قال وزير الداخلية الألماني ألكسندر دوبرينت، الأحد، إن بلاده تهدف إلى تأسيس مركز أبحاث إلكتروني مشترك مع إسرائيل وتعزيز التعاون بين أجهزة المخابرات والأمن في البلدين.

وتتطلع ألمانيا، وهي من بين أوثق حلفاء إسرائيل في أوروبا، بشكل متزايد للاستفادة من خبرات إسرائيل الدفاعية في الوقت الذي تعزز فيه قدراتها العسكرية ومساهماتها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مواجهة ما يعتقد أنها تهديدات متزايدة من روسيا والصين.

ونقلت صحيفة بيلد الألمانية عن دوبرينت قوله خلال زيارة لإسرائيل: “لا يكفي الدفاع العسكري وحده في هذا المنعطف الأمني، فمن الضروري أيضاً إجراء تحديث كبير في الدفاع المدني لتعزيز قدراتنا الدفاعية الشاملة”.

ووصل دوبرينت، الذي عينه المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرتس الشهر الماضي، إلى إسرائيل السبت.

ووفقاً لتقرير بيلد، حدد دوبرينت خطة من 5 نقاط تهدف إلى تأسيس ألمانيا لما أسماها “قبة إلكترونية” في إطار استراتيجيتها للدفاع الإلكتروني.

وفي وقت سابق من الأحد، دعا رئيس وزراء ولاية بافاريا الألمانية ماركوس سودر إلى امتلاك ألفي صاروخ اعتراضي لتزويد ألمانيا بنظام “قبة حديدية” على غرار تكنولوجيا الدفاع الإسرائيلية لاعتراض الصواريخ قصيرة المدى.

تعاطف ألمانيا مع إسرائيل

وشدد الوزير الألماني، الأحد، على جدية التهديد الذي تمثله إيران بالنسبة لإسرائيل، واعتبر أن طهران لو كانت تمتلك قدرات نووية لاستخدمتها في الحرب مع إسرائيل.

وجاءت هذه التصريحات على هامش زيارة أجراها الوزير الألماني إلى مدينة بات يام الإسرائيلية التي تعرضت لهجوم صاروخي إيراني في 15 يونيو أسفر عن سقوط 9 أشخاص، حسب ما أفادت “رويترز”.

ووصف دوبرينت الهجمات الإيرانية بأنها “هجمات إرهابية” على سكان مدنيين مؤكداً دعم ألمانيا لإسرائيل.

وقال: “نرى هنا مدى جدية التهديد، ونرى هنا حرباً تُشن على السكان المدنيين.. لا توجد أهداف عسكرية هنا، إنه هجوم إرهابي على السكان المدنيين.. وعندما نرى الدمار الذي يسببه هجوم صاروخي من إيران، فلا شك أنه لو امتلكت إيران القدرة النووية، لكانت استخدمتها ضد إسرائيل”.

وأضاف: “تسعة قتلى! إنها لمعجزة أن عدد القتلى لم يكن أعلى.. يؤلمني بشكل خاص أن ثلاثة أطفال وأحد الناجين من الهولوكوست (المحرقة النازية) كانوا من بين القتلى.. يؤلمني أن أرى حجم الضرر الذي لحق بالسكان المدنيين، وأود أن أؤكد مجدداً أن إسرائيل تحظى بتضامننا ودعمنا، بالإضافة إلى شراكتنا وصداقتنا>. سنواصل بذل كل ما في وسعنا لضمان حق إسرائيل في الوجود”.

ودفع هذا الحديث وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إلى عناق دوبرينت قائلاً: “أنا أدرك ذلك”.

وقال ساعر خلال الزيارة: “نرى قرار إيران بوقف الرقابة والتفتيش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية على برنامجها النووي.. إنهم يواصلون الخداع والاستهزاء بالمجتمع الدولي.. لقد حان الوقت، بعد أن رأينا ما يستطيعون فعله، لأن يتعامل المجتمع الدولي بجدية مع البرنامج النووي الإيراني”.

وفي 13 يونيو، شنت إسرائيل غارات جوية على إيران  هاجمت خلالها منشآت نووية إيرانية، مما أسفر عن مصرع عدد من كبار القادة العسكريين ومدنيين، في أسوأ هجوم على إيران منذ حرب الثمانينيات مع العراق.

وردت إيران بشن وابل من الصواريخ على مواقع عسكرية وبنية تحتية ومدن إسرائيلية. ودخلت الولايات المتحدة الحرب في 22 يونيو بشن هجمات على منشآت نووية إيرانية.

وألمانيا طرف في “الترويكا الأوروبية” إلى جانب فرنسا وبريطانيا التي تسعى للتوصل إلى اتفاق مع طهران البرنامج النووي وبرنامج الصواريخ الباليستية الإيرانيين.

وعقدت هذه الدول سلسلة من اللقاءات مع إيران في جنيف خلال الأشهر الأخيرة دون التوصل إلى تفاهمات. وخلال آخر لقاء في جنيف في 20 يونيو الجاري، تم الاتفاق على مواصلة المباحثات دون تحديد موعد الاجتماع المقبل.

شاركها.