أكثر من 51 ألف لاجئ قاصر بأوروبا في عداد المفقودين
بلغ عدد اللاجئين القاصرين المفقودين في أوروبا أكثر من 51 ألفًا، ممن وصلوا إليها بين عامي 2021 و2023، وسط ارتفاع ملحوظ بالأعداد، إذ كانت الإحصائية 18300 ألف طفل قبل ثلاث سنوات.
كشف عن هذه الأرقام بحث أجرته شبكة الصحفيين الأوروبية “Lost in Europe“، التي تضم صحيفة “De Standaard” البلجيكية والصحيفة اليومية الهولندية “NRC”، إضافة إلى وكالة الأنباء الإيطالية “ANSA” و”Rbb24 Recherche”.
ووفق البحث الذي نشر اليوم، الثلاثاء 30 من نيسان، وترجمته، ارتفع عدد الأطفال اللاجئين القصر المفقودين من 724 طفلًا خلال عام 2021 إلى 2005 أطفال حتى اليوم في ألمانيا وحدها.
ويكشف البحث عن أعداد اللاجئين القاصرين المختفين، ومن بين الجهات المسؤولة في 28 دولة أوروبية إضافة إلى مولدوفا والنرويج والمملكة المتحدة وسويسرا، استجابت 20 دولة للاستفسارات التي سألت عنها شبكة الصحفيين الأوروبية “Lost in Europe“، في حين قدمت 13 دولة بيانات للشبكة عن أعداد اللاجئين القصر المسجلين لديها.
وبحسب البحث، فإن غياب الإحصائيات من دول أوروبية عدة تستضيف لاجئين، فإن عدد الأطفال المفقودين هو أعلى من ذلك لأن البيانات غالبًا ما تكون غير متسقة وغير كاملة، والعديد من البلدان في أوروبا لا تجمع حتى بيانات عن القاصرين المفقودين غير المصحوبين.
بعد تسجيل الأطفال بمراكز الاستقبال الأولي، غالبًا يوزعون في جميع أنحاء البلاد الأوروبية ويتم إيواؤهم في مكاتب رعاية الشبان، التي من المفترض أن ترعاهم، ولكن في كثير من الأحيان يحدث أخطاء ويختفي بعض الأطفال من المراكز ما يجعلهم مفقودين تمامًا عن رادار السلطات في جميع أنحاء أوروبا، وفق الموقع الألماني التلفزيوني “tagesschau“.
واحتلت إيطاليا المرتبة الأولى بعدد المفقودين خلال السنوات الثلاث الماضية، إذ سجلت 22 ألفًا و899 حالة اختفاء للاجئين قصّر خلال السنوات الثلاث الماضية، وفي عام 2023 فقط وصل عدد المفقودين لعشرة آلاف و100 مفقود.
أما النمسا فاحتلت المرتبة الثانية بعدد 20 ألفًا و77 لاجئًا قاصرًا مفقودًا، بلغ عدد المفقودين منهم خلال عام 2023 نحو خمسة آلاف طفل، وتليها بلجيكا بعدد 2241 مفقودًا خلال السنوات الثلاث الماضية، لتأتي ألمانيا بالمرتبة الرابعة بعدد 2005 لاجئ قاصر لا علم للسلطات بمكان وجودهم.
ولم تسجل اليونان وإسبانيا أي إحصائية عن المفقودين من الأطفال أو الشبان غير المصحوبين بذويهم، وفق البحث.
الأمينة العامة لمنظمة الأطفال المفقودين في أوروبا، آجي إيفين، قالت إن الأرقام “مثيرة للقلق وإن العدد المتزايد من التقارير عن القاصرين المفقودين غير المصحوبين يُعد بمثابة تذكير حاد بجبل الجليد العملاق الذي يلوح في الأفق تحت السطح”.
أسباب اختفاء غير واضحة
لا توجد أي متطلبات على مستوى أوروبا حول مصير اللاجئين القاصرين غير المصحوبين، وبالتالي لا تستطيع المفوضة المسؤولة في الاتحاد الأوروبي لشؤون الهجرة والشؤون الداخلية، إيلفا يوهانسون، وفق ما قالته في مقابلة حصرية مع موقع “Rbb24 Recherche” ونقل تصريحها الموقع الألماني التلفزيوني “tagesschau” التعليق على العدد المرتفع للغاية من اللاجئين المفقودين، مضيفة أنها لا تعلم إن كانت الأرقام صحيحة ولكن يوجد في أوروبا نظام هجرة معطل.
وبحسب الموقع الألماني، فإن الأبحاث التي تُعد على مستوى أوروبا لا يمكنها بكثير من الأحيان تحديد ماهية أسباب اختفاء الشبان بدقة.
وفق الموقع الألماني، يجب الإبلاغ عند اختفاء اللاجئين القاصرين من أماكن حجز السلطات، إذ يظهر العديد منهم بعد أيام في بلدان أخرى أو ببلديات مختلفة ضمن مدن أخرى في ألمانيا.
ويفترض الخبراء الذين تحدثوا إلى الموقع الألماني أن العديد من الأطفال يغادرون مراكزهم لأنهم غير راضيين عن طول الإجراءات أو يأملون بالحصول على مساعدة أسرع في بلدان أخرى أو يريدون زيارة أقاربهم وأصدقائهم.
وبحسب ما نقل الموقع الألماني “tagesschau“، ترى المفوضة المسؤولة في الاتحاد الأوروبي لشؤون الهجرة والشؤون الداخلية، إيلفا يوهانسون، أن الخطر يتمثل بوقوع “اللاجئين القاصرين غير المصحوبين ضحايا للمتاجرين بالبشر، إذا كانوا موجودين بالفعل في الاتحاد الأوروبي”.
وفي نهاية المطاف، من المقرر الآن إدخال نظام تسجيل موحد للاجئين القاصرين غير المصحوبين، وهذا لا يحل مشكلة الأطفال المفقودين حاليًا، ولكن يتعين على دول الاتحاد الأوروبي الآن أن تعمل على تهيئة ظروف أفضل وتسهيل العثور على جهات الاتصال والأوصياء للأطفال، وفق إيلفا يوهانسون.
ألمانيا منهكة
قالت موظفة في الرابطة الفيدرالية للاجئين القاصرين غير المصحوبين، هيلين سوندرماير، إن ألمانيا مكتظة للغاية حاليًا، ويلاحظ أنه في بداية وصول الشبان يبلغ عن فقدان معظمهم.
وأضافت، في المرحلة الحالية خفضت معايير الرعاية من أجل ضمان الرعاية للأطفال على الرغم من نقص الموظفين، ليقترن العبء الزائد على هياكل الدعم ببيانات غير كاملة عن مكان وجود الأطفال والشبان.
وحذرت موظفة من صندوق الأطفال الألماني، بضرورة الإبلاغ عن اختفاء الأطفال لافتراض أنهم معرضون لمخاطر معينة منها احتمالية وقوعهم بأيدي المنظمات الإجرامية أو تعرضهم للاستغلال أو الاعتداء الجنسي.
سجلت مدينة بافاريا في ألمانيا اختفاء 511 لاجئًا قاصرًا، بينما وصل عددهم في بادن فورتمبيرغ 355 لاجئًا قاصرًا مفقودًا، في حين وصل عددهم في ولاية شمال الراين وستفاليا إلى 327 قاصرًا.
آلاف الأطفال دون ذويهم
أشار المركز الإحصائي للاتحاد الأوروبي (يوروستات)،، في 21 من تشرين الثاني 2023، إلى أن الاتحاد تلقى نحو أكثر من 91700 طلب لجوء في أيلول 2023، بزيادة قدرها 19% مقارنة بالشهر نفسه من عام 2022، وسجل المواطنون السوريون أكبر نسبة بين طالبي اللجوء خلال العامين الماضيين.
وفي أيلول فقط، تقدم 4465 قاصرًا غير مصحوبين بذويهم بطلبات لجوء، وكان عدد السوريين بينهم 1540 قاصرًا.
وأكثر الدول التي تلقت طلبات لجوء من القصر غير المصحوبين خلال أيلول 2023 هي ألمانيا بـ1250 طلبًا، والنمسا بـ795 طلبًا، ثم بلغاريا بـ735 طلبًا.
ولفتت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، في 29 من أيلول 2023، إلى أن الأطفال غير المصحوبين بذويهم معرضون لخطر الاستغلال وسوء المعاملة في كل خطوة من رحلتهم.
مرتبط
المصدر: عنب بلدي