دعا أكثر من نصف الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الأميركي إدارة الرئيس دونالد ترمب، الخميس، إلى إجراء تحقيق مستقل في قتل الأميركي الفلسطيني سيف الدين مصلط، والذي تعرض لضرب أفضى إلى الموت على يد مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية المحتلة، يوليو الجاري.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن سيف الدين كامل عبد الكريم مصلط (23 عاماً) توفي بعد تعرّضه للضرب المبرح على يد مستوطنين إسرائيليين في 11 يوليو، خلال هجوم تسبب أيضاً في إصابة الكثير من الأشخاص في بلدة بشمال رام الله.
وقاد السناتور كريس فان هولين من ولاية ماريلاند 28 عضواً ديمقراطياً بمجلس الشيوخ، وبعثوا رسالة إلى وزير الخارجية ماركو روبيو ووزيرة العدل بام بوندي للمطالبة بإجراء تحقيق، مما يزيد من الضغوط على واشنطن للتحقيق في وفاة مصلط.
وأشار أعضاء مجلس الشيوخ أيضاً إلى ما وصفوه بـ”غياب المساءلة” على نحو متكرر في قتل أميركيين آخرين في الضفة الغربية منذ يناير 2022، وطلبوا مستجدات حول وضع التحقيقات في وقائع القتل تلك.
وتعرض مصلط (23 عاماً) للضرب المبرح هذا الشهر عندما كان يزور عائلته في سنجل ( شمال شرق رام الله)، وقالت عائلته، وهي من ولاية فلوريدا، إن المسعفين لم يتمكنوا من الوصول إليه لساعات وتوفي قبل وصوله إلى المستشفى.
وتشهد الضفة الغربية أعمال عنف منذ فترة طويلة إلا أن هجمات المستوطنين على الفلسطينيين، تصاعدت هناك منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023.
وقال السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي، في 15 يوليو، إنه طلب من إسرائيل “التحقيق بجدية” في قتل مصلط، واصفاً ما حدث بأنه “عمل إجرامي وإرهابي”، فيما قال الجيش الإسرائيلي، إنه “يحقق في الحادثة”.
وشكلت تصريحات هاكابي، وهو مؤيد قوي لبناء المستوطنات الإسرائيلية، انتقاداً علنياً نادراً ومباشراً من الولايات المتحدة في أعقاب قتل مواطن فلسطيني أميركي في الأراضي التي تحتلها إسرائيل.
الخارجية الأميركية على علم
وقالت وزارة الخارجية الأميركية، عقب الحادث، إنها على علم بوفاة مواطن أميركي فلسطيني في الضفة الغربية، بعد تعرّضه للضرب حتى الموت على يد مستوطنين إسرائيليين.
وقال متحدث باسم الخارجية الأميركية: “نحن على علم بأنباء وفاة مواطن أميركي في الضفة الغربية”، مضيفاً أن الوزارة ليس لديها أي تعليق إضافي “احتراماً لخصوصية عائلة الضحية وأحبائه”.
وقتلت إسرائيل خلال السنوات القليلة الماضية عدداً من المواطنين الأميركيين في الضفة الغربية بينهم الصحافية الفلسطينية الأميركية شيرين أبو عاقلة، والشاب الفلسطيني الأميركي عمر محمد ربيع والناشطة التركية الأميركية عائشة نور إزجي إيجي.
وزاد عنف المستوطنين في الضفة الغربية بما في ذلك التوغلات في الأراضي المحتلة، والمداهمات منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة أواخر عام 2023.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فقد أودت الحرب الإسرائيلية على القطاع، حتى الآن، بحياة نحو من 60 ألف فلسطيني، فيما تواجه إسرائيل اتهامات بالإبادة الجماعية أمام محكمة العدل الدولية، وجرائم حرب أمام المحكمة الجنائية الدولية.