قال وزير الخارجية الألماني يوهان فادفول إن ألمانيا وفرنسا وبريطانيا مستعدة لإجراء محادثات فورية مع إيران بشأن برنامج طهران النووي، في محاولة لتهدئة الوضع في الشرق الأوسط، عقب تصعيد لليوم الثالث مع إسرائيل.
وأضاف فادفول، الذي يزور سلطنة عُمان، الأحد، أنه “يسعى إلى المساهمة في تهدئة الصراع بين إسرائيل وإيران”، مشيراً إلى أن طهران “لم تغتنم الفرصة سابقاً للدخول في محادثات بناءة”.
وتابع فادفول في تصريحات لهيئة البث الألمانية ARD، في وقت متأخر من مساء السبت: “آمل أن يكون ذلك ممكناً”، وأضاف: “ألمانيا، إلى جانب فرنسا وبريطانيا، مستعدة.. نعرض على إيران مفاوضات فورية بشأن البرنامج النووي، وآمل أن يُقبل (هذا العرض)”.
وأضاف: “هذا أيضاً شرط أساسي للتوصل إلى تهدئة في هذا الصراع، وهو ألا تُشكل إيران أي خطر على المنطقة، أو على دولة إسرائيل، أو على أوروبا”.
وقال فاديفول إن الصراع “لن ينتهي إلا بممارسة ضغوط على إيران وإسرائيل من جميع الأطراف”، مشيراً إلى أن “هناك توقعات مشتركة بأنه خلال أسبوع يجب بذل جهد جاد على الجانبين لوقف دوامة العنف”.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن الحكومة الإيرانية قد تسقط، قال فاديفول إنه يعتقد أن نية إسرائيل ليست إسقاط النظام في طهران.
يأتي العرض من الدول الغربية الثلاث في وقت أعلن وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي أن جولة المفاوضات النووية بين الولايات المتحدة وإيران التي كانت مقررة الأحد في مسقط “لن تُعقد”، وذلك بعدما تسبب هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية واغتيال قادة عسكريين إيرانيين في إشعال مواجهات بين الجانبين.
وقال البوسعيدي، في منشور على “إكس”، إن “الدبلوماسية والحوار هما السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم”، إذ تضطلع سلطنة عمان بالوساطة في هذه المحادثات.
إيران: محادثات بلا معنى
بدوره، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأحد، إن بلاده لم تكن لها أي علاقة بالهجوم الذي شنته إسرائيل على إيران، محذراً طهران من استهداف الولايات المتحدة “بأي شكل”.
وذكر ترمب عبر منصته للتواصل الاجتماعي “تروث سوشيال”: “الولايات المتحدة لم تكن لها أي علاقة بالهجوم على إيران، الليلة. إذا تعرضنا لأي هجوم من إيران بأي شكل أو طريقة، سترد قوات الولايات المتحدة المسلحة بكل قوتها وقدرتها بمستويات لم يحدث لها مثيل من قبل”.
وتابع: “ومع ذلك، يمكننا بسهولة التوصل إلى اتفاق بين إيران وإسرائيل وإنهاء هذا الصراع الدموي”.
لكن في وقت سابق، السبت، اعتبرت الخارجية الإيرانية أن المحادثات النووية مع الولايات المتحدة أصبحت “غير ذات معنى” بعد الهجمات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق واسعة في إيران.
ونقلت وكالة “تسنيم” الإيرانية عن المتحدث باسم الخارجية، إسماعيل بقائي قوله: “تصرف الطرف الآخر (الولايات المتحدة) بطريقة تجعل الحوار بلا معنى”. وأضاف: “لا يمكنك ادعاء التفاوض وفي الوقت نفسه تقسم العمل بالسماح للنظام الصهيوني (إسرائيل) باستهداف الأراضي الإيرانية”.
وقال إن إسرائيل “نجحت في التأثير” على العملية الدبلوماسية، وإن الهجوم الإسرائيلي “ما كان ليحدث لولا موافقة واشنطن”.