تستمر مفاوضات شرم الشيخ غير المباشرة بين “حماس” وإسرائيل، الأربعاء، لليوم الثالث على التوالي، بمشاركة أطراف فلسطينية ودولية جديدة، فيما قال مسؤولون في “حماس” لـ”الشرق”، إن المحادثات شهدت “بعض التقدم” بشأن قوائم وأسماء الأسرى، واصفين الأجواء التي تسود المفاوضات بـ”الإيجابية”.

وكشف مسؤول فلسطيني مطلع على مفاوضات شرم الشيخ، لـ”الشرق”، أن وفدين من حركتي “الجهاد الإسلامي” و”الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين”، سينضمان مساء الأربعاء إلى وفد “حماس”، بهدف التشاور وسهولة اتخاذ القرارات، فيما ينضم كذلك وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن، الذي ترعى بلاده جهود الوساطة، ورئيس الاستخبارات التركية، إبراهيم قالن إلى المفاوضات، في وقت لاحق، الأربعاء.

كما يشارك المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، وجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في المفاوضات.

وعبّر المسؤول الفلسطيني عن “أمل” حماس والفصائل الفلسطينية، في أن تشكل مشاركة ويتكوف وكوشنر، ورئيس المخابرات التركية في الجلسة المسائية، الأربعاء، عاملاً إيجابياً في الدفع نحو الوصول إلى اتفاق لوقف الحرب.

خلافات بشأن حدود الانسحاب الإسرائيلي من القطاع

وأضاف المسؤول الفلسطيني في تصريحاته لـ”الشرق”، أن إسرائيل “لا زالت تصر على نفس خرائط الانسحابات الجزئية التي تتزامن مع عملية تبادل الأسرى”، مشيراً إلى أن “حماس”، تريد انسحاباً إسرائيلياً إلى نفس الأماكن التي انسحبت منها خلال الهدنة السابقة في الفترة من يناير حتى مارس 2024، وصولاً إلى “انسحاب كامل من القطاع، وفتح المعابر، وتمكين لجنة الكفاءات المستقلة الفلسطينية من إدارة غزة وإعادة الإعمار”.

وأضاف أن الوسطاء “يتفهمون مطالب حماس”، على حد وصفه.

ولفت المسؤول الفلسطيني، إلى أن “الوفد الإسرائيلي يطالب بمواعيد محددة لإطلاق سراح الأسرى”، بينما أكدت “حماس” أنه “من دون تهيئة الظروف الميدانية بوقف القصف بكل أشكاله، ووقف تحليق الطيران الحربي والاستطلاعي، تبقى تحديات كبيرة أمام الحركة والفصائل الفلسطينية للوصول للمجموعات الآسرة، وتسليم المحتجزين الإسرائيليين”.

وأوضح المسؤول في تصريحات لـ”الشرق”، أن “حماس” تصر أيضاً على ضرورة أن تشمل قائمة الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم القادة الكبار، مثل مروان البرغوثي، القيادي في حركة “فتح”، وأحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وتابع: “لكن لم يجر أي تفاهم أو اتفاق حول هذه النقاط”.

تبادل قوائم الأسرى

وقال طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إن وفد الحركة “أبدى إيجابية ومسؤولية خلال مفاوضات شرم الشيخ، بما يتيح إحراز التقدم المطلوب لإتمام الاتفاق”، مؤكداً أن “الوسطاء يواصلون جهودهم المكثفة لإزالة العقبات أمام تطبيق وقف إطلاق النار”، وذلك “في أجواء من التفاؤل تسود أروقة المفاوضات”، على حد وصفه.

وأوضح النونو أن المحادثات في يومها الثالث، تركز على آليات إنهاء الحرب وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة، إلى جانب ملف تبادل الأسرى.

وذكر النونو أنه جرى خلال اليوم الثاني من المفاوضات “تبادل الكشوف الخاصة بالأسرى المطلوب إطلاق سراحهم وفق المعايير والأعداد المتفق عليهاً”، لافتاً إلى أن “المفاوضات غير المباشرة مستمرة بمشاركة جميع الأطراف والوسطاء”.

والثلاثاء، قال رئيس وفد “حماس” المفاوض خليل الحية، إن الحركة جاءت إلى محادثات شرم الشيخ “بهدف مباشر” يتمثل في إنهاء الحرب على قطاع غزة، وانسحاب الاحتلال الإسرائيلي، وتبادل الأسرى بالكامل، مطالباً في الوقت نفسه بـ”ضمانات حقيقية” من الرئيس الأميركي دونالد ترمب والدول الراعية بوقف الحرب بشكل كامل وعدم عودتها.

وقال ترمب، في وقت سابق، إن الساعات الـ48 المقبلة ستكون “حاسمة” بشأن التوصل إلى اتفاق يفضي إلى الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين المتبقين وإنهاء حرب غزة، وذلك خلال لقاء عائلة المحتجز الإسرائيلي-الأميركي السابق عيدان ألكسندر.

والتقى ترمب، الثلاثاء، بفريقه للأمن القومي لبحث تقدم مفاوضات إنهاء الحرب في قطاع غزة، وذلك قبل مغادرة ويتكوف وكوشنر إلى مصر للمشاركة في المفاوضات.

شاركها.