أعاصير تضرب جنوب أميركا وتتسبب في وفيات وتخلف الدمار

قالت الشرطة الأميركية إن 17 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم في ولاية ميزوري، عندما ضربت سلسلة من الأعاصير منطقة الغرب الأوسط وجنوب شرق الولايات المتحدة خلال الليل، مخلفة مساراً من الدمار لا تزال السلطات تقدر حجمه بحلول السبت.
وأفاد ديفيد روث خبير الأرصاد بمركز التنبؤ بالطقس التابع لهيئة الأرصاد الجوية الوطنية، بأن تقارير وردت عن وقوع 26 إعصاراً، ولكن لم يتم تأكيد أنها ضربت اليابسة الجمعة أو صباح السبت، إذ دفع الضغط الجوي المنخفض العواصف الرعدية عبر أجزاء من ولايات أركنسو وإيلينوي، ومسيسبي، وميزوري، وفقاً لـ”رويترز”.
وأضاف روث: “هناك خطر كبير اليوم لحدوث المزيد من الأعاصير في ألاباما ومسيسبي، الاحتمال هو 30% وهي نسبة مرتفعة جداً”.
وذكرت دورية الطرق السريعة بولاية ميزوري ومسؤولون آخرون أن “الأعاصير أودت بحياة شخصين في منطقة بيكرسفيلد بمقاطعة أوزارك في جنوب الولاية، وجرى الإبلاغ عن وفاة ثالثة في مقاطعة بتلر”.
وأضافت الدورية على منصة “إكس”، أن “7 آخرين لقوا حتفهم جراء العواصف، دون تقديم تفاصيل”.
وحذر خبراء الأرصاد الجوية من أنه مع استعادة العواصف قوتها، فإن الخطر الأكبر من وقوع أعاصير وعواصف رعدية شديدة سيكون السبت.
وأشارت السلطات إلى أن أكبر عدد من الوفيات حتى صباح السبت كان في ولاية ميزوري، التي ضربتها أعاصير طوال الليل وأودت بحياة 11 شخصاً على الأقل، حسبما ذكرت وكالة وكالة “أسوشيتد برس”.
كما أفادت دورية الطرق السريعة بولاية ميزوري بإصابة العديد من الأشخاص.
ومن بين الوفيات رجل قُتل بعد أن دمر إعصار منزله.
وقال الطبيب الشرعي جيم أكيرز من مقاطعة بتلر، واصفاً المشهد الذي واجهه رجال الإنقاذ عند وصولهم: “كان المنزل غير قابل للتمييز، مجرد كومة من الأنقاض”.
وأضاف: “كانت الأرضية مقلوبة رأساً على عقب، كنا نسير على الجدران”، معتبراً أن رجال الإنقاذ تمكنوا من إنقاذ امرأة في المنزل.
فرق استجابة
وقال مسؤولون في ولاية أركنساس، السبت، إن “3 أشخاص لقوا حتفهم في مقاطعة إندبندنس، وأصيب 29 آخرون في 8 مقاطعات؛ بسبب العواصف التي مرت عبر الولاية خلال الليل”.
وقالت حاكمة أركنساس، سارة هاكابي ساندرز، على منصة “إكس”: “أرسلنا فرقاً لمسح الأضرار الناجمة عن أعاصير الليلة الماضية، ولدينا فرق استجابة ميدانية لتقديم المساعدة”.
وأضافت: “في غضون ذلك، خصصنا 250 ألف دولار من صندوق التعافي من الكوارث لتوفير الموارد اللازمة لهذه العملية لكل مجتمع من المجتمعات المتضررة”.
في غضون ذلك، أعلنت السلطات، الجمعة، عن سقوط 3 أشخاص في حوادث سيارات خلال عاصفة ترابية في أماريلو بمنطقة بانهاندل في تكساس.
وتأتي هذه الوفيات في الوقت الذي أطلقت فيه عاصفة عاتية، اجتاحت البلاد، رياحاً تسببت في عواصف ترابية قاتلة وأشعلت أكثر من 100 حريق غابات.
ومن المتوقع أن تؤثر الظروف الجوية القاسية، بما في ذلك رياح بقوة الأعاصير، على منطقة يسكنها أكثر من 100 مليون نسمة.
ومن المتوقع هبوب رياح تصل سرعتها إلى 80 ميلاً في الساعة (130 كيلومتراً في الساعة) من الحدود الكندية إلى تكساس، ما يهدد بعواصف ثلجية في المناطق الشمالية الباردة، وخطر اندلاع حرائق غابات في المناطق الأكثر دفئاً وجفافاً في الجنوب.
أوامر إخلاء
وصدرت أوامر إخلاء في بعض مجتمعات أوكلاهوما بعد الإبلاغ عن أكثر من 130 حريقاً في جميع أنحاء الولاية.
وتضرر أو دُمّر ما يقرب من 300 منزل في أوكلاهوما؛ بسبب “الحرائق”.
وصرح الحاكم كيفن ستيت في مؤتمر صحافي، السبت، أن حوالي 266 ميلاً مربعاً (حوالي 69 هكتاراً) احترقت حتى الآن في ولايته.
وأفادت دورية الولاية بأن “الرياح كانت قوية لدرجة أنها أسقطت العديد من مقطورات الجرارات”.
وقال تشارلز دانيال، سائق شاحنة يجر مقطورة طولها 14.6 متراً على طول الطريق السريع 40 في غرب أوكلاهوما: “الجو هنا مروع. هناك الكثير من الرمال والأوساخ في الهواء. لن أتجاوز سرعة 55 ميلاً في الساعة. أخشى أن تهب الرياح إذا فعلت ذلك”.
ويقول الخبراء إنه “ليس من غير المعتاد رؤية مثل هذه الظروف الجوية المتطرفة في شهر مارس”.
التهديد الأكبر
وأعلن مركز التنبؤ بالعواصف أن “العواصف سريعة الحركة قد تُسبب أعاصير، السبت، إلا أن التهديد الأكبر سيأتي من رياح مستقيمة تقترب من قوة الإعصار أو تتجاوزها، مع احتمال وصول سرعة هبات الرياح إلى 160 كيلومتراً في الساعة”.
ومن المتوقع هبوب أعاصير قوية، بعضها قد يكون طويل المسار وعنيفاً، بعد ظهر ومساء السبت.
وأوضح المركز أن “المنطقة الأكثر عرضة للخطر تمتد من شرق لويزيانا وميسيسيبي بعد الظهر، ثم ألاباما والأجزاء الغربية من جورجيا ومنطقة بانهاندل في فلوريدا مساءً”.
واندلعت حرائق غابات وسط أجواء جافة وعاصفة.
وإلى جانب أوكلاهوما، هددت حرائق الغابات في أماكن أخرى من السهول الجنوبية بالانتشار بسرعة وسط طقس دافئ وجاف ورياح قوية في تكساس وكانساس وميزوري، ونيو مكسيكو.
وكشفت دائرة الغابات في جامعة تكساس “إيه آند إم” عبر “إكس”، أن حريقاً في مقاطعة روبرتس بولاية تكساس، شمال شرق أماريلو، اتسعت مساحته بسرعة من أقل من ميل مربع (حوالي كيلومترين مربعين) إلى ما يُقدر بـ 32.8 ميل مربع (85 كيلومتراً مربعاً). وأوقفت فرق الإطفاء تقدمه بحلول الجمعة.
وعلى بُعد حوالي 90 كيلومتراً جنوباً، اتسعت مساحة حريق آخر إلى حوالي 10 كيلومترات مربعة قبل أن يتوقف تقدمه بعد الظهر.
كما تسببت الرياح العاتية في انقطاع التيار الكهربائي عن أكثر من 260 ألف منزل وشركة في تكساس وأوكلاهوما وأركنساس و ميزوري، وإلينوي وإنديانا، وفقاً لموقع poweroutage.us.
وأصدرت الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية تحذيرات من عاصفة ثلجية في أجزاء من أقصى غرب مينيسوتا وأقصى شرق داكوتا الجنوبية ابتداءً من السبت.
ومن المتوقع تراكم ثلوج يتراوح سمكها بين 7.6 و15.2 سم، مع احتمال وصولها إلى 30 سم.
ومن المتوقع أن تتسبب رياح عاتية تصل سرعتها إلى 97 كيلومتراً في الساعة في حالة من الضباب الكثيف.