1 يوليو 2025Last Update :
صدى الاعلام_تستعد العاصمة الصينية بكين لتنظيم عرض عسكري واسع النطاق في الثالث من سبتمبر المقبل بمناسبة الذكرى الـ 80 لانتهاء الحرب العالمية الثانية، في حدث سيحمل رسائل عسكرية وتاريخية لا سيما تجاه تايوان، رغم عدم إعلان الجزيرة كموضوع رسمي للفعالية.
العرض المرتقب سيشهد استعراضًا لأحدث الأسلحة التي طورها جيش التحرير الشعبي الصيني، من بينها مقاتلات الجيل الخامس، وصواريخ باليستية عابرة للقارات، وأسلحة غير مأهولة متطورة، وجميعها معدّة – وفق مراقبين – في إطار سيناريوهات مواجهة محتملة مع تايوان.
تايوان الهدف
ورغم أن تايوان ليست محور الحدث، فإن السُلطات الصينية بدأت بالفعل توجيه رسائل غير مباشرة نحو الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي، والتي تراها بكين جزءًا لا يتجزأ من أراضيها ويجب “إعادة توحيدها بالقوة إن لزم الأمر”، بحسب صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست”.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن حاملة الطائرات الصينية، أطلقت مؤخرًا مقاتلاتها باتجاه الساحل الشرقي لتايوان، في استعراض واضح للقوة. وألمح التلفزيون المركزي الصيني إلى أن مشاركة الطائرات المقاتلة من طرازJ-15T وJ-35 في العرض قد تحمل “مفاجآت إضافية”.
وكانت الصين قد عرضت لأول مرة طائراتها الشبحية المتعددة المهام J-35 في معرض “تشوهاي” الجوي العام الماضي، لتؤكد من خلالها على تقدمها في مجال الطيران العسكري المتطور.
وترى بكين أن العرض العسكري فرصة لتأكيد التزامها بحماية النظام العالمي لما بعد الحرب العالمية الثانية، وهو نظام تعتبر فيه تايوان جزءًا من الصين. ومن المتوقع أن يلقي الرئيس الصيني شي جين بينج خطابًا مهمًا من على منصة بوابة “تيانانمن”، كما فعل قبل عشر سنوات، حين أعلن عن تقليص عدد قوات جيش التحرير الشعبي بـ 300 ألف جندي، دون أن يشير حينها إلى تايوان.
مشاركة ضعيفة
ومن المنتظر أن تُوجه دعوات لقدامى محاربي حزب الكومينتانج، الذين قاتلوا اليابانيين، ضمن قوات الحكومة الصينية السابقة، لحضور العرض. إلا أن مشاركتهم هذه المرة ستكون كمشاهدين فقط، دون مرورهم ضمن آليات العرض كما حدث في نسخة 2015، بحسب الصحيفة.
وفي النسخة السابقة، شارك نائب الرئيس التايواني الأسبق “ليان تشان” في العرض، لكن حتى الآن لم تُعلن بكين عن مشاركة أي شخصية تايوانية بارزة هذا العام.
غضب تايواني
الحكومة التايوانية الحالية، بقيادة الحزب الديمقراطي التقدمي (DPP) المؤيد للاستقلال، أبدت معارضة واضحة لهذه التحركات. فقد حذّرت “مجلس شؤون البر الرئيسي” في تايوان الأسبوع الماضي من أن المتقاعدين العسكريين الذين يقبلون دعوات بكين قد يُحرمون من معاشاتهم التقاعدية.
وفي ذات السياق، وصف المجلس تنظيم استعراضات عسكرية بأنه “إهدار للموارد والكوادر”، مشيرًا إلى أن تايوان ستنظم فعاليات إحياء للذكرى دون عروض عسكرية.
ويأتي ذلك في وقت يستعد فيه الجيش التايواني لإجراء مناورات “هان كوانج” السنوية، والتي لن تركز هذا العام على ذكرى الحرب العالمية الثانية، بل ستُحاكي سيناريو هجوم بحري من قبل الجيش الصيني.
أجواء سياسية متوترة
التحركات الصينية، إلى جانب اقتراب موعد العرض العسكري، تثير الجدل على الساحة السياسية في تايوان، فقد أطلق الحزب الحاكم حملات سحب الثقة ضد نواب المعارضة الموالين لبكين، في محاولة لاستعادة الأغلبية البرلمانية.
ومن المقرر أن يُجري حزب الكومينتانج المعارض انتخابات داخلية لاختيار رئيس جديد للحزب في سبتمبر المقبل، في وقت تتعرض فيه شعبيته لضغوط متزايدة.