اخر الاخبار

أطفال غزة في مرمى النيران: طفولة مسلوبة وأحلام مؤجلة”

بقلم : الدكتورة سهام الخفش 

الطفولة المعذبة في غزة تمثل واحدة من أكثر القصص المأساوية والمفجعة في العصر الحديث. حيث تُثقل حياة الأطفال هناك بآثار الحصار والعنف المستمر، مما يحول الطفولة، التي يجب أن تكون مرحلة براءة وفرح، إلى تجربة مليئة بالخوف والحرمان.

يعيش أطفال غزة تحت وطأة حصار خانق وغير إنساني، ويعانون من نقص حاد في أساسيات الحياة مثل الغذاء والماء والرعاية الطبية. يكبرون في بيئة تُدمر فيها كل مقومات الحياة، حيث تتكرر انقطاعات الكهرباء وتندر فرص التعليم والرعاية الصحية المناسبة. لقد أصبحت الغارات الجوية والانفجارات واقعاً يومياً بالنسبة لهم، في حين يستمتع أطفال آخرون في العالم بأصوات الموسيقى واللعب.

تجارب هؤلاء الأطفال تتجاوز حدود التجارب البشرية المعروفة؛ فالطفل الغزاوي لا يجد متسعاً ليعيش طفولته. بدلاً من اللعب والدراسة، يواجه واقعاً مليئاً بالصعوبات، حيث يسعى فقط للبقاء على قيد الحياة في بيئة معادية لا ترحم.

التعليم بين التحديات والأمل

التعليم، الذي يمثل حقاً أساسياً لكل طفل، يعاني من تدهور هائل في غزة. العديد من المدارس تعرضت للتدمير، والبنية التحتية التعليمية متدهورة. الأطفال إما بلا تعليم أو فقدوا فرصة الوصول إلى الدراسة بسبب الأنقاض التي دفنت أحلامهم وأقلامهم.

تحت الركام، سقطت براءتهم، ومعها انهارت جميع المواثيق الدولية وحقوق الإنسان. الطفولة يجب أن تكون حقاً عالمياً يتجاوز الحدود الجغرافية، ولكن إسرائيل بمساعدة حلفائها، لا سيما الولايات المتحدة، حطمت جميع الأعراف الدولية وعرقلت حقوق الإنسان.

الحلم بمستقبل أفضل

رغم هذه الظروف القاسية، لا يزال لدى أطفال غزة حلم بغد أفضل. يحلمون بحياة طبيعية مثل تلك التي يعيشها الأطفال في أماكن أخرى: حيث يمكنهم اللعب دون خوف، والنوم دون أصوات القنابل، والدراسة دون انقطاع.

ولكن لتحقيق هذا الحلم، لابد من تضافر الجهود الدولية لرفع الحصار وإحلال السلام. هؤلاء الأطفال يستحقون العيش بكرامة، ويحتاجون إلى دعم عالمي لإعادة بناء حياتهم ومستقبلهم.

الطفولة المعذبة في غزة ليست مجرد أزمة محلية، بل هي قضية إنسانية تتطلب تدخل العالم بأسره. هؤلاء الأطفال يمثلون مستقبل البشرية، ولا ينبغي أن يستمروا في دفع ثمن الصراعات السياسية والعسكرية. يجب أن نضمن لهم حقهم في الحياة والتعليم والأمان، وأن نمنحهم الفرصة ليعيشوا طفولة طبيعية ويحققوا أحلامهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *