 ألف ليرة، كما انخفض سعر لحم البقر من 185 ألف ليرة إلى 100 ألف ليرة للكيلو، أما لحم الجمال فيقتصر توفره على المربين، إذ لا توجد محال تجارية تبيع لحومه في رأس العين.
وتكبدت الثروة الحيوانية والزراعية في رأس العين خسائر نتيجة الجفاف الذي اجتاح المنطقة في عامي 2021 و2022.
وبحسب تقديرات رئيس مكتب الزراعة في المجلس المحلي برأس العين، عمر حمود، حينها، فقد بلغ عدد الأغنام النافقة نحو 100 ألف رأس، في حين تعرضت أجزاء من الأراضي الزراعية للتصحّر، وجفت العديد من آبار الري، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الزراعية والحيوانية في المنطقة.
تراجع الأمطار
مدير مكتب الزراعة والثروة الحيوانية في المجلس المحلي، مجد كسار، قال ل، إن انخفاض أسعار المواشي هذا العام يعود إلى قلة الهطولات المطرية، وارتفاع أسعار الأعلاف وضيق المساحة الجغرافية.
وأوضح كسار أن الوضع الحالي يشبه ما حدث في عامي 2021 و2022، حيث غابت الأمطار تمامًا حتى هذا الوقت، ما تسبب في انعدام المراعي في رأس العين.
وأضاف أن المجلس المحلي يسعى إلى فتح باب التصدير إلى الخارج، بالإضافة إلى العمل على توفير المواد العلفية للمزارعين بأسعار التكلفة، بهدف دعم مربي المواشي وتخفيف العبء المالي عنهم.
وأشار إلى أن أعداد الأغنام لم تشهد انخفاضًا هذا العام، بسبب الإجراءات التي اتخذها مربو المواشي، مثل استخدام مشاريع الطاقة الشمسية وزراعة الأراضي لتوفير المراعي.
وذكر أن الأعداد الحالية للأغنام في المنطقة تبلغ حوالي 135 ألف رأس، بينما يصل عدد الأبقار إلى نحو 1300 رأس.
وتعد تربية الأغنام في رأس العين وأرياف المنطقة الشرقية من سوريا أحد أعمدة الاقتصاد المحلي، وتشكل سلالة “العواس” الجزء الأكبر من الأغنام في رأس العين، إلى جانب وجود أنواع مهجنة مثل “الحمداني” و”الحموي”.
ووفقًا لإحصائيات مديرية الزراعة في رأس العين، فإن حوالي 2750 عائلة، من أصل نحو 18 ألف عائلة، في الريف والمدينة، تعتمد بشكل أساسي على تربية المواشي، كوسيلة رئيسة للعيش من أصل نحو 18 ألف عائلة في المنطقة.
اقرأ أيضًا: كثرة أعداد الأغنام يقابلها ركود التصريف برأس العين
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية
أرسل/أرسلي تصحيحًا
مرتبط
المصدر: عنب بلدي