اخر الاخبار

أسعار مواد التدفئة ترتفع في إدلب

بخوف وحذر، تتفقد ابتسام (39 عامًا) ما تبقى لديها من مؤونة قشر الفستق، الذي تستخدمه كوسيلة لتدفئة منزلها في مدينة إدلب، لأن نفاد الكمية التي اشترتها بداية موسم الشتاء يعتبر كارثة بالنسبة لها، في ظل تحذيرات من موجة صقيع تطرق الأبواب من جهة، وارتفاع أسعار مواد التدفئة من جهة أخرى.

تريد ابتسام تجاوز أزمة الصقيع والبرودة المتوقعة دون أن تتكبد تكاليف إضافية، خاصة مع ارتفاع أسعار مواد التدفئة، وبقاء أيام لقدوم شهر رمضان، وما تتطلبه العائلة من احتياجات غذائية وغيرها.

نشأت مخاوف السيدة حين بدأت درجات الحرارة بالانخفاض، منذ 20 من شباط الحالي، لتبلغ ذروتها خلال الثلاثة أيام الماضية، جراء تأثر سوريا بمنخفض قطبي يسيطر على الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.

وبحسب المديرية العامة للأرصاد الجوية، فإن درجات الحرارة ستنخفض لتصبح أدنى من معدلاتها بنحو 7 إلى 9 درجات مئوية، مع فرصة لزخات ثلجية في مناطق القلمون بريف دمشق، وتحذيرات من تشكل الصقيع.

وحذرت المديرية من حدوث الصقيع ‏في أغلب المناطق الداخلية، وتشكل الجليد في المرتفعات الجبلية، كما حذرت من الأجواء شديدة البرودة.

ارتفعت أسعار مواد التدفئة من 20 إلى 30% في إدلب - 24 شباط 2025 (/ سماح علوش)

ارتفعت أسعار مواد التدفئة من 20 إلى 30% في إدلب – 24 شباط 2025 (/ سماح علوش)

ملابس مستعملة

مع تدني درجات الحرارة، قررت السيدة ابتسام أن تقضي نهارها عند أهلها، لعدم قدرتها على شراء المزيد من قشر التدفئة، وعند عودتها آخر اليوم، تؤمّن لأطفالها الثلاثة الأيتام بعض الدفء عن طريق مدفأة الكهرباء الصغيرة، وتشغيلها لفترة قصيرة ريثما ينامون.

وبسبب ضعف القدرة الشرائية، وعدم وجود دخل ثابت للمعيشة، تنتظر زينب (56 عامًا) السوق الشعبي (البازار) بحيّها في مدينة إدلب، لتمرّ على بائعي الملابس المستعملة، وتشتري منهم ما يسمونه بـ”بالة الحرق”.

“بالة الحرق” هي الملابس أو الأحذية المهترئة أو الممزقة، التي لا تباع للاستخدام، فيبيعها التجار بسعر زهيد بالكيلوغرام، وفي بعض الأحيان يشفقون لحال السيدة، ويعطونها إياها مجانًا.

تعيش السيدة زينب في مخيم على أطراف مدينة إدلب، وهي أرملة، وتربي أحفادها بعد وفاة والدهم، وتعتمد على المساعدات من “أهل الخير”، فتحاول تأمين التدفئة لهم بأي طريقة، دون الأخذ بعين الاعتبار الدخان والغازات الضارة المنبعثة من احتراق أنواع مختلفة من الأقمشة والجلود.

زيادة الطلب من باقي المحافظات من أسباب رفع أسعار مواد التدفئة في إدلب - 24 شباط 2025 (/ سماح علوش)زيادة الطلب من باقي المحافظات من أسباب رفع أسعار مواد التدفئة في إدلب - 24 شباط 2025 (/ سماح علوش)

زيادة الطلب من باقي المحافظات من أسباب رفع أسعار مواد التدفئة في إدلب – 24 شباط 2025 (/ سماح علوش)

الطلب يرفع الأسعار

بحسب رصد، ارتفعت أسعار مواد التدفئة في الشمال السوري بشكل ملحوظ في الأسابيع الماضية، بمعدل  تقريبي وصل إلى حد 30% عما كان عليه في بداية فصل الشتاء.

وبلغ سعر ليتر المازوت المحسّن (مكرر) في الشمال السوري دولارًا أمريكيًا واحدًا (10 آلاف ليرة سورية)، بعد أن كان في بداية الموسم 0.7 دولار (7000 ليرة سورية).

بشار أحد باعة قشر التدفئة والحطب في إدلب، قال ل، إن سعر الطن الواحد من قشر ثمر البندق كان يباع بـ150 دولارًا، والفستق بـ160 دولارًا، ليرتفع ويتجاوز الـ210 دولارات للطن الواحد من كلا النوعين.

 أما طن الحطب، فارتفع سعره من 160 دولارًا إلى 200 دولار.

ارتفع سعر طن قشور التدفئة من 150 دولارًا إلى 210 دولارات أمريكية - 24 شباط 2025 (/ سماح علوش)ارتفع سعر طن قشور التدفئة من 150 دولارًا إلى 210 دولارات أمريكية - 24 شباط 2025 (/ سماح علوش)

ارتفع سعر طن قشور التدفئة من 150 دولارًا إلى 210 دولارات أمريكية – 24 شباط 2025 (/ سماح علوش)

وأرجع البائع الخمسيني السبب الرئيس للارتفاع إلى زيادة الطلب على الحطب والقشر (فستق، بندق، مشمش)، من باقي المحافظات السورية لعدم توفر هذه المواد في تلك المناطق، قبل سقوط النظام السابق، والتي تؤمّن تدفئة لساعات أكثر من المازوت، والغاز، التي يعتمدها الأهالي هناك.

وأضاف أن مناطق ريف دمشق والقلمون، هي أكثر المناطق طلبًا لهذه المواد، لشدة برودة الطقس فيها، باعتبارها مناطق جبلية، وتتعرض لهطولات ثلجية في أيام الشتاء الباردة.

وتابع حديثه متذمرًا من بعض التجار الذين يحتكرون مواد التدفئة، بعد سماعهم بموجة الصقيع، حيث طلب كمية من القشر بسعر 180 دولارًا للطن الواحد، وبعد مماطلات من قبلهم بسبب الشحن والنقل، تم بيعه الطن الواحد بـ210 دولارات.

أما البائع معتز (47 عامًا) ويملك محلًا لبيع قشر التدفئة، فذكر أن سبب ارتفاع الأسعار هو عدم تخزين التجار لكميات كافية من القشر، بالإضافة لدخول كميات قليلة من المعابر الحدودية مع تركيا، والتي لا تغطي الحاجة، ولا تتناسب مع زيادة الطلب.

وحذرت مراصد وفرق “الدفاع المدني السوري” الأهالي بضرورة توخي الحذر خلال تشكل الصقيع،  كما ناشد الأهالي والمعلمون مديرية التربية والتعليم بمحافظة إدلب، لإصدار قرار يقضي بتعطيل المدارس، والجامعات، خلال موجة الصقيع، خاصة أن هناك فئة منهم في الأرياف، يقطعون مسافات سيرًا على الأقدام، أو على الدراجات النارية، مع عدم توفر المحروقات في معظم المدارس.

واكتفت مديرية التربية بإصدار قرار بتأجيل موعد الدوام من الثامنة ليبدأ الساعة التاسعة صباحًا.

اقرأ أيضًا: بالحطب وقشر الفستق و”البيرين”.. سكان إدلب يتحضرون للشتاء

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *